المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحرص على الرفقة الصالحة - دروس للشيخ نبيل العوضي - جـ ٩

[نبيل العوضي]

فهرس الكتاب

- ‌الدقائق الغالية

- ‌ما هي الدقائق الغالية

- ‌الحكمة من الحياة ودقائقها الغالية

- ‌أهمية استشعار نعمتي: الصحة والفراغ

- ‌أطفال استثمروا أوقاتهم (خمسة نماذج من السلف)

- ‌النموذج الأول: البخاري

- ‌النموذج الثاني: ابن تيمية

- ‌النموذج الثالث: النووي

- ‌النموذج الرابع: أبو يوسف

- ‌النموذج الخامس

- ‌صور من ضياع الأوقات والأعمار

- ‌اقتران العلم بالفقر

- ‌منزلة أهل العلم بالنسبة لغيرهم

- ‌صور من تضحيات السلف

- ‌تضحية الإمام مالك في طلب العلم

- ‌افتقار ابن معين في سبيل تحصيل الحديث

- ‌صور أخرى للتضحية في طلب العلم

- ‌شغف مكحول بالعلم

- ‌أهمية الحفظ والتكرار لطالب العلم

- ‌بعض آداب طالب العلم

- ‌تعلم الأدب مع الطلب

- ‌البدء في الطلب بالأولويات

- ‌الحرص على الرفقة الصالحة

- ‌عدم انشغال الطالب بعيوب الناس

- ‌تقسيم الأوقات

- ‌الحذر من الغرور والعجب

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة لمن آثر العزلة

- ‌نصيحة للنساء باستغلال الأوقات

- ‌نصيحة للذين يهجرون كتاب الله

الفصل: ‌الحرص على الرفقة الصالحة

‌الحرص على الرفقة الصالحة

ثالثاً: عليك بالرفقة الصالحة أثناء الطلب، لا يشترط أن يكون ملتحياً قد يكون ملتحياً لكنه مثبِّط، قد يصلي الفجر لكنه في العلم مثبِّط، إذا أردت أن تحرص على طلب العلم فاحرص على طلاب العلم أن تصحبهم، أصحاب الهمم العالية، تجلس مع الواحد فيقول لك: قرأت اليوم (200) صفحة هذا وردي في اليوم القراءة، وذاك يتحسر ويندم أن ربعه الذي يراجعه قد فاته هذا اليوم؛ لأن بعضهم تدمع عيناه إذا فاته ورده، هذا تحرص عليه وتحرص على ذاك الذي إن طرقت عليه الباب فقلت له: ما رأيك نشرب قهوة عند فلان؟ يقول لكم: اسمحوا لي وقت الراحة ليس هذا الوقت؛ لأن هذا وقت الحفظ أو وقت التلخيص، وأنا لا أفرط في هذه الأوقات، احرص على هؤلاء وعض عليهم بالنواجذ، وإياك والبطالين الذين ما عندهم في اليوم والليلة إلا الزيارات والتجول، في الصباح يقضي بعض المراجعات، وفي الظهر ينام أو يقرأ الجريدة، وإذا جاء العصر زار فلاناً، وآخر العصر زار آخر، وبعد المغرب شرب قهوة عند فلان، وجاء في الليل وقال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، اليوم قضيناه كله في طاعة الله زيارةً للإخوان، هذا بطال فقد أضاع وقته وأضاع وقت غيره، إياك إياك وهؤلاء!

حتى أن ابن الجوزي جعل لهؤلاء فصلاً، فقال: الفراغ بلاء، يقول لم أستطع أن أرد الزوار يقول: إن استطعتُ أن أعتذر اعتذرت بلباقة، وإن لم أستطع فأختصر الكلام وأستغل الوقت في تبرية الأقلام، وتقطيع الكتب، وتسطير الأوراق وغيرها، استغلالاً للوقت في طلب العلم في تجهيز أوراقي لطلب العلم، احرص على وقتك ألا يضيع مع رفقة هممهم دنية، واحرص على أصحاب الهمم العالية، وإن كان لك أصحاب من هؤلاء فحثهم لعلك أن تكون ممن سن سنة حسنة.

ص: 23