الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تَرْجَمَةُ
الإمَامِ الْحُجَّةِ الضِّيَاءِ الْمَقْدِسِيِّ
الدِّمَشْقِيِّ الصَّالِحيِّ الْحَنْبَلِيِّ
ــ،،، ــ
قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «سِيَرُ أعْلامِ النُّبَلاءِ» : «الضِّيَاءُ الْمَقْدِسِيُّ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ مَنْصُوْرٍ، أَبُو عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ الْمَقْدِسِيُّ الْجَمَّاعِيْلِيُّ، ثُمَّ الدِّمَشْقِيُّ الصَّالِحيُّ الْحَنْبَلِيُّ.
الإِمَامُ، الْحَافِظُ، القُدْوَةُ، الْمُحَقِّقُ، الْمُجَوِّدُ، الْحُجَّةُ، بَقِيَّةُ السَّلَفِ، صَاحِبُ التَّصَانِيْفِ وَالرِّحْلَةِ الْوَاسِعَةِ.
وُلِدَ سَنَةَ تِسْعٍ وَسِتِّيْنَ وَخَمْسِمِئَةٍ بِالدَّيْرِ الْمُبَارَكِ بقَاسِيُوْنَ، وَأَجَازَ لَهُ الْحَافِظُ أبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، وَفَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ بِنْتُ أبِي نَصْرٍ الْكَاتِبَةُ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ الْيُوْسُفِيُّ، وَخَلْقٌ كَثِيْرٌ.
وَسَمِعَ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَسَبْعِيْنَ وَبَعْدَهَا مِنْ: أَبِي الْمَعَالِي عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ صَابِرٍ السُّلَمِيِّ الدِّمَشْقِيِّ، وَأَبِي طَالِبٍ الْخَضِرِ بْنِ هِبَةِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ طَاوُوسٍ، وَأَبِي الْمَجْدِ الْفَضْلِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ ابْنِ الْبَانِيَاسِيِّ، وَأَبِي الْفَتْحِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ حَمُّوَيْهِ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ الْمَوَازِيْنِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ أَبِي جَمِيْلٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ أبِي الصَّقْرِ، وَابْنِ صَدَقَةَ الْحَرَّانِيِّ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْمُسَلَّمِ ابْنِ الْخِرَقِيِّ اللَّخْمِيِّ، وَأَبِي الفَضْلِ إِسْمَاعِيْلَ بنِ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْجَنْزَوِيِّ، وَأَبِي طَاهِرٍ بَرَكَاتِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ طَاهِرٍ الْخُشُوْعِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِدِمَشْقَ، وَأَبِي القَاسِمِ هِبَةِ اللهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُعُوْدِ بْنِ ثَابِتٍ بْنِ هَاشِمِ البُوْصِيْرِيِّ الْمِصْرِيِّ، وَأَبِي طَاهِرٍ إِسْمَاعِيْلَ بْنِ أَبِي التُّقَى صَالِحِ بْنِ يَاسِيْنَ بْنِ عِمْرَانَ الْجَبَلِيِّ الشَّفِيقِيِّ الزَّاهِدِ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ يُونُسَ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْهَاشِمِيِّ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ طَلْحَةَ، وَعِدَّةٍ بِمِصْرَ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ الصَّيْدَلَانِيِّ الأَصْبَهَانِيِّ، وَأَبِي عَبْدِ الله مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقُرَشِيِّ، وَأَبِي القَاسِمِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي الْمُطَهِّرِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْدَلَانِيِّ، وَأَبِي الْفُتُوحِ أَسْعَدَ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ خَلَفٍ الْعِجْلِيِّ، وَأَبِي الْفَخْرِ أَسْعَدَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ رَوْحٍ، وَأبِي الْمَجْدِ زَاهِرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَامِدٍ الثَّقَفِيِّ، وَأَبِي مُسْلِمٍ الْمُؤَيَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ الإِخْوَةِ، وَأَبِي الْمَفَاخِرِ خَلَفِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَمْدٍ الْفَرَّاءِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّيْدَلانِيِّ، وَأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرِ بْنِ أَبِي الْفَتْحِ، وَعَفِيفَةَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْفَارْفَانِيَّةِ، وَخَلْقٍ بِأَصْبَهَانَ، وَأَبِي الْحَسَنِ الْمُؤَيَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الطُّوسِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ ابْنِ الصَّفَّارِ، وُأُمِّ الْمُؤَيَّدِ زَيْنَبَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَسَنِ الشَّعْرِيَّةِ النَّيْسَابُورِيَّةِ، وَعِدَّةٍ بِنَيْسَابُوْرَ، وَأَبِي رَوْحٍ عَبْدِ الْمُعِزِّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْفَضْلِ الْهَرَوِيِّ، وأَبِي الضَّوْءِ شِهَابِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْحَاتِمِيِّ، وَطَائِفَةٍ بِهَرَاةَ، وَأَبِي الْمُظَفَّرِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيْمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ السَّمْعَانِيِّ، وَجَمَاعَةٍ بِمَرْوَ، وَالافتِخَارِ أَبِي هَاشِمٍ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ الفَضْلِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْهَاشِمِيِّ بِحَلَبَ، وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرُّهَاوِيِّ وَغَيْرِهِ بِحَرَّانَ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هَبَلٍ بِالْمَوْصِلِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ سَعِيدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَطَّافٍ الْهَمْدَانِيِّ بِهَمَذَانَ، وَخَلائِقٍ. وَبَقِيَ فِي الرِّحْلَةِ الْمَشْرِقيَةِ مُدَّةَ سِنِيْنَ.
