الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأوسط، في الآثار السلبية التي تعود على المسلمين في ضعف الروابط فيما بينهم إلى أساس من الإسلام.
* * *
وَادِي الرَّاحَةِ - وَالبَدِيلُ عَنْ القُدْسِ:
• أيضًا ما هو الهدف من «مجمع الأديان» الذي يعتزم إقامته في سيناء في وادي الراحة؟.
• هل الهدف منه إقامة معابد ثلاثة في مبنى واحد ترمز إلى الديانات السماوية: اليهودية .. والمسيحية .. والإسلام؟.
• أم الهدف من إقامته في سيناء ليكون بديلاً عن «القدس» .. ويصبح مزارًا لأهل الأديان الثلاثة:
وإذا كان الهدف منه أن يكون رمزًا إلى الديانات الثلاثة .. لماذا يقام في سيناء بالذات؟ .. وهل بإقامته هناك عندئذ تسقط الفوارق في القيمة الدينية بين أنماط العبادة التي يباشرها اليهود في معبدهم هناك .. والأخرى التي يباشرها المسيحيون في كنيستهم .. وكذلك المسلمون في مسجدهم؟. ويصبح كل مباشر لعبادته في المكان الخاص بها مقبولاً عند الله في نظر الآخر؟ على معنى أن يعتقد بذلك: اليهودي، المسيحي، والمسلم؟. أي يعتقد اليهودي بسلامة العبادة التي يؤديها المسيحي في كنيسته والمسلم في مسجده. ويعتقد المسيحي بسلامة العبادة التي يؤديها اليهودي والمسلم هناك، كما
يعتقد المسلم أخيرًا بسلامة العبادة التي يؤديها المسيحي واليهودي كل في معبده في هذا المجمع.
واليهودي إذا اعتقد بسلامة العبادة التي يؤديها المسيحي في كنيسته والمسلم في مسجده، لماذا تؤسس إسرائيل على أساس ديني خاص باليهود وحدهم؟ ولماذا تغتصب القدس وتجعلها عاصمة موحدة خاصة باليهود دون غيرهم؟. ولماذا لا تسوي إسرائيل في القيمة الدينية بين أماكن العبادة لأهل الأديان الثلاثة في القدس، وتخرج هذه المدينة من دائرة نفوذها لتصبح حرمًا آمنًا لجميع اليهود والمسيحيين والمسلمين، إقامة فيها، ومزارًا لها ومرورًا بها؟، والمسيحيين والمسلمين، إقامة بها، ومزارًا لها، ومرورًا بها؟. في مسجده، لماذا هذا النشاط المسعود للصليبية الدولية ضد الإسلام، وضد المسلمين؟ لماذا تباشر الصليبية الدولية في خفية العمل على إضعاف المسلمين بالتبشير عن طريق المستشفى أو العيادة الخارجية .. وبالتعليم في مدارس التعليم المتنوعة للذكور والإناث على السواء؟ ويحملهم في صورة أو في أخرى على تحديد النسل والحد من الخصوبة الجنسية؟. وعلى بث الفرقة في المجتمعات الإسلامية على أساس اختلاف الطائفية، والشعوبية، والعنصرية، والقبلية أو على أساس اختلاف اللغة أو اللهجة في اللغة الواحدة. ولماذا تسعى نوادي الروتاري .. والليونز - وهي مراكز النشاط الصليبية الدولية - إلى خلخلة الإسلام في نفوس المسلمين أصحاب الوظائف العالية والدرجات المرموقة في المجتمعات الإسلامية المعاصرة؟ .. ولماذا تدفع الجمعيات النسوية باسم تحرير المرأة أو
باسم الثورة الجنسية إلى إضعاف الأسرة المسلمة بتفكيك الترابط في الأحوال الشخصية على أساس من الإسلام بين الزوج وزوجته، وإلى استقلال المرأة في الولاية على نفسها؟.
* * *
هل الهدف من إقامة مجمع الأديان .. بسيناء بوادي الراحة، هدف سياسي وهو: تحويل أنظار المسلمين بالخصوص عن «القدس» ، وما ارتبط بها من تاريخ للأديان الثلاثة؟.
وعندئذٍ هل يصبح المكان الذي يقام فيه المساجد للمسلمين بسيناء وهو وادي الراحة هو المكان الذي تشد إليه الرحال، بجانب المسجد المكي، ومسجد الرسول عليه السلام، كما ورد في الحديث الصحيح:«لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَاّ إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى» ؟.
