المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما هي الدقائق الغالية - دروس للشيخ نبيل العوضي - جـ ٩

[نبيل العوضي]

فهرس الكتاب

- ‌الدقائق الغالية

- ‌ما هي الدقائق الغالية

- ‌الحكمة من الحياة ودقائقها الغالية

- ‌أهمية استشعار نعمتي: الصحة والفراغ

- ‌أطفال استثمروا أوقاتهم (خمسة نماذج من السلف)

- ‌النموذج الأول: البخاري

- ‌النموذج الثاني: ابن تيمية

- ‌النموذج الثالث: النووي

- ‌النموذج الرابع: أبو يوسف

- ‌النموذج الخامس

- ‌صور من ضياع الأوقات والأعمار

- ‌اقتران العلم بالفقر

- ‌منزلة أهل العلم بالنسبة لغيرهم

- ‌صور من تضحيات السلف

- ‌تضحية الإمام مالك في طلب العلم

- ‌افتقار ابن معين في سبيل تحصيل الحديث

- ‌صور أخرى للتضحية في طلب العلم

- ‌شغف مكحول بالعلم

- ‌أهمية الحفظ والتكرار لطالب العلم

- ‌بعض آداب طالب العلم

- ‌تعلم الأدب مع الطلب

- ‌البدء في الطلب بالأولويات

- ‌الحرص على الرفقة الصالحة

- ‌عدم انشغال الطالب بعيوب الناس

- ‌تقسيم الأوقات

- ‌الحذر من الغرور والعجب

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة لمن آثر العزلة

- ‌نصيحة للنساء باستغلال الأوقات

- ‌نصيحة للذين يهجرون كتاب الله

الفصل: ‌ما هي الدقائق الغالية

‌ما هي الدقائق الغالية

؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أستسمحكم عذراً عن التأخير؛ حيث أن المنطقة بعيدة، وكلكم يعلم هذا، وهذه الدقائق التي مضت من الدقائق الغالية التي سوف نتكلم عنها.

العنوان مبهم يُبْهِم الموضوع، والبعض منكم يدور في باله الآن (الدقائق الغالية) لعلها الدقائق التي قبل الموت.

والبعض يظنها دقائق الهداية.

والبعض يظنها الدقائق التي يساق فيها الإنسان إلى الجنة.

والبعض كذا كل منكم يدور في ذهنه شيء.

والحقيقة -أيها الإخوة- أن الدقائق التي سوف أذكرها هي دقائق الحياة كلها، الدقائق التي تمر دقيقة بعد دقيقة هي في الحقيقة غالية؛ ولكن لا نحس بها، ولهذا قال ابن هبيرة:

والوقت أنفس ما عنيتَ بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع

أما الحياة فهي كلها مركبة من ماذا؟ من دقائق دقيقة بعد دقيقة دقيقة بعد دقيقة، ثم تفنى الحياة، ولهذا قيل:

دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان

الحياة كلها مركبة من دقائق، والعجب العجاب من شخص لا يبالي بدقيقة تلو دقيقة تلو دقيقة، حتى تفنى الحياة وهو لا يشعر بِها.

إذا بُعث الناس عند الله جل وعلا سألهم، فيقول لهم جل وعلا:{كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ} [المؤمنون:112]؟ فيجيب بعضهم فيقولون: {لَبِثْنَا يَوْماً} [الكهف:19] يوم واحد.

يستدرك البعض فيقولون: {أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ} [البقرة:259] حتى يوماًَ ما عشنا في الدنيا يا رب إنما هي عشية أو ضحاها، ساعات كانت قليلة.

يقولون بعدها يؤكدون: {فاسْأَلِ الْعَادِّينَ} [المؤمنون:113].

فيقول الله مجيباً لهم: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً} [المؤمنون:114].

الآن فكر! كم سنة مضت من حياتك؟! عشرون؟! بعضكم خمس عشرة سنة؟! بعضكم ثلاثون سنة؟! كيف مرَّت؟! كلمح البصر، بل هو أقرب، ذهَبَت ووَلَّت كَحُلُم.

ص: 2