الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيما يقول فقد كفر بما انزل الله على محمد) والكاهن هو الذي يخبر عن الكوائن فى مستقبل الزمان ويدّعى معرفة الاسرار وكان فى العرب كهنة يدعون معرفة الأمور فمنهم من يزعم انه له رئيا من الجن يلقى اليه الاخبار قال ابو الحسن الآمدى فى مناقب الشافعي التي الفها سمعت الشافعي يقول من زعم من اهل العدالة انه يرى الجن أبطلنا شهادته لقوله تعالى (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) الا ان يكون الزاعم نبيا كذا فى حياة الحيوان. والمنجم إذا ادعى العلم بالحوادث الآتية فهو مثل الكاهن وفى الحديث (من سأل عرّافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) والعرّاف من يخبر عن المسروق ومكان الضالة والمراد من سأله على وجه التصديق لخبره وتعظيم المسئول يعنى إذا اعتقد انه ملهم من الله او ان الجن يلقون اليه مما يسمعون من الملائكة فصدقه فهو حرام وإذا اعتقد انه عالم بالغيب فهو كفر كما فى حديث الكاهن. واما إذا سأل ليمتحن حاله ويخبر باطن امره وعنده ما يميز به صدقه من كذبه فهو جائز فعلم ان الغيب مختص بالله تعالى وما روى عن الأنبياء والأولياء من الاخبار عن الغيوب فبتعليم الله تعالى اما بطريق الوحى او بطريق الإلهام والكشف فلا ينافى ذلك الاختصاص علم الغيب مما لا يطلع عليه الا الأنبياء والأولياء والملائكة كما أشار اليه بقوله (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) ومنه ما استأثر لنفسه لا يطلع عليه ملك مقرب ولا نبى مرسل كما أشار اليه بقوله (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) ومنه علم الساعة فقد أخفى الله علم الساعة لكن اماراتها بانت من لسان صاحب الشرع كخروج الدجال ونزول عيسى وطلوع الشمس من مغربها وغيرها مما يظهر فى آخر الزمان من غلبة البدع والهوى وكذا اخبر بعض الأولياء عن نزول المطر واخبر عما فى الرحم من ذكر وأنثى فوقع كما اخبر لانه من قبيل الإلهام الصحيح الذي لا يتخلف وكذا مرض ابو العزم الاصفهانى فى شيراز فقال ان مت فى شيراز فلا تدفنونى الا فى مقابر اليهود فانى سألت الله ان أموت فى طرطوس فبرىء ومضى الى طرطوس ومات فيها يعنى اخبر انه لا يموت فى شيراز فكان كذلك يقول الفقير اخبر شيخى وسندى قدس سره فى بعض تحريراته عن وقت وفاته قبل عشرين سنة فوقع كما قال وذلك من امارات وراثته الصحيحة فان قيل إذا أمكن العلم بالغيب لخلص عباده تعالى بتعلميه إياهم فلم لم يعلم الله نبيه الغيوب المذكورة فى الآية فالجواب ان الله تعالى انما فعل ذلك اشعارا بان المهم للعبد ان يشتغل بالطاعة ويستعد لسعادة الآخرة ولا يسأل عما لا يهم ولا يشتغل بما لا يعنيه فافهم جدا واعمل لتكون عاقبتك خيرا تمت سورة لقمان يوم الأربعاء ثامن شعبان المبارك من شهور تسع ومائة والف
تفسير سورة السجدة
مكية وآيها ثلاثون بسم الله الرحمن الرحيم
الم [مرتضى على كرم الله وجهه فرمود كه هر كتاب خدايرا خلاصه بوده وخلاصه قرآن
حروف مقطعه است. وكفته اند الف از اقصاى حلق آيد وآن أول مخارج است. ولام از طرف لسان كفته شود وآن اوسط مخارج است. وميم را از شفه كويند وآن آخر مخارج است واين سخن اشارتست بآن كه بنده بايد كه در مبادى واواسط واواخر اقوال وافعال خود بذكر حق سبحانه وتعالى مستأنس باشد] وقال البقلى رحمه الله الالف اشارة الى الاعلام واللام الى اللزوم والميم الى الملك اعلم من نفسه اهل الكون لزوم العبودية عليهم وملكهم قهرا وجبرا حتى عبدوه طوعا وكرها فمن علم وقع فى الاسم ومن عبد وقع فى الصفة ومن تسخر لمراده كما أراد وقع فى نور الذات وفى التأويلات النجمية يشير بالألف الى انه الف المحبون بقربتى فلا يصبرون عنى والف العارفون بتمجيدى فلا يستأنسون بغيري والاشارة فى اللام لانى لاحبائى مدخر لقائى فلا أبالي أقاموا على صفائى أم قصروا فى وفائى والاشارة فى الميم ترك أوليائي مرادهم لمرادى فلذلك آثرتهم على جميع عبادى وفى كشف الاسرار [كفته اند كه رب العزة جل جلاله چون نور فطرت مصطفى عليه السلام بيافريد انرا بحضرت عزت خود بداشت چنانكه خود خواست] فبقى بين يدى الله مائة الف عام وقيل الفى عام ينظر الله فى كل يوم سبعين الف نظرة يكسوه فى كل نظرة نورا جديدا وكرامة جديدة [ودر ان نظرها با سر فطرت او كفته بودند كه عزت قرآن مرتبت دار عصمت تو خواهد بود آن خبر در نظرت او راسخ كشته بود چون عين طينت او باسر فطرت او باين عالم آوردند واز دركاه عزت وحي منزل روى آورد او مى كفت ارجوك اين تحقيق آن وعد است كه مرا آن وقت دادند تسكين دل ويرا وتصديق انديشه او آيت فرستاد كه (الم) الف اشارتست بالله لام بجبرئيل ميم بمحمد. ميكويد بالهيت من وتقدس جبريل ومجد تو يا محمد اين وحي وآن قرآن آنست كه ترا وعده داده بوديم كه مرتبت دار نبوت ومعجز دولت تو خواهد بود] وقال اهل التفسير الم خبر لمبتدأ محذوف اى هذه السورة مسماة بالم تَنْزِيلُ الْكِتابِ فى هذا المقام وجوه من الاعراب الاوجه الأنسب بما بعده انه مبتدأ ومعناه بالفارسية [فرو فرستادن قرآن] لا رَيْبَ فِيهِ حال من الكتاب اى حال كونه لا شك فيه عند اهل الاعتبار مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ خبر المبتدأ فان كونه من رب العالمين حكم مقصود الافادة وانما كان منه لكونه معجزا فلما أنكر قريش كونه منزلا من رب العالمين قال أَمْ منقطعة اى بل أيَقُولُونَ افْتَراهُ اختلق محمد القرآن فهذا القول منهم منكر متعجب منه لغاية ظهور بطلانه وفى التأويلات النجمية إذا تعذر لقاء الأحباب فاعز الأشياء على الأحباب كتاب الأحباب
ذوقى رسد از نامه تو روز فراقم
…
كر نامه طاعت نرسد روز قيامت
انزل رب العالمين الى العالمين كتابا فى الظاهر ليقرأ على اهل الظاهر فينذر به اهل الغفلة ويبشر به اهل الخدمة وكتابا فى الباطن على اهل الباطن ليتنور بانواره بواطنهم ويتزين باسراره سرائرهم فينذر به اهل القربة لئلا يلتفتوا الى غيره ولا يستأنسوا بغيره فتسقطهم الغيرة عن القربة ويبشر به اهل المحبة بالوفاء بوعد الرؤية وباللقاء على بساط الوصلة وبالبقاء