وهل ينتقل حادث الإسراء وما ارتبط به، بين إمامة الرسول عليه السلام لجميع الرسل في المسجد الأقصى، بناء على طلب «جبريل» عليه السلام .. وكذلك ينتقل ما ارتبط بهذه الإمامة من معنى ريادة القرآن وهيمنته على الرسالات السماوية وفصله فيما اختلف فيه أهل الكتاب؟. على نحو ما يقوله الله جل جلاله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (وهو ما جاء به القرآن الآن) وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ (وأهواؤهم ما اختلفوا فيه عن القرآن) لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ (وقد شاءت إرادة الله أن تكون «الأصول» للعقيدة في الأديان السماوية الثلاثة، واحدة، وإن تعددت مناهجها وشرائعها بقصد الابتلاء والاختبار (1). وإذا كانت الأصول في العقيدة في الرسالات الإلهية واحدة للكتب الثلاثة فآخرها وهو القرآن يجب أن يكون صاحب الهيمنة، وأن يكون وحدة:[الفاصل] بين الحق، والباطل.
هل ما تم في الإسراء إلى المسجد الأقصى وما جد للرسول عليه السلام من آيات هناك: يمكن أن يتذكره المسلمون ويستعيدوا صورته عند زيارتهم للمسجد في «وادي راحة» بسيناء؟ فقد جاء قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} (2).
إن «المسجد الأقصى» بالقدس له مكانته التاريخية في رسالة الله. فليس له عوض وبديل من الوجهة الدينية. وطالما ليس له بديل، وشأنه شأن المسجد الحرام بمكة وشأ، مسجد الرسول عليه السلام بيثرب، فلا يغطي إقامة «مجمع الأديان» بوادي الراحة
(1)[المائدة: 48].
(2)
[الإسراء: 1].
بسيناء: عمل اليهود في القدس بجعلها عاصمة لإسرائيل وإعادة هيكل سليمان، على أنقاض المسجد الأقصى هناك. فجعل القدس مدينة يهودية .. وتحويل المسجد الأقصى فيها إلى مكان للعبادة يختص به اليهود وحدهم لا يكفره «وادي الراحة» .. ولا يحول دون إثارة المسلمين وسخطهم على من يحاولون إخفاء جريمة إفناء المعالم الإسلامية على أيدي اليهود. وسيظل اسم اليهود مرتبطًا بمحاولاتهم التاريخية في الماضي لإفساد الإسلام ومحاولتهم في الحاضر الحيلولة بين المسلمين واتصالهم بأمكنة الذكريات لتعاليم دينهم.
* * *
وبعد معاهدة السلام مع إسرائيل يلاحظ كثير الحديث في الصحف اليومية عن «العلمانية» والفصل بين الدين والسياسة. أي الفصل بين الإسلام .. والعمل في السياسة المصرية. على الرغم من أن إسرائيل تقيم سياستها على أساس أن «اليهود شعب الله المختار» . وهو شعار أو مبدأ تدعي السياسة الإسرائيلية أنه قضية دينية.
كما كثر التهديد لطلاب الجماعات الإسلامية في الجامعات في مصر [أنهم] مارسوا الإسلام في دراساتهم .. وفي سلوكهم .. وفي دعوتهم إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في مجالات الحياة الإنسانية المختلفة.
فما الهدف من هذا .. وذاك.
* * *
وبعد معاهدة السلام قامت جماعة «الإخاء الديني» بين بعض
آباء الكنيسة وعلماء الأزهر. وتمارس نشاطها الآن في مقر الشبان المسلمين بالقاهرة.
* * *
وبعد معاهدة السلام تتحدث الصحف المصرية عن «المجتمع الديني» في وادي الراحة بسيناء، وتشير من وقت لآخر إلى المتبرعين للإسهام في إقامته.
فهل هناك صلة بين «العلمانية» و «الإخاء الديني» .. و «مجمع الأديان» .. من جانب. وتطبيق معاهدة السلام من جانب آخر؟ هل تسهم هذه الأمور الثلاثة في «تطبيع» العلاقات المصرية الإسرائيلية؟ .. وهي تسهم، ولكن إسهامها عندئذٍ على حساب الإسلام. ويكفي أن يبعد الإسلام عن جوانب الحياة الإنسانية باسم العلمانية .. وأن يسوى بينه وبين المسيحية، كما - يسوى - بينه وبين اليهودية في «جماعة الإخاء الديني» مرة، وفي «مجمع الأديان» مرة ثانية. فالإسلام لا يعرف العلمانية. ثم لا يعرف عن رسالته إلا أنها مهيمنة على كل كتاب سبق أوحي به إلى رسول من الرسل. وإذن المساواة بينه وبين غيره انتقاصة لرسالته وكفر بما أراده الله له. كما أن العلمانية كفر ببعض الكتاب وإيمان بالبعض الآخر.
والمسلمون اليوم في حاجة ماسة إلى التعاون على الأخذ بالإسلام في ترابطهم .. والبعد كل البعد عن شعارات فيها الضياع لهم حاضرًا، ومستقبلاً.
…
والله الموفق .. وهو المستعان.
* * *