وَسَمِعَ بِبَغْدَادَ مِنَ: أبِي طَاهِرٍ الْمُبَارَكِ بْنِ أَبِي الْمَعَالِي بْنِ الْمَعْطُوشِ الْحَرِيْمِيِّ، وَأَبِي الْفَرَجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ابْنِ الْجَوْزِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ الْحَرْبِيِّ، وَأَبِي أَحْمَدَ الضِّيَاءِ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَلِيٍّ ابْنِ سُكَيْنَةَ، وَأَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ الْبَاقِي بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ بْنِ عَبْدِ الْبَاقِي الْهَرَوِيِّ، وَأَبِي عَلِيٍّ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ قَحْطَبَةَ ابْنِ أُشْنَانَةَ الْفَرْغَانِيِّ، وَأَبِي الْفُتُوحِ يُوسُفَ بْنِ الْمُبَارَكِ بْنِ كَامِلِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَفَّافِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ هِبَةِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ السِّبْطِ، وَأَبِي أَحْمَدَ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ الصُّوفِيِّ، وَخَلْقٍ كَثِيْرٍ بِبَغْدَادَ.
وَتَخرَّجَ بِالْحَافِظِ عَبْدِ الْغَنِيِّ، وَبَرَعَ فِي هَذَا الشَّأْنِ، وَكَتَبَ عَنْ أَقرَانِهِ، وَمَنْ هُوَ دُوْنَهُ كَخَطِيْبِ مَرْدَا، وَالزَّيْنِ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ الْكَثِيْرَةَ وَجَرَّحَ وَعَدَّلَ، وَصَحَّحَ وَعَلَّلَ، وَقَيَّدَ وَأَهْمَلَ، مَعَ الدِّيَانَةِ وَالأَمَانَةِ وَالتَّقْوَى، وَالصِّيَانَةِ وَالوَرَعِ وَالتَّوَاضُعِ، وَالصِّدْقِ وَالإِخْلَاصِ وَصِحَةِ النَّقْلِ.
وَمِنْ تَصَانِيفِهِ الْمَشْهُوْرَةِ كِتَابُ «فَضَائِلِ الأَعْمَالِ» مُجَلَّدٌ، كِتَابُ «الأَحكَامِ» وَلَمْ يَتِمَّ فِي ثَلَاثِ مُجَلَّدَاتٍ، «الأَحَادِيْثُ الْمُخْتَارَةُ» وَعَمِلَ نِصْفَهَا فِي سِتِّ مُجَلَّدَاتٍ، «الْمُوَافقَاتُ» فِي نَحْوٍ مِنْ سِتِّيْنَ جُزْءَاً، «مَنَاقِبُ الْمُحَدِّثِيْنَ» ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، «فَضَائِلُ الشَّامِ» جُزآنِ، «صِفَةُ الْجَنَّةِ» ثَلَاثَةُ أَجْزَاءٍ، «صِفَةُ النَّارِ» جُزْآنِ، «سِيْرَةُ الْمَقَادِسَةِ» مُجَلَّدٌ كَبِيْرٌ، «فَضَائِلُ القُرْآنِ» جُزْءٌ، «ذِكْرُ الْحَوْضِ» جُزْءٌ، «النَّهْي عَنْ سَبِّ الأَصْحَابِ» جُزْءٌ، «سِيْرَةُ شَيْخَيْهِ الْحَافِظُ عَبْدُ الْغَنِيِّ وَالشَّيْخُ الْمُوَفَّقُ «أَرْبَعَةُ أَجزَاءٍ، «قِتَالُ التُّركِ» جُزْءٌ، «فَضْلُ الْعِلْمِ» جُزْءٌ.
