المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌خاتمة وبعدُ، فإن أمثال هذه البراهين شهدت لأنبياء الله من قبل - دلائل النبوة - السقار

[منقذ السقار]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌إخباره صلى الله عليه وسلم بغيوب تحققت في حياته

- ‌إخباره صلى الله عليه وسلم بالغيوب المستقبلة التي تحققت بعد وفاته

- ‌إخباره صلى الله عليه وسلم بكيفية ومكان وفاة بعض معاصريه

- ‌رابعاً: إخباره صلى الله عليه وسلم بأخبار الفتن

- ‌إخباره صلى الله عليه وسلم بفتوح أمته للبلدان

- ‌إخباره صلى الله عليه وسلم بأخبار آخر الزمان وعلامات الساعة

- ‌المعجزات الحسية للرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌تكثير الطعام والشراب والوضوء ببركة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌شفاء المرضى بنفْثِه وريقه صلى الله عليه وسلم

- ‌استجابة الله دعاءه صلى الله عليه وسلم

- ‌حماية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم

- ‌دلالة القرآن الكريم على نبوته صلى الله عليه وسلم

- ‌شهادات الكتب السابقة وأتباعها بالنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌دلالة أخلاقه وأحواله صلى الله عليه وسلم على نبوته

- ‌كرم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حلم النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌زهد النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تواضع النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌تعبده لربه وخوفه منه

- ‌خاتمة

- ‌قائمة المصادر والمراجع

الفصل: ‌ ‌خاتمة وبعدُ، فإن أمثال هذه البراهين شهدت لأنبياء الله من قبل

‌خاتمة

وبعدُ، فإن أمثال هذه البراهين شهدت لأنبياء الله من قبل بالنبوة، وأقامت للناس أعلاماً على صدقهم في دعواهم الرسالة، فقامت بهم حجة الله على خلقه، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى مَن حيّ عن بينة.

وما سقناه من دلائل نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم إنما هو غيض من فيض أنوار النبوة التي حباها الله نبيه صلى الله عليه وسلم.

أوليس الصادق الأمين بنبي، وهو الذي ساق من الغيوب ما قارب الألف، مما أطلعه عليه ربه؟ أفيكذب في دعواه النبوة، ثم يطلعه الله على الغيوب التي يقيم بها حجته وبرهانه؟!

أوليس رسول الله وحبيبه ذاك الذي تفتح لدعواته أبواب السماء، ويجيب الله دعوته ولا يخيب رجاه؟!

هل يجادل عاقل في نبوة من خرق الله له نواميس الكون ليؤكد صدقه في دعواه النبوة والرسالة؟ فكثر الله ببركته صلى الله عليه وسلم قليل الطعام والشراب، وشق له القمر في كبد السماء، وشفى بنفثه وريقه من شاء!

إنه النبي الذي بشر بمقدمه الأنبياء، فهو دعوة أبيه إبراهيم، وبشارة أخيه عيسى، هو النبي المتلألئ من فوق جبل فاران، والذي امتلأت الأرض من تسبيحه، فكان إسلام علماء أهل الكتاب صدى لذلك التسبيح {ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} (الرعد: 43).

إن التبصر بحقيقة النبي صلى الله عليه وسلم دفعت المنصفين - من غير المؤمنين به - للاعتراف له صلى الله عليه وسلم بسبقه وفضله وعظمة شخصه وروعة مبادئه، ونقتبس من بين عشرات الشهادات المنصفة ما ننقله للقارئ الكريم.

يقول غوته في كتابه "الديوان الشرقي للشاعر الغربي": "إننا أهل أوربا بجميع مفاهيمنا، لم نصل بعد إلى ما وصل إليه محمد، وسوف لا يتقدم عليه أحد

ولقد بحثتُ في التاريخ عن مثل أعلى لهذه الإنسانية، فوجدته في النبي محمد

وهكذا وجب أن يظهر الحق ويعلو، كما نجح محمد الذي أخضع العالم كله بكلمة التوحيد".

ص: 148

ويقول الشاعر الفرنسي لامارتين في كتابه "السفر إلى الشرق": "أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واعية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود، ومن ذا الذي يجرؤ على تشبيه رجل من رجال التاريخ بمحمد؟! ومن هو الرجل الذي ظهر أعظم منه عند النظر إلى جميع المقاييس التي تُقاس بها عظمة الإنسان؟!

إن سلوكه عند النصر وطموحه الذي كان مكرساً لتبليغ الرسالة وصلواته الطويلة وحواره السماوي، هذه كلها تدل على إيمان كامل مكّنه من إرساء أركان العقيدة. إن الرسول والخطيب والمشرع والفاتح ومصلح العقائد الأخرى الذي أسس عبادة غير قائمة على تقديس الصور هو محمد، لقد هدم الرسول المعتقدات التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق".

وأما المؤرخ ول ديورانت فيقول في موسوعته "قصة الحضارة": "إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا: إن محمداً رسول المسلمين أعظم عظماء التاريخ، فقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم ديناً واضحاً قوياً، استطاع أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم".

وينبه الكونت كاتياني في كتابه "تاريخ الإسلام" إلى خصلتين من خصال النبي صلى الله عليه وسلم يحاول البعض طمسهما، وهما المحبة والسلام، فيقول:"أليس الرسول جديراً بأن تقدَّم للعالم سيرته حتى لا يطمسها الحاقدون عليه وعلى دعوته التي جاء بها لينشر في العالم الحب والسلام ".

ويقول المستشرق هيل في كتابه "حضارة العرب": "لقد أخرج محمد للوجود أمة، ومكن لعبادة الله في الأرض، ووضع أسس العدالة والمساواة الاجتماعية، وأحل النظام والتناسق والطاعة والعزة في أقوام لا تعرف غير الفوضى".

ويقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتابه "العرب": "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} كان محمد رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".

وآخر تلك الشهادات بتوقيع المؤرخ غوستاف لوبون في كتابه "حضارة العرب"، حيث يقول: "إذا ما قيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم؛ كان محمد من أعظم من عرفهم

ص: 149

التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمداً مع أن التعصب الديني أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الاعتراف بفضله .. ". (1)

نسأل الله العظيم أن يجعلنا ممن آمن به صلى الله عليه وسلم، وأن يثبتنا على دينه، وأن يجعلنا ممن اقتفى أثر نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يوردنا يوم القيامة حوضه، وأن يلحقنا به في الفردوس الأعلى، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.

(1) انظر: قالوا عن الإسلام، عماد الدين خليل، ص (117 - 126)، وكتاب: ربحت محمداً ولم أخسر المسيح، عبد المعطي الدلالاتي، ص (109 - 110).

ص: 150