المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكمة من الحياة ودقائقها الغالية - دروس للشيخ نبيل العوضي - جـ ٩

[نبيل العوضي]

فهرس الكتاب

- ‌الدقائق الغالية

- ‌ما هي الدقائق الغالية

- ‌الحكمة من الحياة ودقائقها الغالية

- ‌أهمية استشعار نعمتي: الصحة والفراغ

- ‌أطفال استثمروا أوقاتهم (خمسة نماذج من السلف)

- ‌النموذج الأول: البخاري

- ‌النموذج الثاني: ابن تيمية

- ‌النموذج الثالث: النووي

- ‌النموذج الرابع: أبو يوسف

- ‌النموذج الخامس

- ‌صور من ضياع الأوقات والأعمار

- ‌اقتران العلم بالفقر

- ‌منزلة أهل العلم بالنسبة لغيرهم

- ‌صور من تضحيات السلف

- ‌تضحية الإمام مالك في طلب العلم

- ‌افتقار ابن معين في سبيل تحصيل الحديث

- ‌صور أخرى للتضحية في طلب العلم

- ‌شغف مكحول بالعلم

- ‌أهمية الحفظ والتكرار لطالب العلم

- ‌بعض آداب طالب العلم

- ‌تعلم الأدب مع الطلب

- ‌البدء في الطلب بالأولويات

- ‌الحرص على الرفقة الصالحة

- ‌عدم انشغال الطالب بعيوب الناس

- ‌تقسيم الأوقات

- ‌الحذر من الغرور والعجب

- ‌الأسئلة

- ‌نصيحة لمن آثر العزلة

- ‌نصيحة للنساء باستغلال الأوقات

- ‌نصيحة للذين يهجرون كتاب الله

الفصل: ‌الحكمة من الحياة ودقائقها الغالية

‌الحكمة من الحياة ودقائقها الغالية

قال سبحانه: {قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً} [المؤمنون:114 - 115] أتظن -أخي الكريم- أن الله خلق هذه الدنيا كلها؛ السماوات، والأرض، والبحار، والجبال، وخلقك فيها، وجعل لك العينين، والسمع، واللسان، والشفتين، والعقل، واليدين، عبثاً؟! تقول: حتى تركب سيارةً، أو تلعب الكرة وقت اللعب، أو تأكل، وتشرب، وتشبع، أو تنكح وترضي الفرج؟! أتظن أن الحياة لهذا خُلِقَت؟! {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً} [المؤمنون:115] فيكون شأننا والحيوانات سواء! إذاً بِمَ ميزنا الله عز وجل؟! {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} [المؤمنون:115].

وهنا يأتي

‌السؤال

إذا كان الله عز وجل لم يخلقنا عبثاً، وخلقنا للغاية التي تعرفونها كيف نقضي هذه الحياة؟! بل كيف نعيش فيها؟! وتعجب كل العجب من ملتزم مُلْتَحٍ يعرف ربه وأوامر ربه جل وعلا! يقول: كيف أقضي فراغي؟! سبحان الله! وهو يحفظ قوله جل وعلا: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح:7 - 8] ويسمع حديث رسوله عليه الصلاة والسلام: (اغتنم خمساً قبل خمس)(لن تزول قدما عبدٍ يوم القيامة)، وقال في الحديث الآخر:(نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ).

ثلاث ساعات في العصر، تسأل شاباً ملتزماً:

ماذا فعلت فيها؟

الحمد لله! استغليت الوقت.

فيم؟

قرأت القرآن.

كم قرأت القرآن؟

نصف ساعة.

مغبون وأنت لا تدري، تقول: قرأت القرآن في وقت العصر نصف ساعة، وأضعت ثلاث ساعات، كمن يشتري سلعة بألف دينار ويبيعها بخمسمائة ريال، حصل على خمسمائة؛ لكنه مغبون خاسر، خسر خمسمائة دينار، وهكذا خسر هذا الرجل، (مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ).

ص: 3