الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل:
فلم يبق إلا التوسل بالأعمال الصالحة كتوسل المؤمنين بإيمانهم
في قولهم: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ} (1) وكتوسل أصحاب الصخرة المنطبقة عليهم وهم ثلاثة نفر توسلوا إلى الله بالأعمال الصالحة. والحديث في صحيح البخاري.
والله سبحانه وعد أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
وكسؤال الله بأسمائه الحسنى قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (2)
وكالأدعية المأثورة في السنن "اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام" وأمثال ذلك، وهذا معنى قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} (3)
(1) سورة آل عمران آية 193.
(2)
سورة الأعراف آية 180.
(3)
سورة المائدة آية 35.
والوسيلة القرب التي يتقرب بها إلى الله وتقرب فاعلها منه، وهي الأعمال الصالحة لما روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"قال الله من عاد لي ولياً فقد آذنته بالحرب وما تقرب لي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" الحديث.
ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أهمه أمر فزع إلى الصلاة لأنها أعظم القرب إلى الله تعالى، قال الله تعالى:{وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ} (1)
وأما التوسل بمخلوق وجعله واسطة بين الله وبين عبده، فهو عين ما نهى الله عنه في الآيات وأنزل بقبحه الكتب وأرسل الرسل: ومنه ما قالت بنو إسرائيل لموسى: "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة" وكان قصدهم يتقربون به.
(1) سورة البقرة 45.