الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العناية والجهاد، ولكن مسألة العالم الإسلامي اليوم أعظم وأضخم من كل ذلك، إنها مسألة كفر وإيمان، إنها مسألة بقاء على الإسلام وخلع له، إن المعركة قائمة بين الفلسفة الغربية اللادينية وبين الإسلام آخر الرسالات، وبين المادية والشرائع الإسلامية، ولعلها آخر معركة قامت بين الدين واللادينية وأنها تحدد مصير العالم.
جِهَادُ اليَوْمِ:
إن جهاد اليوم وإن خلافة النبوة وإن أعظم القُرُبَاتِ وأفضل العبادات أن تقاوم هذه الموجة اللادينية التي تجتاح العالم الإسلامي وتغزو عقوله ومراكزه، وأن تعاد الثقة المفقودة إلى نفوس الشباب والطبقات المثقفة بمبادئ الإسلام وعقائده وحقائقه وَنُظُمِهِ، وبالرسالة المحمدية، وأن يزال القلق الفكري والاضطراب النفسي اللذان يساوران الشباب المثقف وأن يقنعوا بالإسلام عقليًا وثقافيًا، وأن تحارب المبادئ الجاهلية التي رسخت في النفوس وسيطرت على العقول علميًا وعقليًا وأن يحل محلها المبادئ الإسلامية باقتناع وإيمان وحماسة.
لقد مضى علينا قرن كامل وأوروبا تغتصب شبابنا وعقولنا وتنبت في عقولنا الشك والألحاد، والنفاق وعدم الثقة
بالحقائق الإيمانية والغيبية والإيمان بالفلسفات الجديدة الاقتصادية والسياسية، ونحن معرضون عن مقاومتها ومعتمدون على ما عندنا من ثراء، مضربون عن الانتاج الجديد، معرضون عن فلسفاتها ونظمها ومحاسبتها محاسبة علمية ونقدها وتشريحها كتشريح الأطباء الجراحين، متعللون بالبحوث السطحية المستعجلة بالزيادة في ثروتنا العلمية القديمة حتى فوجئنا في العصر الأخير بانهيار العالم الإسلامي في الإيمان والعقيدة، وملك زمام الأمور في البلاد الإسلامية، جيل لا يؤمن بمبادئ الإسلام وعقيدته ولا يتحمس لها ولا تربطه بالشعب المسلم المؤمن البريء إلا «القومية الإسلامية» أو المصالح السياسية.
وبدأت هذه العقلية أو النفسية اللادينية تتسرب عن طريق الأدب والثقافة والصحافة والسياسة إلى الجماهير حتى أصبحت الشعوب الإسلامية وفيها كل خير وكل صلاح وكل استعداد وهي من أصلح الكتل البشرية في العالم خاضعة لهذه الطبقة بحكم ثقافتها وذكائها ونفوذها، وإذا بقي هذا الوضع يُسَرِّبُ الإلحاد والفساد إلى هذه الشعوب وإلى الطبقات التي تعيش في البادية والقرى وتعمل في المصانع والمزارع وصارت في طريق اللادينية والزندقة.
هذا ما وقع في أوروبا وهو واقع