بعد الفناء فى الوحدة فيتكلموا بالحق عن الحق للحق فاذا سمع اهل الباطن كلامهم فى الحقائق من ربهم أنكر عليهم اهل الغفلة انه من الله
زد شيخ شهر طعنه بر اسرار اهل دل
…
المرء لا يزال عدوا لما جهل «1»
ثم اضرب عنه الى بيان حقيقة ما أنكروه فقال بَلْ [نه چنين است كافران ميكويند بلكه] هُوَ اى القرآن الْحَقُّ [سخن درست وراست است فرآمده] مِنْ رَبِّكَ [از پروردگار تو] ثم بين غايته فقال لِتُنْذِرَ [تا بيم كنى از عذاب الهى] قَوْماً هم العرب ما نافية أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مخوف مِنْ قَبْلِكَ اى من قبل إنذارك او من قبل زمانك إذ كان قريش اهل الفطرة وأضل الناس وأحوجهم الى الهداية لكونهم امة أمية وفى الحديث (ليس بينى وبينه نبى) اى ليس بينى وبين عيسى نبى من العرب اما إسماعيل عليه السلام فكان نبيا قبل عيسى مبعوثا الى قومه خاصة وانقطعت نبوته بموته واما خالد بن سنان فكان نبيا بعد عيسى ولكنه إضاعة قومه فلم يعش الى ان يبلغ دعوته وقد سبقت قصته على التفصيل فعلم من هذا ان اهل الفطرة ألزمتهم
الحجة العقلية لانهم كانوا عقلاء قادرين على الاستدلال لكنهم لم تلزمهم الحجة الرسالية لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ بانذارك إياهم والترجي معتبر من جهته عليه السلام اى لتنذرهم راجيا لاهتدائهم الى التوحيد والإخلاص فعلم منه ان المقصود من البعثة تعريف طريق الحق وكل يهتدى بقدر استعداده الا ان لا يكون له استعداد أصلا كالمصرين فانهم لم يقبلوا التربية والتعريف وكذا من كان على جبلتهم الى يوم القيام
توان پاك كردن ز ژنك آينه
…
وليكن نيايد ز سنك آينه
واما قول المثنوى
كر تو سنك صخره ومرمر شوى
…
چون بصاحب دل رسى كوهر شوى
فلذلك فى حق المستعد فى الحقيقة ألا ترى ان أبا جهل رأى النبي عليه السلام ووصل اليه لكن لما رآه بعين الاحتقار وانه يتيم ابى طالب لابعين التعظيم وانه رسول الله ووصل اليه وصول عناد وانكار لا وصول قبول واقرار لم يصر جوهرا وهكذا حال ورثته مع المقرين والمنكرين ثم ان الاهتداء اما اهتداء الى الجنة ودرجاتها وذلك بالايمان والإخلاص واما اهتداء الى القربة والوصلة وذلك بالمحبة والترك والفناء والاول حال اهل العموم والثاني حال اهل الخصوص وهو أكمل من الاول فعليك بقبول الإرشاد لتصل الى المراد وإياك ومتابعة اهل الهوى فانهم ليسوا من اهل الهدى والميت لا يقدر على تلقين الحي وانما يقدر الحي تلقين الميت- روى- ان الشيخ نجم الدين الاصفهانى قدس سره خرج مع جنازة بعض الصالحين بمكة فلما دفنوه وجلس الملقن يلقنه ضحك الشيخ نجم الدين وكان من عادته لا يضحك فسأله بعض أصحابه عن ضحكه فزجره فلما كان بعد ذلك قال ما ضحكت الا انه لما جلس على القبر يلقن سمعت صاحب القبر يقول ألا تعجبون من ميت يلقن حيا قال الصائب
(1) در أوائل دفتر يكم در بيان منازعت كردن امرا با يكديكر را
ز بي دردان علاج درد خود جستن بدان ماند
…
كه خار از پابرون آرد كسى با نيش عقربها
وقال المولى الجامى
بلاف ناخلفان زمانه غره مشو
…
مرو چوسامرى از ره ببانگ كوساله
وقال الحافظ
در راه عشق وسوسه أهرمن بسست
…
هش دار وكوش دل بپيام سروش كن
نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من المهتدين الى جنابه اللائقين بحسن خطابه ويصوننا من الضلالة والصحبة باربابها ويحفظنا من الغواية والاقتداء بأصحابها انه الهادي والمرشد اللَّهُ مبتدأ خبره قوله الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ اى الاجرام العلوية والسفلية وَما بَيْنَهُما من السحاب والرياح ونحوهما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ [در مقدار شش از ايام دنيا] وقال فى كشف الاسرار [در شش روز هر روزى از آن هزار سال] انتهى ولو شاء خلقها فى ساعة واحدة لفعل ولكنه خلقها فى ستة ايام ليدل على التأنى فى الأمور ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ [پس مستولى شد حكم او بر عرش كه أعظم مخلوقاتست] وقد سبق تحقيق الآية مرارا ويكفى لك إرشادا ما فى سورة الفرقان ان كنت من اهل الايمان فارجع الى تفسيرها وما فيها من الكلام الاكبرى قدس سره الخطير ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ اى ما لكم حال كونكم متجاوزين رضى الله تعالى أحد ينصركم ويشفع لكم ويجيركم من بأسه أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ [آيا پندپذير نمى شويد از مواعظ ربانى ونصائح قرآنى] قال فى الإرشاد اى ألا تسمعون هذه المواعظ فلا تتذكرون بها فالانكار متوجه الى عدم الاستماع وعدم التذكر او تسمعونها فلا تتذكرون بها فالانكار متوجه الى عدم التذكر مع تحقق ما يوجبه من السماع. والفرق بين التذكر والتفكر ان التفكر عند فقدان المطلوب لاحتجاب القلب بالصفات النفسانية واما التذكر فهو عند رفع الحجاب والرجوع الى الفطرة الاولى فيتذكر ما انطبع فى الأزل من التوحيد والمعارف يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ التدبير التفكر فى دبر الأمور والنظر فى عاقبتها: وبالفارسية [انديشه كردن در عاقبت كار] وهو بالنسبة اليه تعالى التقدير وتهيئة الأسباب وله تعالى مدبرات سماوية كما قال فالمدبرات امرا فجبريل موكل بالرياح والجنود وميكائيل بالقطر والنبات وملك الموت بقبض الأنفس واسرافيل ينزل عليهم بالأمور. والمعنى يدبر الله تعالى امر الدنيا بأسباب سماوية كالملائكة وغيرها نازلة آثارها الى الأرض وأضاف التدبير الى ذاته اشارة الى ان تدبير العباد عند تدبيره لا اثر له ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ العروج ذهاب فى صعود من عرج بفتح الراء يعرج بضمها صعد اى يصعد ذلك الأمر اليه تعالى ويثبت فى علمه موجودا بالفعل فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ [اندازه آن] أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ اى فى برهة من الزمان متطاولة والمراد بيان طول امتداد ما بين تدبير الحوادث وحدوثها من الزمان وقال بعضهم (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ) [ميسازد كار دنيا يعنى حكم ميكند بدان وميفرستد ملكى را كه موكلست بدان (مِنَ السَّماءِ) از آسمان (إِلَى الْأَرْضِ) بسوى زمين پس ملك مى آيد وآن كار بجاى