وَلَمْ يَزَلْ مُلَازِمَاً لِلْعِلْمِ وَالرِّوَايَةِ وَالتَّأْلِيْفِ إِلَى أَنْ مَاتَ، وَتَصَانِيْفُهُ نَافِعَةٌ مُهَذَّبَةٌ.
أَنشَأَ مَدْرَسَةً إِلَى جَانِبِ الْجَامِعِ الْمُظَفَّرِيِّ، وَكَانَ يَبنِي فِيْهَا بِيَدِهِ وَيَتَقَنَّعُ بِالْيَسِيْرِ، وَيَجْتَهِدُ فِي فِعْلِ الْخَيْرِ وَنَشْرِ السُّنَّةِ، وَفِيْهِ تَعَبُّدٌ وَانْجِمَاعٌ عَنِ النَّاسِ، وَكَانَ كَثِيْرَ الْبِرِّ وَالموَاسَاةِ، دَائِمَ التَّهَجُّدِ، أَمَّاراً بِالمَعْرُوفِ، بَهِيَّ الْمَنْظَرِ، مَلِيْحَ الشَيْبَةِ، مُحَبَّبَاً إِلَى الْمُوَافِقِ وَالْمُخَالِفِ، مُشْتَغِلاً بِنَفْسِهِ رضي الله عنه.
قَالَ عُمَرُ بنُ الْحَاجِبِ فِيمَا قَرَأْتُ بِخَطِّهِ: سَأَلتُ زَكِيَّ الدِّيْنِ الْبِرْزَالِيَّ عَنْ شَيْخِنَا الضِّيَاءِ، فَقَالَ: حَافِظٌ ثِقَةٌ، جَبَلٌ دَيِّنٌ، خَيِّرٌ.
وَقَرَأْتُ بِخَطِّ إِسْمَاعِيْلَ الْمُؤَدِّبِ: أَنَّهُ سَمِعَ الشَّيْخَ عِزَّ الدِّيْنِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بنَ الْعِزِّ يَقُوْلُ: مَا جَاءَ بَعْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ مِثْلُ شَيْخِنَا الضِّيَاءِ، أَوْ كَمَا قَالَ.
وَقَالَ الْحَافِظُ شَرَفُ الدِّيْنِ يُوْسُفُ بنُ بَدْرٍ: رَحِمَ اللهُ شَيْخَنَا ابْنَ عَبْدِ الوَاحِدِ، كَانَ عَظِيْمَ الشَّأْنِ فِي الْحِفْظِ وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ، هُوَ كَانَ الْمُشَارَ إِلَيْهِ فِي عِلْمِ صَحِيْحِ الْحَدِيْثِ وَسَقِيْمِهِ، مَا رَأَتْ عَيْنِي مِثْلَهُ.
وَقَالَ عُمَرُ بنُ الْحَاجِبِ: شَيْخُنَا الضِّيَاءُ شَيْخُ وَقتِهِ، وَنَسِيجُ وَحْدِهِ عِلْماً وَحِفْظاً وَثِقَةً وَدِيْناً، مِنَ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يَدلَّ عَلَيْهِ مِثْلِي.
قُلْتُ: رَوَى عَنْهُ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، مِنْهُم: ابْنُ نُقْطَةٍ، وَابْنُ النَّجَّارِ، وَسَيْفُ الدِّيْنِ ابْنُ الْمَجْدِ، وَابْنُ الأَزْهَرِ الصَّرِيْفِيْنِيُّ، وَزَكِيُّ الدِّيْنِ الْبِرْزَالِيُّ، وَمَجْدُ الدِّيْنِ ابْنُ الْحُلْوَانِيَّةِ، وَشَرَفُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّابلسِيِّ، وَابْنَا أَخَوَيْهِ الشَّيْخُ فَخْرُ الدِّيْنِ عَلِيُّ بْنُ البُخَارِيِّ، وَالشَّيْخُ شَمْسُ الدِّيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْكَمَالِ عَبْدِ الرَّحِيْمِ، وَالْحَافِظُ أَبُو الْعَبَّاسِ ابْنُ الظَّاهِرِيِّ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَازِمٍ، وَالعزُّ بْنُ الفَرَّاءِ وَأَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ الْمَوَازِيْنِيِّ، وَنَجْمُ الدِّيْنِ مُوْسَى الشَّقْرَاوِيُّ، وَالقَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ، وَأَخوَاهُ مُحَمَّدٌ وَدَاوُدُ، وَإِسْمَاعِيْلُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ بْنِ الْخَبَّازِ، وَعُثْمَانُ بْنُ إِبْرَاهِيْمَ الحِمْصِيُّ، وَسَالِمُ بنُ أَبِي الْهَيْجَاءِ الْقَاضِي، وَمُحَمَّدُ بْنُ خَطِيْبِ بَيْتِ الأَبَّارِ وَأَبُو عَلِيٍّ بْنُ الْخَلَاّلِ، وَعَلِيُّ بْنُ بَقَاءٍ الْمُلَقِّنُ، وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ جَعْوَانَ، وَعِيْسَى بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ العَطَّارُ، وَعِيْسَى بْنُ مَعَالِي السِّمْسَارُ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي الطَّاهِرِ الْمَقْدِسِيُّ، وَزَيْنَبُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ ابْنِ الرَّضِيِّ، وَعِدَّةٌ.
