الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أخي في الله:
* التوبة سبب للفلاح {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور].
(فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ ولا يسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يتلذذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه ومن حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه)[ابن تيمية].
* التوبة تكفر السيئات: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان].
(وهذا من أعظم البشارة للتائبين إذا اقترن بتوبتهم إيمان وعمل صالح، وهو حقيقة التوبة)[ابن القيم].
* التوبة سبب للمتاع الحسن: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود: 3].
* التوبة سبب لنزول الخيرات والإمداد بالأموال والبنين: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح].
* التوبة سبب لنيل محبة الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].
(ولم تكن التوبة أحب الأشياء إليه لما ابتلي بالذنب أكرم الخلق عليه، فلمحبته لتوبة عبده ابتلاه بالذنب الذي يوجب وقوع محبوبه
من التوبة وزيادة محبته لعبده فإن للتائبين عنده محبة خاصة) [ابن القيم].
* والتوبة توجب آثارًا عجيبة للتائب: من المحبة والرقة واللطف وشكر الله وحمده والرضا عنه والانكسار والتذلل لله تعالى ما هو أحب إلى الله تعالى من كثير من الأعمال الظاهرة.
جاء عن بعض التابعين: «إن المذنب يذنب فلا يزال نادمًا مستغفرًا، حتى يدخل الجنة فيقول الشيطان: يا ليتني لم أوقعه فيه» .
عن ابن عباس رضي الله عنهما: (إذا تاب العبد تاب الله عليه وأنسى الحفظة ما كانوا كتبوا من مساوئ عمله وأنسى جوارحه ما عملت من الخطايا وأنسى مقامه من الأرض وأنسى مقامه من السماء ليجيء يوم القيامة وليس شيء من الخلق يشهد عليه بذلك).
أخي: ومن لطائف التوبة البدعية: أن يعرف العبد قدر نفسه، وأنها ظالمة جاهلة ناقصة {إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب].
* التوبة سبيل لإغاظة الشيطان قال صلى الله عليه وسلم: «ما رئي الشيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر» [رواه مالك/ الموطأ].
أخي في الله: تلك هي بعض الأسرار واللطائف البديعة للتوبة .. فعض عليها بالنواجذ، فإنها البضاعة الرابحة .. والصفقة الناجحة ولن تلق الله بشيء أعظم من تكفير السيئات .. وإقالة العثرات .. فتفوز مع الفائزين .. وتسعد مع التائبين.
فاختم أخي بالصالحات أعمالك .. وأطو بالطاعات صحيفتك ..
أخي: (كان السلف يرون أن من مات عقيب عمل صالح كصيام رمضان أو عقيب حج أو عمرة أنه يرجى له أن يدخل الجنة، وكانوا مع اجتهادهم في الصحة في الأعمال الصالحة، يجددون التوبة والاستغفار عند الموت ويختمون أعمالهم بالاستغفار وكلمة التوحيد) [الإمام ابن رجب) ولما مات عامر ابن عبد الله .. علم الزهد والعبادة .. بكى، وقال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون، اللهم إني أستغفرك من تقصيري وتفريطي وأتوب إليك من جميع ذنوب لا إله إلا الله .. ثم لم يزل يرددها، حتى مات رحمه الله.
* * * *