مى آرد پس عروج ميكند بسوى آسمان در روزى كه هست اندازه او هزار سال از آنچهـ شما شماره ميكنيد سالى دوازده ماه وماهى سى روز يعنى فرشته فرو مى آيد از آسمان وبالا ميرود در مدتى كه اگر آدمي رود آيد جز هزار سال ميسر نشود زيرا كه از زمين تا آسمان پانصد ساله راهست پس مقدار نزول وعروج هزار سال بود] واما قوله فى سورة المعارج (فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) فاراد به مدة المسافة بين سدرة المنتهى والأرض ثم عوده الى السدرة فالملك يسيره فى قدر يوم واحد من ايام الدنيا فضمير اليه حينئذ راجع الى مكان الملك يعنى المكان الذي امره الله تعالى ان يعرج اليه وقال بعضهم يدبر الله امر الدنيا مدة ايام الدنيا فينزل القضاء والقدر من السماء الى الأرض ثم يعود الأمر والتدبير اليه حين ينقطع امر الأمراء وحكم الحكام وينفرد الله بالأمر فى يوم اى يوم القيامة كان مقداره الف سنة لان يوما من ايام الآخرة مثل الف سنة من ايام الدنيا كما قال تعالى (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ) فمعنى خمسين الف سنة على هذا ان يشتد على الكافرين حتى يكون كخمسين الف سنة فى الطول ويسهل على المؤمنين حتى يكون كقدر صلاة مكتوبة صلاها فى الدنيا فقيامة كل واحد على حسب ما يليق بمعاملته
ففى الحشر مواقف ومواطن بحسب الاشخاص من جهة الأعمال والأحوال والمقامات يقول الفقير قد اختلف العلماء فى تفسير هذه الآية على وجوه شتى وسكت بعضهم تفويضا لعلمها الى الله تعالى حيث ان كل ما ذكر فيها يقبل نوعا من الجرح ويشعر بشىء من القصور ولا شك عند العلماء بالله ان لليوم مراتب واحكاما فى الزمان فيوم كالآن وهو الجزء الغير المنقسم المشار اليه بقوله تعالى (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) ثم ينفصل منه اليوم الذي هو كالف سنة وهو يوم الآخرة ويوم الرب ثم ينفصل منه اليوم الذي هو كخمسين ألف سنة وهو يوم القيامة فالله تعالى يمتحن عباده بما شاء فيتقدر لهم اليوم بحسبه ومنهم من يكون حاله اسرع من لمح البصر كما قال (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) وهو سر اليوم الشأنى المذكور. ثم ان للملائكة مقامات علوية معلومة فى عالم ملكوت فربما ينزل بعضهم من المصعد المعلوم الى مسقط الأمر فى اقل من ساعة بل فى لمحة كجبريل عليه السلام فانه كان ينزل من سدرة المنتهى التي إليها ينزل الاحكام ويصعد الأعمال الى النبي عليه السلام كذلك وربما ينزل فى اكثر منها وانما يتفاوت النزول والعروج باعتبار المبدأ فاذا اعتبر السماء الدنيا التي هى مهبط احكام السدرة قدر مدتهما بألف سنة وإذا اعتبر سدرة المنتهى التي هى مهبط احكام العرش قدرت بأكثر منها ولما كان القرآن يفسر بعضه بعضا دل قوله (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) الآية على ان فاعل يعرج فى آية سورة السجدة ايضا الملك وانما قال اليه اى الى الله مع انه لم يكن للحق مكان ومنتهى يمكن العروج اليه اشارة الى التقرب وشرف العندية المرتبية وحقيقته الى المقام العلوي المعين له هذا ما سنح لى والعلم عند الله الملك العلى وفى التأويلات النجمية هو الذي (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ) اى امركن طبق سماء الروح والقلب (إِلَى الْأَرْضِ) ارض النفس والبدن بتدبير الأمر (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) النفس المخاطبة بخطاب ارجعي الى ربك (فِي يَوْمٍ)
طلعت فيه شمس القلب وأشرقت الأرض بنور جذبات الحق تعالى (كانَ مِقْدارُهُ) فى العروج بالجذبة (كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) من أيامكم فى السير من غير جذبة كما قال عليه السلام (جذبة من جذبات الحق توازى عمل الثقلين) انتهى وفى كشف الحقائق للشيخ النسفي قدس سره [بدانكه نفس جزؤى اوجى دارد حضيضى دارد اوج وى فلك نهم است كه فلك الافلاك محيط عالمست وحضيض وى خاكست كه مركز عالمست ونزولى دارد وعروجى دارد ونزول وى آمدنست بخاك (تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) وعروج وى بازگشتن است بفلك الافلاك (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ) ومدت آمدن ورفتن از هزار سال كم نيست واز پنجاه هزار سال زياده نيست] تعرج الملائكة والروح اليه فى يوم كان مقداره خمسين الف سنة انتهى ذلِكَ الله العظيم الشان المتصف بالخلق والاستواء وانحصار الولاية والنصرة فيه وتدبير امر الكائنات عالِمُ الْغَيْبِ ما غاب عن الخلق وَالشَّهادَةِ ما حضر لهم ويدبر أمرهما حسبما يقتضيه وقال الكاشفى [داند امور دنيا وآخرت يا عالم بآنچهـ بوده باشد وخواهد بود] وقال بعض الكبار الغيب الروح والشهادة النفس والبدن الْعَزِيزُ الغالب على امره الرَّحِيمُ على عباده فى تدبيره. وفيه ايماء الى انه تعالى يراعى المصالح تفضلا وإحسانا لا إيجابا الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ خبر آخر لذلك قال الراغب الإحسان يقال على وجهين أحدهما الانعام على الغير يقال احسن الى فلان والثاني احسان من فعله وذلك إذا علم علما حسنا او عمل عملا حسنا وعلى هذا قول امير المؤمنين رضى الله عنه الناس على ما يحسنون اى منسوبون الى ما يعلمون من الافعال الحسنة انتهى اى جعل كل شىء خلقه على وجه حسن فى الصورة والمعنى على ما يقتضيه استعداده وتوجبه الحكمة والمصلحة: وبالفارسية [نيكو كرد هر چيزى را كه بيافريد يعنى بياراست بر وجه نيكو بمقتضاى حكمت]
كردن آنچهـ در جهان شايد
…
كرده آنچنانكه مى بايد
از تو رونق كرفت كار همه
…
كه تويى آفريدگار همه
نقش دنيا بلوح خاك از تست
…
دل دانا وجان پاك از تست