قَالَ الْحَافِظُ مُحِبُ الدِّيْنِ ابْنُ النَّجَّارِ فِي «تَارِيْخِهِ» : كَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ بِخَطِّهِ، وَحَصَّلَ الأُصُوْلَ، وَسَمِعْنَا مِنْهُ وَبِقِرَاءتِهِ كَثِيْراً، ثُمَّ إِنَّهُ سَافَرَ إِلَى أَصْبَهَانَ، فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الصَّيْدَلَانِيِّ، وَمِنْ جَمَاعَةٍ مِنْ أَصْحَابِ فَاطِمَةَ الْجُوْزْدَانِيَّةَ.
إِلَى أَنْ قَالَ: وَأَقَامَ بِهَرَاةَ وَمَرْوَ مُدَّةً، وَكَتَبَ الكُتُبَ الْكِبَارَ بِخَطِّهِ، وَحَصَّلَ النُّسَخَ بِبَعْضِهَا بِهِمَّةٍ عَالِيَةٍ، وَجِدٍّ وَاجْتِهَادٍ، وَتَحْقِيْقٍ وَإِتْقَانٍ، كَتَبْتُ عَنْهُ بِبَغْدَادَ وَنَيْسَابُوْرَ وَدِمَشْقَ، وَهُوَ حَافِظٌ مُتْقِنٌ ثَبْتٌ صَدُوْقٌ نَبِيْلٌ حُجَّةٌ، عَالِمٌ بِالْحَدِيْثِ وَأَحْوَالِ الرِّجَالِ، لَهُ مَجْمُوعَاتٌ وَتَخْرِيْجَاتٌ، وَهوَ وَرِعٌ تَقِيٌ زَاهِدٌ عَابِدٌ، مُحْتَاطٌ فِي أَكلِ الْحَلَالِ، مُجَاهِدٌ فِي سَبِيْلِ اللهِ، وَلَعَمرِي مَا رَأَتْ عَيْنَايَ مِثْلَهُ فِي نَزَاهَتِهِ، وَعِفَّتِهِ، وَحُسْنِ طَرِيْقَتِهِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ.
ثُمَّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الصَّيْدَلَانِيُّ أَخْبَرْنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَدَّادُ - يَعْنِي حُضُوْراً - أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا ابْنُ خَلَاّدٍ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا يَزِيْدُ بْنُ هَارُوْنَ حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيْلُ عَنْ أَنَسٍ: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ، فَجُحِشَ شَقُّهُ أَوْ فَخذُهُ، وَآلَى مِنْ نِسَائِهِ شَهْرَاً، فَجَلَسَ فِي مَشْرُبَةٍ لَهُ، دَرَجُهَا مِنْ جُذُوْعٍ، فَأَتَاهُ أَصْحَابَهُ يَعُوْدُوْنَهُ، فَصَلَّى بِهِمْ جَالِسَاً وَهُمْ قِيَامٌ، فَلَمَّا سَلَّمَ، قَالَ:«إِنَّمَا جُعَلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى قَائِمَاً، فَصَلُّوا قِيَامَاً، وَإِنْ صَلَّى قَاعِدَاً، فَصَلُّوا قُعُوْدَاً» ، وَنَزَلَ التِّسْعَ وَعِشْرِيْنَ، قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ، إِنَّكَ آليْتَ شَهْرَاً، قَالَ: إِنَّ الشَهْرَ تِسْعٌ وَعِشْرُوْنَ.
أَخْبَرَنِي بِهَذَا القَاضِي تَقِيُّ الدِّيْنِ سُلَيْمَانُ بنُ حَمْزَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْخنَا الْحَافِظُ ضِيَاءُ الدِّيْنِ مُحَمَّدٌ فَذَكَرَهُ» . اهـ