المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وجوب النفقة على الأقارب والمعنى الآخر للبخل - دروس للشيخ ياسر برهامي - جـ ٣٦

[ياسر برهامي]

فهرس الكتاب

- ‌ليميز الله الخبيث من الطيب

- ‌تمييز الخبيث من الطيب يكون بالمحن والشدائد

- ‌بيان خطر المنافقين

- ‌الحكمة من تمييز الله الخبيث من الطيب

- ‌وجوب العمل بالظاهر والله يتولى السرائر

- ‌تدفع المحن بالإيمان والتقوى

- ‌بيان عقوبة البخل

- ‌الآثار الواردة في الزجر عن البخل

- ‌وجوب النفقة على الأقارب والمعنى الآخر للبخل

- ‌بيان فساد اعتقاد اليهود والنصارى

- ‌الأسئلة

- ‌حكم تصدّر من ارتد ثم أسلم للمناصب والقيادات

- ‌كيفية إخراج زكاة المال

- ‌حكم سوء الظن بالناس والحكم عليهم بالباطل

- ‌حكم الاحتفال بعيد شم النسيم

- ‌حكم مشاهدة فيلم عن عيسى عليه السلام

- ‌حكم تهنئة النصارى بأعيادهم

- ‌حكم التمثيل بجثث الجنود الكفار في حربهم مع المسلمين

- ‌حكم تأجير الأماكن لقضاء أيام شم النسيم الصيفي فيها، وحكم المال المكتسب من ذلك

- ‌موقف المسلم من تقاتل الرافضة والكفار

- ‌حكم مقاطعة بضائع الكفار

- ‌حكم النصيحة للكفار

- ‌مراتب العذر بالجهل

- ‌حكم غسل يوم الجمعة في ليلة الجمعة

- ‌الفرق بين الفتنة والابتلاء

- ‌وضع مال في البنك وأخذ فائدة عليه

- ‌حكم إصلاح أجهزة الفيديو والتلفزيون

- ‌نصيحة للشباب الذي لا يستطيع الزواج

- ‌حكم من أفطر أياماً لا يدري عددها

- ‌أسباب ثبات العقيدة

- ‌علاج الوسواس

- ‌الإنسان ميسر لما خلق له

الفصل: ‌وجوب النفقة على الأقارب والمعنى الآخر للبخل

‌وجوب النفقة على الأقارب والمعنى الآخر للبخل

قال ابن كثير: ورواه الطبراني عن جرير بن عبد الله البجلي وابن جرير وابن مردويه من حديث بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يأتي الرجل مولاه فيسأله من فضل ماله عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة شجاع يتلمظ فضله الذي منعه) ومعنى: (لا يأتي الرجل مولاه) أي: قريبه، أو كل من كان قريباً له.

(فيسأله من فضل ماله عنده)، وهذا من أقوى ما يحتج به على وجوب النفقة على الأقارب.

قوله: (شجاع يتلمظ) يعني: يتغيظ عليه ويعد فمه للأكل.

ما هو هذا الشجاع؟ هذا الشجاع هو فضله الذي منع، هذا لفظ ابن جرير.

وروى ابن جرير عن أبي قزعة عن رجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من ذي رحم يأتي ذا رحمه فيسأله من فضل جعله الله عنده فيبخل به عليه إلا أخرج له من جهنم شجاع يتلمظ حتى يطوقه) نعوذ بالله.

ثم روى حديثاً ضعيف السند لكنه شاهد لما قبله، وفيه: عن ابن عباس قال: نزلت في أهل الكتاب الذين بخلوا بما في أيديهم من الكتب المنزلة أن يبينوها: ((وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))، فالتفسير الثاني للبخل هو: البخل المعنوي، وهذا أولى بالذم؛ لأن منع المال يؤدي إلى ضياع دنيا الناس وافتقارهم وحاجتهم، أما البخل المعنوي وذلك بمنع الحق، ومنع آيات الله من البيان فإنه يترتب عليه ضياع آخرة الناس، وضياع دينهم وتحريفه، الذي يؤدي إلى شقائهم، وليس فقط في جيل بل في أجيال، فلا تزال أمم كثيرة على الضلال والشرك بسبب أن آباءهم وأجدادهم حين جاءهم الحق فكتموه ولم يؤمنوا به، فورثوا الكفر لأجيال تلو أجيال، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

قال: والصحيح الأول، وإن دخل البخل المعنوي في معناه، وقد يقال: إن هذا أولى بالدخول، وهذا الذي علموه من الحق هو شر لهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(والقرآن حجة لك أو عليك)، فالذين آتاهم الله الكتاب فلم يقوموا به، والذين آتاهم الله العلم فلم يعملوا به، ولم يقولوا الحق للناس، بل كتموه وبخلوا به لكي ينالوا حظاً من الدنيا فسينالهم ما أخبر الله عز وجل من العقاب.

قال سبحانه: ((وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ)) قال ابن كثير: أي فأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه، فإن الأمور كلها مرجعها إلى الله عز وجل، فقدموا من أموالكم ما ينفعكم يوم معادكم.

((وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) أي: بنياتكم وضمائركم.

ص: 9