طوّل رجل البهيمة والطائر وطوّل عنقهما لئلا يتعذر عليهما ما لا بد لهما منه من قوتهما ولو تفاوت ذلك لم يكن لهما معاش وكذلك كل شىء من أعضاء الإنسان مقدر لما يصلح به معاشه فجميع المخلوقات حسنة وان اختلفت أشكالها وافترقت الى حسن واحسن كما قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) قال ابن عباس رضى الله عنهما الإنسان فى خلقه حسن قال البقلى القبيح قبيح من جهة الامتحان وحسن من حيث صدر من امر الرحمن وقال الشيخ اليزدي ان الله تعالى خلق الحسن والقبيح لكن القبيح كان فى علمه ان يكون قبيحا فلما كان ينبغى تقبيحه كان الأحسن والأصوب فى خلقه تقبيحه على ما ينبغى فى علم الله لان المستحسنات انما حسنت فى مقابلة المستقبحات فلما احتاج الحسن الى قبيح يقابله ليظهر حسنه كان تقبيحه حسنا انتهى يقول الفقير لا شك ان الله تعالى خلق الحسن والقبح وان كان كل صنعه وفعله جميلا ومطلق الخلق قد مدح به ذاته كما قال (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ)
لكنه لا يقال فى مقام المدح انه تعالى خالق القردة والخنازير والحيات والعقارب ونحوها من الأجسام القبيحة والضارة بل يقال خالق كل شىء فالقبيح ليس خلقه وإيجاده بل ما خلقه وان كان قبح القبيح بالنسبة الى مقابلة الحسن لا فى ذاته وقد طلب عين الحمار بلسان الاستعداد صورته التي هو عليها وكذا الكلب ونحوه وصورتها مقتضى عينها الثابتة وكذا الحكم على الكلب بالنجاسة مقتضى ذاته وكل صورة وصفة فى الدنيا فهى صورة كمال وصفة كمال فى مرتبتها فى الحقيقة ولو لم يظهر كل موجود فى صورة التي هو عليها وفى صفته التي البسها الخلاق اليه بمقتضى استعداده لصار ناقصا قبيحا فاين القبح فى الأشياء وقد خلقها الله بالأسماء الحسنى وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ من بين جميع المخلوقات وهو آدم ابو البشر عليه السلام مِنْ طِينٍ الطين التراب والماء المختلط وقد سمى بذلك وان زال عنه قوة الماء قال الشيخ عبد العزيز النسفي رحمه الله [خداوند تعالى قالب آدم را ز خاك آفريد يعنى از عناصر اربعه اما خاك ظاهرتر بود خاكرا ذكر كردد وخاك آدم را ميان مكه وطائف مى پرورد وتربيت داد بروايتى چهل هزار سال وبروايتى چهل هزار سال اينست معنىء «خمرت طينة آدم بيدي أربعين صباحا» ] وفى كشف الاسرار [چهـ زيان دارد اين جوهر را كه نهاد وى از كل بوده چون كمال وى در دل نهاده قيمت او كه هست از روى تربت آن سر كه با آدميان بود نه با عرش ونه با كرسى نه با فلك نه با ملك زيرا كه همه بندگان مجرد بودند وآدميان همه بندگان بودند وهم دوستان] ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ ذريته سميت به لانها تنسل من الإنسان اى تنفصل كما قال فى المفردات النسل الانفصال من الشيء والنسل الولد لكونه ناسلا عن أبيه انتهى مِنْ سُلالَةٍ اى من نطفة مسلولة اى منزوعة من صلب الإنسان وقال الكاشفى [از خلاصه بيرون آورده از صلب] ثم أبدل منها قوله مِنْ ماءٍ مَهِينٍ حقير وضعيف كما فى القاموس: وبالفارسية [از آب ضعيف وخوار] وهو المنى ثُمَّ سَوَّاهُ اى قوم النسل بتكميل أعضائه فى الرحم وتصويرها على ما ينبغى وقال الكاشفى [پس راست كرد قالب آدم را] قال النسفي [مراد: از تسويه آدم برابرىء اركانست يعنى اجزاى هر چهار برابر باشد وتسويه قالب بمثابت نارست كه آهن را بتدبير بجايى رسانند كه شفاف وعكس پذير شود وقابل صورت كردد] وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ اضافه الى نفسه تشريفا وإظهارا بانه خلق عجيب ومخلوق شريف وان له شأنا له مناسبة الى حضرة الربوبية ولاجله من عرف نفسه فقد عرف ربه وفى الكواشي جعل فيه الشيء الذي اختص تعالى به ولذلك اضافه اليه فصار بذلك حيا حساسا بعد ان كان جمادا لا ان ثمة حقيقة نفخ قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام الروح ليس بجسم يحل فى البدن حلول الماء فى الإناء ولا هو عرض يحل القلب او الدماغ حلول السواد فى الأسود والعلم فى العالم بل هو جوهر لا يتجزأ باتفاق اهل البصائر فالتسوية عبارة عن فعل فى المحل القابل وهو الطين فى حق آدم عليه السلام والنطفة فى حق أولاده بالتصفية وتعديل المزاج حتى ينتهى فى الصفاء ومناسبة الاجزاء الى الغاية فيستعد لقبول الروح وإمساكها والنفخ عبارة عما
اشتعل به نور الروح فى المحل القابل فالنفخ سبب الاشتعال وصورة النفخ فى حق الله محال والمسبب غير محال فعبر عن نتيجة النفخ بالنفخ وهو الاشعال والسبب الذي اشتعل به نور الروح هو صفة فى الفاعل وصفة فى المحل القابل اما صفة الفاعل فالجود الذي هو ينبوع الوجود وهو فياض بذاته على كل موجود حقيقة وجوده ويعبر عن تلك الصفة بالقدرة ومثالها فيضان نور الشمس على كل قابل بالاستنارة عند ارتفاع الحجاب بينهما والقابل هو الملونات دون الهواء الذي لا تلون له واما صفة المحل القابل فالاستواء والاعتدال الحاصل فى التسوية ومثال صفة القابل صقالة المرآة والروح منزهة عن الجهة والمكان وفى قوتها العلم بجميع الأشياء والاطلاع عليها وهذه مناسبة ومضاهاة ليست لغيرها من الجسمانية فلذلك اختصت بالاضافة الى الله تعالى انتهى كلامه باختصار قال الشيخ النسفي [انسان را چند روح است انسان
روح طبيعى دارد ومحل وى جكرست در پهلوى راست است وروح حيوانى دارد ومحل وى دلست در پهلوى چب است وروح نفسانى دارد ومحل وى دماغست وروح انسانى دارد ومحل آن روح نفسانيست وروح قدسى دارد ومحل وى روح انسانيست روح قدسى بمثابه نارست وروح انسانى بمثابه روغنست وروح نفسانى بمثابه فتيله است وروح حيوانى بمثابه زجاجه است وروح طبيعى بمثابه مشكاتست اينست] معنى (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ) الآية والمنفوخ هو الروح الإنساني والإنسان يشارك الحيوان فى الروح الطبيعي والروح الحيواني والروح النفساني ويمتاز عنه بالروح الإنساني الذي هو من عالم الأمر وخواص الإنسان يشاركون عوامهم فى الأرواح الاربعة المذكورة ويمتازون عنهم بالروح القدسي الذي ينفخه الله عند الفناء التام جعلنا الله وإياكم ممن حى بهذا الروح وأوصلنا الى انواع الفتوح وَجَعَلَ وخلق لَكُمُ لمنافعكم يا بنى آدم السَّمْعَ لتسمعوا الآيات التنزيلية الناطقة بالبعث وبالتوحيد وَالْأَبْصارَ لتبصروا الآيات التكوينية المشاهدة فيهما وَالْأَفْئِدَةَ لتعقلوا وتستدلوا بها