المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دعوة المرأة لقومها إلى الإسلام ودور المرأة المسلمة - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٤٢

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌بركة المرأة التي أسلمت

- ‌نص حديث بركة المرأة التي أسلمت

- ‌فوائد منتقاة من حديث بركة المرأة المسلمة التي أسلمت

- ‌ترجمة راوي الحديث عمران بن حصين

- ‌الثقة بالنفس والثقة بالله

- ‌اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بصلاة الفجر

- ‌نوم النبي صلى الله عليه وسلم والحكمة منه

- ‌عظم وقع مصيبة فوات الصلاة على الصحابة

- ‌سبب ارتحال النبي صلى الله عليه وسلم من المكان الذي ناموا فيه إلى مكان آخر

- ‌مشروعية الأذان للصلاة الفائتة

- ‌مشروعية الجماعة للصلاة الفائتة

- ‌تفقد الإمام والمسئول أحوال الرعية

- ‌التيمم للجنابة عند عدم وجود الماء

- ‌الحث على صلاة الجماعة

- ‌مشروعية الأخذ بالأسباب

- ‌صلاة المتيمم عند فقد الماء

- ‌حسن التعامل مع المرأة الأجنبية

- ‌حسن التخلص في المواقف

- ‌جواز أخذ ماء الغير للضرورة

- ‌معجزة النبي صلى الله عليه وسلم في مباركة الماء

- ‌مصلحة الشرب مقدمة على الطهارة

- ‌حسن معاملة من أُخذ منه شيء وتطييب خاطره

- ‌جواز استعمال أواني المشركين

- ‌دعوة المرأة لقومها إلى الإسلام ودور المرأة المسلمة

الفصل: ‌دعوة المرأة لقومها إلى الإسلام ودور المرأة المسلمة

‌دعوة المرأة لقومها إلى الإسلام ودور المرأة المسلمة

وفيه كذلك وهي فائدة عظيمة: دعوة المرأة لقومها.

وفيه: أن المسلمين كانوا يقصدون عدم الإغارة عليها لأجل المعروف الذي حصل منها، مع أنه حصل رغماً عنها، وأعطيت مقابلاً عليه، لكنهم ما كانوا يغيرون على قومها طمعاً في إسلامهم بسبب المرأة، أو رعاية للمعروف الذي أدته أو أُخِذَ منها.

وفيه: أن ترك الهجوم على قومٍ لمصلحة تؤدي إلى إسلامهم أمرٌ شرعي، وترك بعض الكفار والهجوم على آخرين لعلهم يسلمون وهناك بوادر أمر شرعي، فلذلك ينبغي أن يكون الجهاد في حكمة، والهجوم في حكمة، وهذه المرأة بركتها على قومها عظيمة عندما قامت بدعوتهم، وذكرتهم بكف المسلمين عنهم، عندما قالت: " ما أرى إن هؤلاء القوم يدَعونكم عمداً -لا جهلاً ولا نسياناً ولا خوفاً- فهل لكم في الإسلام؟ وهذه هي الدعوة؛ فأطاعوها فدخلوا في الدين، وهذا فيه دليل على أنه ربما يكون المرأة على ضعفها وعجزها أثر بالغ على الرجال وعلى القوم كلهم، وفي زماننا نجد حالات في الواقع من هذا القبيل؛ أن بعض النساء يرزقها الله تعالى ديناً وإخلاصاً، فتقوم بدعوة أهل البيت، فيتدين أهل البيت على يديها، وتكون بركة عليهم امرأة واحدة ربما تكون سبباً في إسلام أو تدين جماعة من الناس، مثل هذه المرأة، فقد أسلم بسببها قومها كلهم.

إذاً: المرأة إذا أحسنت تربيتها، وأحسن إعدادها، جاءت بالنتائج الباهرة، وكذلك يمكن أن تحمل هم الدعوة ومسئولية الدعوة، وتأتي بنتائج عظيمة قد لا يأتي بها بعض الرجال، وكم من زوجٍ صلح حاله بسبب زوجته، وكم من أبٍ اهتدى بسبب ابنته، وكم من أخٍ تدين بسبب أخته، وهذه أشياء مشاهدة في الواقع تدل على أهمية توجيه الدعوة للنساء، إذ بسبب هدايتهن ربما يحصل هداية البيت بأكمله، ونحن نرى في الواقع دخول الهداية والعلم والدين في بعض البيوت عن طريق النساء، وأن بعض البيوت ربما يفشل الرجال في إدخال شيءٍ إليها عن طريق رجل، فيأتي من طريق امرأة، وأن الضعيف ولو كان ضعيفاً لكن ربما يجري الله على يديه، أو يبارك في جهده بما لا يحصل لمن هو أقوى منه، فلا يصلح أبداً أن نستهين بدور المرأة في البيت، أو أن نهين المرأة، أو كما يفعل بعض الناس إذا قال: الحذاء عزك الله، يقول: المرأة أجلك الله! لماذا يقرنون في العبارة بين المرأة والحذاء أو النجاسة؟ هل هي شيءٌ يتقذر منه أو في ذكره عيب؟ ليس في ذكره عيب، فلذلك ليس من تكريم المرأة أن الإنسان يذكر عبارة يبين فيها أنها نجسه، أو أنها مستقذرة، أو أنها شيءٌ يستحيا من ذكره، كلا والله! فإن فضل بعض النساء على الرجال كبير، كما هو فضل عائشة وخديجة ومريم، وغيرهن من النساء، ثم إنه حتى على المستوى الدنيوي يوجد بعض النساء يتحملن بيوتاً، فربما يكون الذي في البيت عاجز عن الكسب من الرجال، أو أنه مهمل في القيام بشئون البيت، ثم هي تعمل وتحمل البيت بأكمله، وربما يدرس الأولاد ويكبر الذكور ويدرسوا وهي التي تنفق عليهم، وتنفق على أبيها وأمها، فلذلك إعداد النساء والقيام بالدعوة في صفوفهن ومراعاتهن يكون فيه خيرٌ بالغٌ، وأثرٌ كبيرٌ في داخل البيوت، بل على مستوى القوم أجمعين كما في هذه القصة، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

ص: 24