المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خلل في قضية القضاء والقدر - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٢٦٦

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌أين الخلل

- ‌رسالة شيخ الإسلام إلى أهل البحرين

- ‌علاج مرض فساد التصورات

- ‌مكافحة أصل المرض وأساسه

- ‌دور القرآن والسنة في تصحيح التصورات الخاطئة

- ‌أنواع الخلل

- ‌خلل في مفهوم الإيمان

- ‌خلل في مفهوم السنة والبدعة

- ‌خلل في مصادر التشريع

- ‌خلل في توحيد الأسماء والصفات

- ‌خلل في قضية القضاء والقدر

- ‌خلل في مفهوم التوكل على الله

- ‌حصر الدين في الشعائر التعبدية

- ‌جعل الميزان غير التقوى

- ‌التقوى في القلب

- ‌خلل في حقيقة الولاء والبراء

- ‌خلل في قضية الخوف

- ‌مفاهيم خاطئة في النصيحة

- ‌عدم تقبل النصيحة التي تأتي من الأدنى

- ‌اعتبار النصيحة تدخُّلاً في الشئون الخاصة

- ‌خلل في مفهوم الحرية الشخصية

- ‌تقديم الأسلوب على المحتوى والمضمون

- ‌خلل في فعل المباحات

- ‌الخلل في الشعور بالمسئولية

- ‌خلل في كيفية الاستفادة من الواقع

- ‌خلل الرضا بالواقع

- ‌تضخيم الأنا والذات وسوء الظن بالآخرين والاستهانة بهم

- ‌النظر إلى الآخرين بعين الازدراء والنقص

- ‌تصور أن ما يصلح لهم يصلح لنا

- ‌قصر الإسلام في بعض الشعائر التعبدية

- ‌الأسئلة

- ‌الوقوع في بعض المحرمات

- ‌الإخلاص في العبادة

- ‌انتكاس صديق

- ‌علاج الاستهزاء بالناس

- ‌نصيحة والد زوجتي

- ‌شاب ملتزم تزوج من فتاة غير ملتزمة

- ‌ظاهرة لبس العباءة على الكتف

الفصل: ‌خلل في قضية القضاء والقدر

‌خلل في قضية القضاء والقدر

نظراً للجهل في قضية القضاء والقدر وعدم فهمها فهماً سليماً، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، أي: ماذا كان سيحدث لو لم يحدث الشيء الفلاني، وأن الله عز وجل كتب مقادير الخلائق وهذه الأحداث التي تجري وجرت في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وأنه سبحانه وتعالى له الإرادة والمشيئة النافذة التي لا تقوم لها أي إرادة، ولا يمكن رد ما قضى الله عز وجل، وأنه سبحانه خلق أفعال العباد، فكل عملٍ يعمله العبد فالله خالقٌ له {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات:96].

إذا استيقن العبد بقضاء الله وقدره وهو من أركان الإيمان؛ فإن كثيراً من الانحرافات التي تقع من الناس لا تقع عنده، فمثلاً: بعض الناس يسرفون على أنفسهم في المعاصي، ويقولون: نحن مجبورون ومرغمون على ذلك، فالإنسان مسير وليس بمخير، وليست القضية طبعاً هل الإنسان مسير وليس بمخير أو هل الإنسان مسير ومخير؟ هذه النقاشات لم تكن موجودة بين السلف، وإنما هي أمرٌ حادثٌ جرى بعد ذلك، والله سبحانه وتعالى قضى الأمر وأعطانا إرادات، ولا تجد أحداً مكرهاً على عمل المنكر، وهو لا يريد، وتجد الناس يستمرئون المعاصي بحجة أنهم مجبرون وأن الأشياء مكتوبة وأن القدر مكتوب، ويحتجون على المعصية بهذا.

وفي جانبٍ آخر يعترضون على القضاء والقدر ولا يرضون ولا يسلمون، فما هو السبب؟ قل لي الآن: النياحة وشق الثوب، وتقطيع الشعر هذا معصية وانحراف، لكن مرده إلى أي شيء؟ نحن نعلم أنه معصية لكن حلل موقف النائحة عندما تصيح وتشق ثوبها وتقطع شعرها وتقول: يا ويلي يا ويلي، يا ظلام ليلي، وافلاناه، ما سببه؟ مرده إلى أي شيء؟ نحن نريد أن نكون أكثر عمقاً في النظر إلى الواقع، حتى نوجه الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى أنه لا بد أن ينظروا إلى الواقع ويتلمسوا مواطن الخلل والعلل.

‌الجواب

أن مرد هذه المسألة ليس أن المرأة مثلاً عندها قدرة على الصياح، وأن هذا الشخص كان عزيزاً عندها، وأن عندها قدرة على التقطيع، لا، المسألة تتعلق حقيقة بقضية الاستسلام لقضاء الله وقدره، وعقيدة القضاء والقدر، والرضا بما قضى الله وقدر، وأن السخط حرام ولا يجوز، فقضية تقطيع الثياب وتقطيع الشعر والصياح تعبر عن عقيدة مخلخلة في موضوع القضاء والقدر.

ويقول: ماذا فعلت لك يا رب؟ أو ماذا فعل فلان لك يا رب؟ أو فلان لا يستحق! نستغفر الله العظيم مما يقول هؤلاء الظالمون، يقول أحدهم إذا أصاب الآخر حادث شنيع: فلان لا يستحق، كيف لا يستحق! حلل العبارات والكلمات، تجد أنها منطلقة من قواعد سيئة أو من جهل أو من غياب التصور أو غبش أو تصور منحرف مستقر في النفس.

ص: 11