على حقيقة الآيتين جمع فؤاد بمعنى القلب لكن انما يقال فؤاد إذا اعتبر فى القلب معنى التفؤد اى التوقد قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ اى تشكرون رب هذه النعم شكرا قليلا على ان القلة بمعنى النفي والعدم فهو بيان لكفرهم بتلك النعم وربها وفيه اشارة الى ان قليلا من الإنسان يعرف نفسه بالمرءاتية ليعرف ربه بالمحسنية المتجلى فيها وقد خلقه الله تعالى لمعرفة ذاته وصفاته كما قال (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) اى ليعرفون وانما يصل الإنسان الى مرتبة المعرفة الحقيقية بدلالة الرسول ووراثته [حق سبحانه وتعالى همه عالم بيافريد فلك وملك وعرش وكرسى ولوح وقلم وبهشت ودوزخ وآسمان وزمين وباين آفريدها هيچ نظر مهر ومحبت نكرد رسول بايشان نفرستاد و پيغام بايشان نداد چون نوبت بخاكيان رسيد كه بر كشيدكان لطف بودند ونواختكان فضل ومعادن أنوار واسرار بلطف وكرم خويشتن ايشانرا محل نظر خود كرد پيغمبر بايشان فرستاد تا مهتدى شوند وفرشتكانرا رقيب ونكهبان ايشان كرد سوز مهر در سينهاى ايشان نهاد وآتش عشق در دلها افكند وخطوط ايمان بر صفحه دلهاى شان
بنوشت ورقم محبت بر ضميرشان كشيد ونعيم دنيا وطيبات رزق كه آفريد از بهر مؤمنان آفريد چنانكه كفت (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) كافر كه در دنيا روزى ميخورد وبطفيل مؤمن ميخورد آنكه كفت (خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) روز قيامت خالص مر مؤمن را بود وكافر را يك شربت آب نبود] فعلى العاقل أن يعرف النعم والمنعم ويجتهد فى خدمة الشكر حتى لا يكون من اهل البطالة وإذا كان من اهل الشكر للنعم الداخلة والخارجة من القوى والأعضاء وغيرهما فالله تعالى يشكر له اى يقبل طاعته ويثنى عليه عند الملأ الأعلى ويجازيه بأحسن الجزاء وهو الجنان ودرجاتها ونعيمها الابدى لاهل العموم وقرباته ومواصلاته وتجليه السرمدي لاهل الخصوص نسأل الله سبحانه ان يجعلنا من الذين مدحهم بالشكر والطاعة فى كل ساعة لا ممن ذمهم بتضييع الحقوق وإفساد الاستعداد والسعى فى الأرض بالفساد وَقالُوا اى كفار قريش كابى بن خلف ونحوه من المنكرين للبعث بعد الموت أَإِذا [آيا چون] ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ قال فى القاموس ضل صار ترابا وعظاما وخفى وغاب انتهى وأصله ضل الماء فى اللبن إذا غاب وهلك. والمعنى هلكنا وصرنا ترابا مخلوطا بتراب الأرض بحيث لا نتميز منه: يعنى [خاك اعضاى ما از خاك زمين متميز نباشد چنانكه آب در شير متميز نباشد] أو غبنا فيها بالدفن ذهبنا عن أعين الناس والعامل فيه نبعث او يجدد خلقنا كما دل عليه قوله أَإِنَّا [آيا ما] والهمزة لتأكيد الإنكار السابق وتذكيره لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ اى انبعث بعد موتنا وانعدامنا ونصير احياء كما كنا قبل موتنا يعنى هذا منكر عجب فانهم كانوا يقرون بالموت ويشاهدونه وانما ينكرون البعث فالاستفهام الإنكاري متوجه الى البعث دون الموت: وبالفارسية [در آفرينش نو خواهم بود يعنى چون خاك شويم آفريدن نو بما تعلق نخواهد كرفت] ثم اضرب وانتقل من بيان كفرهم بالبعث الى بيان ما هو ابلغ واشنع منه وهو كفرهم بالوصول الى العاقبة وما يلقونه فيها من الأهوال فقال بَلْ [نه چنانست كه ميكويند بلكه] هُمْ [ايشان] بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لقاء الله عبارة عن القيامة وعن المصير اليه: يعنى [بآخرت كه سراى بقاست] كافِرُونَ جاحدون فمن أنكره لقى الله وهو عليه غضبان ومن أقره لقى الله وهو عليه رحمن قُلْ بيانا للحق وردا على زعمهم الباطل يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ التوفى أخذ الشيء تاما وافيا واستيفاء العدد قال فى الصحاح توفاه الله قبض روحه والوفاة الموت. والملك جسم لطيف نورانى يتشكل باشكال مختلفة قال بعض المحققين المتولى من الملائكة شيأ من السياسة يقال له ملك بالفتح ومن البشر يقال له ملك بالكسر فكل ملك ملائكة وليس كل ملائكة ملكا بل الملك هم المشار إليهم بقوله فالمدبرات فالمقسمات والنازعات ونحو ذلك ومنه ملك الموت انتهى. والموت صفة وجودية خلقت ضدا للحياة. والمعنى يقبض عزرائيل أرواحكم بحيث لا يترك منها شيأ بل يستوفيها ويأخذها تماما على أشد ما يكون من الوجوه وأفظعها من ضرب وجوهكم وأدباركم او يقبض أرواحكم بحيث لا يترك منكم أحدا ولا يبقى شخصا من العدد الذي كتب عليهم الموت واما ملك الموت نفسه فيتوفاه الله تعالى- كما روى- انه إذا أمات
الله الخلائق لم يبق شىء له روح يقول الله لملك الموت من بقي من خلقى وهو اعلم فيقول يا رب أنت اعلم بمن بقي لم يبق الا عبدك الضعيف ملك الموت فيقول الله يا ملك الموت قد اذقت انبيائى ورسلى وأوليائي وعبادى الموت وقد سبق فى علمى القديم وانا علام الغيوب ان كل شىء هالك الا وجهى وهذه نوبتك فيقول الهى ارحم عبد ملك الموت وألطف به فانه ضعيف فيقول سبحانه وتعالى ضع يمينك تحت خدك الايمن واضطجع بين الجنة والنار ومت فيموت بامر الله تعالى وفى الآية رد للكافرين حيث زعموا ان الموت من الأحوال الطبيعية العارضة للحيوان بموجب الجبلة الَّذِي وُكِّلَ التوكيل ان تعتمد على غيرك وتجعله نائبا عنك: وبالفارسية [وكيل كردن كسى را بر چيزى كماشتن وكار با كسى كذاشتن] بِكُمْ اى بقبض أرواحكم وإحصاء آجالكم ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ تردون بالبعث للحساب والجزاء وهذا معنى لقاء الله واعلم ان الله تعالى اخبر هاهنا ملك
