المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌طهارة المني ورطوبة فرج المرأة ونجاسة المذي والودي - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٥٧

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌النجاسات الحسية والمعنوية

- ‌أهمية معرفة أحكام الطهارة

- ‌تعريف الطهارة

- ‌تعريف النجاسة وأقسامها

- ‌استحباب المبادرة إلى إزالة النجاسة

- ‌التطهير بالماء وأحوال التطهير بغير الماء

- ‌التطهير بالاستحالة

- ‌التطهير بالمنظفات الكيماوية وبتكرير مياه المجاري

- ‌التطهير بالشمس والريح

- ‌تطهير السطوح الصقيلة

- ‌كيفية غسل النجاسة

- ‌كيفية تطهير الأرض

- ‌كيفية تطهير السجاد إذا عسر نزعه

- ‌تطهير البئر

- ‌حكم السمن إذا وقعت فيه النجاسة

- ‌التطهير من ولوغ الكلب وحكم ولوغ الهرة

- ‌حكم ميتة ما لا نفس له سائلة وبول وروث ما يؤكل لحمه

- ‌العفو عن يسير جميع النجاسات

- ‌طهارة المني ورطوبة فرج المرأة ونجاسة المذي والودي

- ‌أقسام الدماء من حيث الطهارة والنجاسة

- ‌كيفية تطهير الخف

- ‌كيفية تطهير بول الغلام والجارية

- ‌حكم استعمال آنية الكفار

- ‌ما صبغ بالنجاسة أو طبخ بها

- ‌لا يكلف الإنسان بغسل ما في داخله من النجاسات

- ‌ذم الوسوسة في الطهارة

- ‌من أعاجيب الموسوسين في الطهارة

- ‌النجاسات المعنوية

- ‌نجاسة المشركين

- ‌نجاسة المنافقين

- ‌نجاسة الميسر والأوثان والمعاصي

الفصل: ‌طهارة المني ورطوبة فرج المرأة ونجاسة المذي والودي

‌طهارة المني ورطوبة فرج المرأة ونجاسة المذي والودي

أما إذا سألت يا عبد الله عن أثر الجنابة في الثوب، وقلت: أصاب الثوب منيٌّ، فماذا نفعل به؟ فنقول لك: افعل به كما حدثت عائشة رضي الله عنها: (كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يابساً، وأغسله إذا كان رطبا) ولا فرق في ذلك بين مني الرجل والمرأة، والراجح أن مني الآدمي طاهر، ومنه خلق الأنبياء والأولياء وسائر الناس، والأصل في الأشياء الطهارة، وعائشة رضي الله عنها كانت تفرك اليابس من مني النبي صلى الله عليه وسلم وتغسل الرطب منه، ولو كان نجساً ما اكتفت بذلك، ولوجب غسله حتى لو كان يابساً، ولكن لما اكتفت بالفرك علمنا أن المني طاهر بخلاف دم الحيض مثلاً، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(تحته ثم تقرصه بالماء) فإذا جف على ثوبها تحتّه؛ وتفركه وتزيل أثره، ثم بعد ذلك تقرصه بالماء، أي: تغسله بالماء، ثم تنضحه ثم تصلي فيه، وكذلك ريق الإنسان ومخاطه وعرقه وبلغمه ودمعه ولعابه كل ذلك طاهر.

ورطوبة فرج المرأة وما يسيل منها أثناء حملها، الراجح أنه طاهر أيضاً.

أما المذي والودي: المذي: سائل أبيض رقيق لزج يخرج عند الشهوة واللمس والنظر، بلا دفق ولا شهوة أثناء خروجه، ولا يعقبه فتور، وربما لا يحس الإنسان بخروجه.

أما الودي: ماء أبيض كدر ثخين يشبه المني، ولا رائحة له بخلاف المني، وهو كدر بخلاف المني فإنه صافٍ، وهذا الودي يخرج عقيب البول من بعض الناس في بعض الحالات، أو عند حمل شيء ثقيل فاتفق العلماء على نجاستهما.

وقد جاء في حديث علي: كنت رجلاً مذاءً، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم بواسطة المقداد، فقال عليه الصلاة والسلام:(يغسل ذكره ويتوضأ) رواه البخاري ومسلم، وغسل الأنثيين عند أبي داود.

والودي يخرج عقب البول فهو ملحق بالنجاسات فهذه السوائل تغسل وجوباً بخلاف المني، وقد بينا الفرق بينهما، فلا تلتبس عليك يا عبد الله.

ونجاسة المذي مخففة لحديث سهل بن حنيف قال: كنت ألقى من المذي شدة وعناءً، وكنت أكثر منه الاغتسال، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:(إنما يجزيك من ذلك الوضوء، فقلت: يا رسول الله! كيف بما يصيب ثوبي منه؟ قال: يكفيك أن تأخذ كفاً من ماء فتنضح به ثوبك، حيث ترى أنه قد أصاب منه) فإذاً لو نضحه كان ذلك كافياً عند بعض أهل العلم لهذا الحديث.

ص: 19