المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذم الوسوسة في الطهارة - دروس للشيخ محمد المنجد - جـ ٥٧

[محمد صالح المنجد]

فهرس الكتاب

- ‌النجاسات الحسية والمعنوية

- ‌أهمية معرفة أحكام الطهارة

- ‌تعريف الطهارة

- ‌تعريف النجاسة وأقسامها

- ‌استحباب المبادرة إلى إزالة النجاسة

- ‌التطهير بالماء وأحوال التطهير بغير الماء

- ‌التطهير بالاستحالة

- ‌التطهير بالمنظفات الكيماوية وبتكرير مياه المجاري

- ‌التطهير بالشمس والريح

- ‌تطهير السطوح الصقيلة

- ‌كيفية غسل النجاسة

- ‌كيفية تطهير الأرض

- ‌كيفية تطهير السجاد إذا عسر نزعه

- ‌تطهير البئر

- ‌حكم السمن إذا وقعت فيه النجاسة

- ‌التطهير من ولوغ الكلب وحكم ولوغ الهرة

- ‌حكم ميتة ما لا نفس له سائلة وبول وروث ما يؤكل لحمه

- ‌العفو عن يسير جميع النجاسات

- ‌طهارة المني ورطوبة فرج المرأة ونجاسة المذي والودي

- ‌أقسام الدماء من حيث الطهارة والنجاسة

- ‌كيفية تطهير الخف

- ‌كيفية تطهير بول الغلام والجارية

- ‌حكم استعمال آنية الكفار

- ‌ما صبغ بالنجاسة أو طبخ بها

- ‌لا يكلف الإنسان بغسل ما في داخله من النجاسات

- ‌ذم الوسوسة في الطهارة

- ‌من أعاجيب الموسوسين في الطهارة

- ‌النجاسات المعنوية

- ‌نجاسة المشركين

- ‌نجاسة المنافقين

- ‌نجاسة الميسر والأوثان والمعاصي

الفصل: ‌ذم الوسوسة في الطهارة

‌ذم الوسوسة في الطهارة

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا هو الملك الحق المبين، شرع لنا هذه الشريعة، وأنزل علينا الكتاب، وأرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم، أشهد أنه رسول الله، وحجة الله على خلقه، علمنا فأحسن تعليمنا، وأدبنا فأحسن تأديبنا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى ذريته والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله: إن ما ذكرنا بصحة الاهتمام بغسل النجاسات لا يصح أن يدفع أبداً إلى الوقوع في الوسوسة التي مرض بها كثير من الناس، حتى صار الواحد منهم يغسل ويفرك ويتأكد من وصول الماء إلى بدنه، ثم يشك بعد ذلك أنه تطهر، وربما مكث الساعات الطوال في دورة المياه والحمامات والمراحيض، وربما فاتته تكبيرة الإحرام، أو فاتته صلاة الجماعة، وأحياناً فاتته الصلاة كلها، ولبعضهم أفعال كأفعال المجانين، لا يمكن أن نصدق أنهم عقلاء، وهم يقومون بها.

واعلموا أن الشريعة قد جاءت بالأدلة البينة على ذم الوسوسة، كما قال صلى الله عليه وسلم:(إذا وجد أحدكم في بطنه شيء فأشكل عليه أخرج منه شيئاً أم لا، فلا يخرج من المسجد حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً) رواه مسلم.

فإذاً لا تجوز الوسوسة بحال، وهي اتباع للشيطان، ولعلاجها نُهينا عن البول في المستحم؛ وهو المكان الذي نغتسل فيه، لأجل قطع الوسوسة، وكذلك أرشدنا إلى نضح ما أمام مكان خروج النجاسة بالماء ورشه، حتى إذا حس الإنسان ببلل، قال: هذا من الماء الذي رششته قبل قليل، وكذلك فإنه ينهى عن الإسراف في استخدام الماء الذي هو شعار الموسوسين.

قال محمد بن عجلان رحمه الله: الفقه في دين الله إسباغ الوضوء وقلة إهراق الماء، وقال الإمام أحمد: كان يقال: من قلة فقه الرجل ولَعه بالماء.

واعلم يا عبد الله أن الوسوسة داء لا علاج له إلا بإهماله وقطعه.

إن التنطع داء لا دواء له إلا تركك إياه برمته

ص: 26