الموت هو المتوفى والقابض وفى موضع انه الرسل اى الملائكة وفى موضع انه هو تعالى فوجه الجمع بين الآي ان ملك الموت يقبض الأرواح والملائكة أعوان له يعالجون ويعملون بامره والله تعالى يزهق الروح فالفاعل لكل فعل حقيقة والقابض لارواح جميع الخلائق هو الله تعالى وان ملك الموت وأعوانه وسائط قال ابن عطية ان البهائم كلها يتوفى الله أرواحها دون ملك الموت كأنه يعدم حياتها وكذلك الأمر فى بنى آدم الا ان لهم نوع شرف بتصرف ملك الموت والملائكة معه فى قبض أرواحهم قالوا ان عزرائيل يقبض الأرواح من بنى آدم وهى فى مواضع مختلفة وهو فى مكان واحد فهو حالة مختصة به كما ان لوسوسة الشيطان فى قلوب جميع اهل الدنيا حالة مختصة به قال انس بن مالك رضى الله عنه لقى جبريل ملك الموت بنهر بفارس فقال يا ملك الموت كيف تستطيع قبض الأنفس عند الوباء هاهنا عشرة آلاف وهاهنا كذا وكذا فقال له ملك الموت تزوى لى الأرض حتى كأنها بين فخذىّ فالتقطهم بيدىّ- وروى- ان الدنيا لملك الموت كراحة اليد او كطست لديه يتناول منه ما يشاء من غير تعب قال ابن عباس رضى الله عنهما ان خطوة ملك الموت ما بين المشرق والمغرب. وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه ان لملك الموت حربة تبلغ ما بين المشرق والمغرب وهو يتصفح وجوه الناس فما من اهل بيت الا وملك الموت يتصفحهم فى اليوم مرتين فاذا رأى إنسانا قد انقضى اجله ضرب رأسه بتلك الحربة وقال الآن يزاد بك عسكر الموتى- وروى- ان ملك الموت على معراج بين السماء والأرض وله أعوان من ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فينزع أعوانه روح الإنسان ويخرجونها من جسده فاذا بلغت ثغرة النحر نزعها هو- وروى- فى الخبر ان له وجوها اربعة فوجه من نار يقبض به أرواح الكافرين ووجه من ظلمة يقبض به أرواح المنافقين ووجه من رحمة يقبض به أرواح المؤمنين ووجه من نور يقبض به أرواح الأنبياء والصديقين فاذا قبض روح المؤمن دفعها الى ملائكة الرحمة وإذا قبض روح الكافر دفعها الى ملائكة العذاب. وكان ملك الموت يقبض الأرواح بغير وجع فاقبل الناس يسبونه ويلعنونه فشكا الى ربه فوضع الله الأمراض والأوجاع فقالوا مات فلان من وجع كذا وكذا. وفى الحديث (الأمراض والأوجاع
كلها بريد الموت ورسل الموت فاذا جاء الاجل اتى ملك الموت بنفسه فقال ايها العبد كم خبر بعد خبر وكم رسول بعد رسول وكم بريد بعد بريد انا المخبر ليس بعدي خبر وانا الرسول ليس بعدي رسول أجب ربك طائعا او مكرها فاذا قبض روحه وتصارخوا عليه قال على من تصرخون وعلى من تبكون فو الله ما ظلمت له أجلا ولا أكلت له رزقا بل دعاه ربه فليبك الباكي على نفسه فان لى فيكم عودات وعودات حتى لا أبقى منكم أحدا) قال عليه السلام (لو رأوا مكانه وسمعوا كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبكوا على أنفسهم) قال الكاشفى [عجب از آدمي كه با وجود چنين حريفى در كمين چكونه لاف آسايش تواند زد]
آسودگى مجوى كه از صدمت أجل
…
كس را نداده اند برات مسلمى
وفى البستان
بيا اى كه عمرت بهفتاد رفت
…
مكر خفته بودى كه بر باد رفت
كه يك لحظه صورت نبندد أمان
…
چو پيمانه پر شد بدور زمان
قال بعضهم لولا غفلة قلوب الناس ما أحال قبض أرواحهم على ملك الموت [خير نساج قدس سره بيمار بود ملك الموت خواست كه جان او برآرد مؤذن كفت وقت نماز شام كه الله اكبر الله اكبر خير نساج كفت يا ملك الموت باش تا فريضه نماز بگزارم كه اين فرمان بر من فوت ميشود وفرمان تو فوت نمى شود چون نماز بگزارد سر بسجود نهاد كفت الهى آن روز كه اين وديعت مى نهادى زحمت ملك الموت در ميان نبود چهـ باشد كه امروز بى زحمت او بردارى اين بكفت وجان بداد]
يا رب ار فانى كنى ما را بتيغ دوستى
…
مر فرشته مرك را با ما نباشد هيچ كار
هر كه از جام تو روزى شربت شوق تو خورد
…
چون نماند آن شراب او داند آن رنج خمار
قال بعض الكبار ملك الموت هو المحبة الإلهية فانها تقبض الأرواح عن الصفات الانسانية وتميتها عن محبوباتها لقطع تعلق الروح الإنساني عما سوى الحق تعالى فترجع الى الله بجذبة ارجعي الى ربك والموت باصطلاح اهل الحقيقة قمع هوى النفس فمن مات عن هواه حيى حياة حقيقية قال الامام جعفر بن محمد الصادق رضى الله عنه الموت هو التوبة قال تعالى (فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) فمن تاب فقد قتل نفسه
مكن دامن از كرد زلت بشوى
…
كه ناكه ز بالا به بندند چوى
وَلَوْ تَرى [واگر بينى اى بيننده] إِذِ الْمُجْرِمُونَ هم القائلون أئذا ضللنا إلخ قال فى الكواشي لو وإذ للماضى ودخلتا على المستقبل هنا لان المستقبل من فعله كالماضى لتحقق وقوعه ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ النكس قلب الشيء على رأسه: وبالفارسية [سر فرو افكندن ونكونسار كردن] اى مطرقوا رؤسهم ومطأطئوها فى موقف العرض على الله من الحياء والحزن والغم يقولون رَبَّنا [اى پروردگار ما] أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا اى صرنا ممن يبصر ويسمع وحصل لنا الاستعداد لادراك الآيات المبصرة والمسموعة وكنا من قبل عميا لاندرك شيأ فَارْجِعْنا فارددنا الى الدنيا من رجعه رجعا اى رده وصرفه نَعْمَلْ
عملا صالِحاً حسبما تقضيه تلك الآيات إِنَّا مُوقِنُونَ الآن: يعنى [بي كمانيم] قال فى الإرشاد ادعاء منهم لصحة الافئدة والاقتدار على فهم معانى الآيات والعمل بموجبها كما ان ما قبله ادعاء لصحة مشعرى البصر والسمع كأنهم قالوا أيقنا وكنا من قبل لا نعقل شيأ أصلا وجواب لو محذوف اى لرأيت امرا فظيعا فهذا الأمر مستقبل فى التحقيق ماض بحسب التأويل كأنه قيل قد انقضى الأمر ومضى لكنك ما رأيته ولو رأيته لرأيت امرا فظيعا وفى التأويلات النجمية يشير الى اهل الدنيا من المجرمين وكان جرمهم انهم نكسوا رؤسهم فى أسفل الدنيا وشهواتها بعد ان خلقوا رافعى رؤسهم عند ربهم يوم الميثاق عند استماع خطاب ألست بربكم حيث رفعوا رؤسهم وقالوا بلى فلما ابتلوا بالدنيا وشهواتها وتزيينها من الشيطان نكسوا رؤسهم بالطبع فيها فصاروا كالبهائم والانعام فى طلب شهوات الدنيا كما قال تعالى (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ)
لان للانعام ضلالة طبيعية جبلية فى طلب شهوات الدنيا وما كانوا مأمورين بعبودية الله ولا منهيين عن الشهوات حتى يحصل لهم ضلالة مخالفة للامر والنهى وللانسان شركة مع الانعام فى الضلالة الطبيعية بميل النفس الى الدنيا وشهواتها وله اختصاص بضلالة المخالفة فلهذا صار أضل من الانعام فكما عاشوا ناكسى رؤسهم الى شهوات الدنيا ماتوا فيما عاشوا فيه ثم حشروا على ما ماتوا عليه ناكسى رؤسهم عند ربهم وقد ملكتهم الدهشة وغلبتهم الخجلة فاعتذروا حين لا عذر واعترفوا حين لا اعتراف
