المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أختاه .. الحجاب .. الحجاب - رسالة عاجلة إلى الأخت المسلمة

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌ أختاه .. الحجاب .. الحجاب

فاحذري أختاه عذاب الله تعالى، فقد حذرك الله تعالى عذابه:{إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} [هود: 102] وقال تبارك وتعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ} [الفجر: 25، 26].

أختاه: إن المعصية تؤدي بصاحبها إلى النار، لا ريب إنها عظيمة وخطيرة! فلتبادري أختاه بالتوبة الصادقة .. واعلمي أختاه أن الموت قريب .. وما بعد الموت أختاه أعظم وأشد!

يا نائم الليل مسرورًا بأوله

إن المصائب يأتين أسحارا

فبادري أختاه .. بادري .. فلطالما رأيت من تقدّمك إلى الدار الآخرة ..

فلا تكوني أختاه من الغافلات فتخسري الدنيا والآخرة!

*‌

‌ أختاه .. الحجاب .. الحجاب

.. *

أنت يا فتاة الإسلام .. ويا أم الأجيال .. ويا أمل الجميع.

زودي عن حيائك .. أسدلي من جلبابك ..

أختاه: لقد أراد لك الإسلام أن تكوني في أعلى مكان لا تصله الأيدي الخاطئة .. ولا تدرك ذراه الوحوش الكاسرة ..

أختاه: أمرك الله تعالى بالحجاب زيادة في كرامتك .. وحفظًا لعفتك ..

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ

ص: 18

الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب: 59].

قال الإمام القرطبي: (لما كانت عادة العربيات التبذل وكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء وكان ذلك داعية إلى نظر الرجال إليهن، وتشعب الفكر فيهن أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يأمرهن بإرخاء الجلابيب عليهن، إذا أردن الخروج إلى حوائجهن).

والجلباب: هو الثوب الذي يستر جميع البدن.

أختاه: ليس عيبًا أن ترخي عليك حجابًا يصونك عن أعين الأشرار.

أختاه: أما علمت أن الدر أغلى ما يكون إذا كان في أصدافه مكنونًا؟ !

فلتعتزي أختاه بحجابك .. ولترددي بشموخ:

بيد العفاف أصون عز حجابي

وبعصمتي أعلو على أترابي

وبفكرة وقّادة وقريحة

نقّادة قد كمّلت آدابي

ما ضرّين أدبي وحسن تعلمي

إلا بكوني زهرة الألباب

ما عاقني خجلي عن العليا ولا

سدل الخمار بلمتي ونقابي

ص: 19

أختي المسلمة: ها هي قوافل المحجبات تمر بك فاحرصي أختاه أن تكوني واحدة منهن .. فلا يفوتنك الموكب وأنت في غفلة من أمرك!

أختاه يا بنت الإسلام تحشمي

لا ترفعي عنك الخمار فتندمي

صوني جمالك إن أردت كرامة

كيلاً يصول عليك أدنى ضيغم

حُلل التبرج إن أردت رخيصة

أما العفاف فدونه سفك الدم

لا تعرضي عن هدي ربك ساعة

عضي عليه مدى الحياة لتغنمي

أختاه: حجابك شعار لطهارتك ..

حجابك دليل على عفتك ..

حجابك برهان على حبك لدينك ..

حجابك طريق إلى السير خلف ركب الصالحات من سلف هذه الأمة رضي الله عنهن ..

حجابك علامة لاعتزازك بدينك ..

حجابك دليل على شموخك وعلو همتك ..

حجابك صفعة في وجه أهل الفساد والضلال.

حجابك قدوة لأخواتك وبناتك أن يسرن على طريقك ..

ص: 20

أختاه: إن كنت ممن لم يلبسن الحجاب فلا تترددي في لبسه .. ولتنسفي أختاه تلك الحجب التي حالت بينك وبين الحجاب بكلمة واحدة: (العفاف أريد).

ولا تلتفتي أختاه إلى تلك المضايقات والمتاعب التي قد تجدينها ممن حولك .. واصبري دومًا فإنك على خير عظيم، وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم:«بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا فطوبى للغرباء» رواه مسلم.

وفي رواية لما سئل صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الغرباء: قال عليه الصلاة والسلام:

«الذين يصلحون إذا فسد الناس» رواه أحمد/ السلسلة الصحيحة: 1273.

وتذكري أيضًا قوله عليه الصلاة والسلام: «يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر» رواه الترمذي/ السلسلة الصحيحة: 957.

وتذكري أيضًا قوله عليه الصلاة والسلام: «العبادة في الهرج كهجرة إليّ» رواه مسلم والترمذي.

ومعنى الهرج: الفتنة واختلاط أمر الناس.

قال الإمام النووي: (وسبب كثرة فضل العبادة فيه أن الناس يغفلون عنها ويشتغلون عنها ولا يتفرغ لها إلا الأفراد).

أختي المسلمة: إن تذكرت ذلك فإن لك فيه تعزية وسلوى عما

ص: 21