المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلام الأقران يطوى ولا يروى - دروس للشيخ علي بن عمر بادحدح - جـ ٩٨

[علي بن عمر بادحدح]

فهرس الكتاب

- ‌شموس الخيرات وظلم العثرات

- ‌مسائل ينبغي التنبه لها

- ‌الرجوع إلى المنبع الصافي في العلم

- ‌لا عصمة لأحد من الخلق غير الأنبياء

- ‌ليس كل خطأ ينبغي التنبيه عليه

- ‌من قلت أخطاؤه غمرت في بحار حسناته

- ‌تجويز الكذب للإصلاح بين الناس

- ‌وجوب الذب عن عرض المسلم

- ‌المسلم مرآة أخيه المسلم

- ‌قواعد وضوابط أسسها العلماء

- ‌أعراض المسلمين حفرة من حفر النار

- ‌الحالات التي يجوز فيها الجرح

- ‌ضوابط الجرح والتعديل

- ‌من الذي يقبل جرحه وتعديله

- ‌متى يقبل الجرح والتعديل

- ‌من ثبتت إمامته لا يضر جرحه

- ‌مسألة توجيه الجرح إلى الراوي

- ‌اختلاف العقائد بالنسبة إلى الجارح والمجروح

- ‌معرفة مدلولات ألفاظ الجرح

- ‌كلام الأقران يطوى ولا يروى

- ‌يحكم على الإنسان بالأمر المعتاد لا بما طرأ عليه

- ‌مسائل وقواعد مهمة في قضية التبديع

- ‌كيفية التعامل مع صاحب البدعة إن حكم ببدعته

- ‌الأسئلة

- ‌حكم التوضيح عن بعض الدكاترة في الجامعة

- ‌موقف طلاب العلم من كلام العلماء في بعضهم البعض

- ‌كيفية التعامل مع الكفار والمبتدعة في المعاملات الدنيوية

الفصل: ‌كلام الأقران يطوى ولا يروى

‌كلام الأقران يطوى ولا يروى

مسألة مهمة يؤكد عليها العلماء، يجب أن نقف عندها، وهي: كلام الأقران بعضهم في بعض، وكلمة الأقران: تعني: الأضداد المتساويين المتعاصرين، ومعلوم أن هذه القضية فطرية وبشرية، فالناس لا يخلون من اختلاف، حتى ولو كانوا من العلماء فقد يقع بينهم الاختلاف، وقد يكون الخلاف موجباً لنوع من الجرح الذي فيه نوع من القدح البالغ، ولذلك قال العلماء: كلام الأقران بعضهم في بعض لا أثر له، فاطرحه ولا تلتفت إليه، إلا إن كان ببيان، وتحقيق بقدر معين، وإلا فالغالب في كلام الأقران أنه لا أثر له سيما إذا عورض بجرح وتعديل آخر.

مثال ذلك: قال الإمام مالك رحمة الله عليه عن محمد بن إسحاق: دجال من الدجاجلة، وهو من أهل العلم الصالحين، وأخطأ مالك في جرحه، قال الذهبي وغيره: فلا تلتفت إلى ذلك، فإذا كان لم يلتفت إلى كلام مالك في جرحه هذا مع ما هو عليه من غزارة علم وجلالة قدر، وقدرة استنباط، ومزيد ورع، فغيرهم من المعاصرين من باب أولى، فإن كلام الأقران والمتعاصرين في بعضهم لا يقبل، وذلك كثير جداً، كما كان بين السيوطي والسخاوي وكما كان بين ابن مندة وأبي نعيم حتى أجلة العلماء يحصل بينهم شيء من ذلك فما ينبغي التنبه له، حتى لا يقع الإنسان في الخطأ، وهذه مسألة مهمة، قال الذهبي في ترجمة عفان الصفار في ميزان الاعتدال: كلام النظراء والأقران ينبغي أن يتأمل فيه، ويتأنى فيه، وقال أيضاً في ترجمة ابن ذكوان: قال ربيعة فيه: ليس بثقة ولا رضا، مع أنه ثقة!

ص: 20