سر از جيب غفلت بر آور كنون
…
كه فردا نماند بخجلت نكون
كنونت كه چشمست اشكى ببار
…
زبان در دهانست عذرى بيار
نه پيوسته باشد روان در بدن
…
نه همواره كردد زبان در دهن
وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها مقدر بقول معطوف على ما قدر قبل قوله ربنا أبصرنا اى ونقول لو شئنا اى لو تعلقت مشيئتنا تعلقا فعليا بان نعطى كل نفس من النفوس البرّة والفاجرة ما تهتدى به الى الايمان والعمل الصالح بالتوفيق لهما لا عطيناها إياه فى الدنيا التي هى دار الكسب وما أخرناه الى دار الجزاء وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي ثبت قضائى وسبق وعيدى وهو لَأَمْلَأَنَّ [ناچار پركنيم] جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ بالكسر جماعة الجن والمراد الشياطين وكفار الجن وَالنَّاسِ الذين اتبعوا إبليس فى الكفر والمعاصي أَجْمَعِينَ يستعمل لتأكيد الاجتماع على الأمر وقال بعضهم (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) اى سبقت كلمتى حيث قلت لابليس عند قوله (لَأُغْوِيَنَّهُمْ) الآية (لَأَمْلَأَنَّ) إلخ وفى التأويلات (وَلَوْ شِئْنا) فى الأزل هدايتكم وهداية اهل الضلالة (لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) باصابة رشاش النور على الأرواح (وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي) قبل وجود آدم وإبليس (لَأَمْلَأَنَّ) إلخ ولكن تعلقت المشيئة باغواء قوم كما تعلقت باهداء قوم وأردنا ان يكون للنار قطان كما أردنا ان يكون للجنة سكان إظهارا لصفات لطفنا وصفات قهرنا لان الجنة وأهلها مظهر لصفات لطفى والنار وأهلها مظهر لصفات قهرى وانى فعال لما أريد وفى عرائس البيان ان جهنم فم قهره انفتح ليأخذ نصيبه ممن له استعداد مباشرة القهر كما ان الجنة فم لطفه انفتح ليأخذ نصيبه ممن له
استعداد مباشرة لطفه فاللطيف يرجع الى اللطيف والكثيف يرجع الى الكثيف ولو شاء لجعل الناس كلهم عارفين به ولكن جرى القلم فى الأزل بالوعد والوعيد كما قال ابن عطاء قدس سره لو شئنا لوفقنا كل عبد لرضانا ولكن حق القول بالوعد والوعيد ليتم الاختيار وسئل الشبلي قدس سره عن هذه الآية فقال يا رب املأ نارك من الشبلي واعف عن عبيدك ليتروح الشبلي بتعذيبك كما يتروح جميع العباد بالعوافي وذلك ان من استوى عنده اللطف والقهر بالوصول الى الأصل رأى مقصوده فى كل واحد منهما كما رأى أيوب عليه السلام المبتلى فى بلائه فطاب وقته وحاله وصفا باله فى عين الكدر
ما بلا خواهيم وزاهد عافيت
…
هر متاعى را خريدارى فتاد
وعن الحسن قال خطبنا ابو هريرة رضى الله عنه على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله يقول (ليعتذرن الله الى آدم ثلاث معاذير يقول الله يا آدم لولا انى لعنت الكذابين وأبغضت الكذب والخلف وأعذب عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما اعددت لهم من العذاب ولكن حق القول منى لئن كذب رسلى وعصى امرى لا ملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين. ويقول الله يا آدم اعلم انى لا ادخل من ذريتك النار أحدا ولا أعذب منهم بالنار أحدا الا من قد علمت بعلمي انى لو رددته الى الدنيا لعاد الى اشر مما كان فيه ولم يرجع ولم يتب ويقول الله قد جعلتك حكما بينى وبين ذريتك قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم فمن رجح منهم خيره على شره مثقال ذرة فله الجنة حتى تعلم انى لا ادخل منهم الا ظالما) واعلم ان الله تعالى يملأ جهنم من الأقوياء كما يملأ الجنة من الضعفاء بدليل قوله عليه السلام (إذا ملئت جهنم تقول الجنة ملأت جهنم من الجبابرة والملوك والفراعنة ولم تملأنى من ضعفاء خلقك فينشىء الله خلقا عند ذلك فيدخلهم الجنة فطوبى لهم من خلق لم يذوقوا موتا ولم يروا سوأ بأعينهم) رواه انس رضى الله عنه. وقوله عليه السلام (تحاجت الجنة والنار فقالت النار اوثرت) اى فضلت (بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة انى لا يدخلنى إلا ضعفاء الناس وسقطهم فقال الله للنار أنت عذابى أعذبك من أشاء من عبادى ولكل واحدة منكما ملؤها) رواه ابو هريرة رضى الله عنه كذا فى بحر العلوم فَذُوقُوا الفاء لترتيب الأمر بالذوق على ما يعرب عنه ما قبله من نفى الرجع الى الدنيا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا النسيان ترك الإنسان ضبط ما استودع اما لضعف قلب واما عن غفلة او قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره وكل نسيان من الإنسان ذمه الله به فهو ما كان أصله من تعمد كما فى هذه الآية وأشار بالباء الى انه وان سبق القول فى حق التعذيب لكنه كان بسبب موجب من جانبهم ايضا فان الله قد علم منهم سوء الاختيار وذلك السبب هو نسيانهم لقاء هذا اليوم الهائل وتركهم التفكر فيه والاستعداد له بالكلية بالاشتغال باللذات الدنيوية وشهواتها فان التوغل فيها يذهل الجن والانس عن تذكر الآخرة وما فيها من لقاء الله ولقاء جزائه ويسلط عليهم نسيانها واضافة اللقاء الى اليوم كاضافة المكر فى قوله (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) اى لقاء الله فى يومكم هذا وفى التأويلات النجمية يشير الى انكم كنتم فى الغفلة والنائم لا يذوق الم ما عليه من العذاب مادام نائما ولكنه إذا انتبه من نومه
يذوق الم ما به من العذاب فالناس نيام ليس لهم ذوق ما عليهم من العذاب فاذا ماتوا انتبهوا فقيل لهم ذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ تركناكم فى العذاب ترك المنسى بالكلية استهانة بكم ومجازاة لما تركتم وفى التأويلات (إِنَّا نَسِيناكُمْ) من الرحمة كما نسيتمونا من الخدمة وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ اى العذاب المخلد فى جهنم فهو من اضافة الموصوف الى صفته مثل عذاب الحريق بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ اى بالذي كنتم تعملونه من الكفر والمعاصي وهو تكرير للامر للتأكيد واظهار الغضب عليهم وتعيين المفعول المطوى للذوق والاشعار بان سببه ليس مجرد ما ذكر من النسيان بل له اسباب اخر من فنون الكفر والمعاصي التي كانوا مستمرين عليها فى الدنيا وعن كعب الأحبار قال إذا كان يوم القيامة تقوم الملائكة فيشفعون ثم تقوم الشهداء فيشفعون ثم تقوم المؤمنون فيشفعون حتى إذا انصرمت الشفاعة كلها خرجت الرحمة فتشفع حتى لا يبقى فى النار أحد يعبأ الله به ثم يعظم بكاء أهلها فيها ويؤمر بالباب فيقبض عليهم فلا يدخل فيها روح ولا يخرج منها غم ابدا
الهى ز دوزخ دو چشمم بدوز
…
بنورت كه فردا بنارت مسوز
إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا اى انكم ايها المجرمون لا تؤمنون بآياتنا ولا تعملون بموجبها عملا صالحا ولو رجعناكم الى الدنيا كما تدعون حسبما ينطق به قوله تعالى (وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ) وانما يؤمن بها الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها وعظوا: وبالفارسية [پند داده شوند] خَرُّوا سُجَّداً قال فى المفردات خر سقط سقوطا سمع منه خرير والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك مما يسقط من العلو فاستعمال الخرور فى الآية تنبيه على اجتماع أمرين السقوط وحصول الصوت منهم بالتسبيح وقوله بعد (وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ) تنبيه على ان ذلك الخرير كان تسبيحا بحمد الله لا شيأ آخر انتهى اى سقطوا على وجوههم حال كونهم ساجدين خوفا من عذاب الله وَسَبَّحُوا نزهوه عن كل ما لا يليق به من الشرك والشبه والعجز عن البعث وغير ذلك بِحَمْدِ رَبِّهِمْ فى موضع الحال اى ملتبسين بحمده تعالى على نعمائه كتوفيق الايمان والعمل وغيرهما وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ الظاهر انه عطف على صلة الذين اى لا يتعظمون عن الايمان والطاعة كما يفعل من يصر مستكبرا كأن لم يسمعها وهذا محل سجود بالاتفاق قال الكاشفى [اين سجده نهم است بقول امام أعظم رحمه الله وبقول امام شافعى دهم حضرت شيخ اكبر قدس سره الأطهر اين را سجده تذكر كفته وساجد بايد كه متذكر كردد آن چيزى را كه از آن غافل شده وتصديق كند دلالات وجود واحد را كه آن دلالتها در همه اشيا موجودست]
همه ذرات از مه تا بماهى
…
بوحدانينش داد كواهى
همه اجزاى كون از مغز تا پوست
…
چووا بينى دليل وحدت اوست
وينبغى ان يدعو الساجد فى سجدته بما يليق بآيتها ففى هذه الآية يقول اللهم اجعلنى من الساجدين لوجهك المسبحين بحمدك وأعوذ بك من ان أكون من المستكبرين عن أمرك وكره مالك رحمه الله قراءة السجدة فى قراءة صلاة الفجر جهرا وسرا فان قرأ هل يسجد
فيه قولان كذا فى فتح الرحمن قال فى خلاصة الفتاوى رجل قرأ آية السجدة فى الصلاة ان كانت السجدة فى آخر السورة او قريبا من آخرها بعدها آية او آيتان الى آخر السورة فهو بالخيار ان شاء ركع بها ينوى التلاوة وان شاء سجد ثم يعود الى القيام فيختم السورة وان وصل بها سورة اخرى كان أفضل وان لم يسجد للتلاوة على الفور حتى ختم السورة ثم ركع وسجد لصلاته سقط عنه سجدة التلاوة وفى التأويلات (وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) عن سجودك كما استكبر إبليس ان يسجد لك الى قبلة آدم ولو سجد لآدم بامرك لكان سجوده فى الحقيقة لك وكان آدم قبلة للسجود كما ان الكعبة قبلة لنا فى سجودنا لك انتهى قال بعض الكبار وليس الإنسان بمعصوم من إبليس فى صلاته الا فى سجوده لانه حينئذ يتذكر الشيطان معصيته فيحزن ويشتغل بنفسه ويعتزل عن المصلى فالعبد فى سجوده معصوم من الشيطان غير معصوم من النفس. فخواطر السجود كلها اما ربانية او ملكية او نفسية وليس للشيطان عليه من سبيل فاذا قام من سجوده غابت تلك الصفة عن إبليس فزال حزنه واشتغل بك فعلى العاقل ان يسارع الى الصلاة فريضة كانت او نافلة حتى يحصل الرغم للشيطان والرضى للرحمان ويتقرب الروح الى حضرة الملك المتعال ويجد لذة المناجاة وطعم الوصال
ذوق سجده زائد است از ذوق سكر نزد جان
…
هر كرا اين ذوق نى بي مغز باشد در جهان
اللهم اجعلنا من اهل سجدة الفناء انك سميع الدعاء تَتَجافى جُنُوبُهُمْ استئناف لبيان بقية محاسن المؤمنين. والتجافي النبوّ والبعد أخذ من الجفاء فان من لم يوافقك فقد جافاك وتجنب وتنحى عنك والجنوب جمع جنب وهو شق الإنسان وغيره. والمعنى ترتفع وتنتحى اضلاعهم عَنِ الْمَضاجِعِ اى الفرش ومواضع النوم جمع مضجع كمقعد بمعنى موضع الضجوع اى وضع الجنب على الأرض: وبالفارسية [دور ميشود پهلوهاى ايشان از خوابكهها] وفى اسناد التجافي الى الجنوب دون ان يقال يجافون جنوبهم اشارة الى ان حال اهل اليقظة والكشف ليس كحال اهل الغفلة والحجاب فانهم لكمال حرصهم على المناجاة ترتفع جنوبهم عن المضاجع حين ناموا بغير اختيارهم كان الأرض ألقتهم من نفسها واما اهل الغفلة فيتلاصقون بالأرض لا يحركهم محرك يَدْعُونَ رَبَّهُمْ حال من ضمير جنوبهم اى داعين له تعالى على الاستمرار خَوْفاً من سخطه وعذابه وعدم قبول عبادته وَطَمَعاً فى رحمته قال عليه السلام فى تفسير الآية قيام العبد من الليل يعنى انها نزلت فى شأن المتهجدين فان أفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل قال الكاشفى [چون پرده شب فرو كذارند وجهانيان سر بر بالين غفلت بنهند ايشان پهلو از بستر كرم وفراش نرم تهى كرده بر قدم نياز بايستند ودر شب دراز با حضرت خداوند راز كويند. از سهيل يمنى يعنى اويس قرنى رضى الله عنه منقولست كه در شبى ميكفت «هذه ليلة الركوع» وبيك ركوع بسر مى برد ودر شبى ديكر ميفرمود كه «هذه ليلة السجود» وبيك سجده بصبح ميرسانيد كفتند اى اويس چون طاقت طاعت دارى سبب چيست كه شبها بدين درازى بر يك حال مى كذرانى كفت كجاست
شب درازى كاشكى ازل وابد يكشب بودى تا بيك سجده بآخر بردمى دران سجده نالهاى زار وكريهاى بيشمار كردمى]
به نيم شب كه همه مست خواب خوش باشند
…
من وخيال تو ونالهاى دردآلود
وفى الحديث (عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين أحبته واهله الى صلاته فيقول الله تعالى لملائكته انظروا الى عبدى ثار عن فراشه ووطائه من بين أحبته واهله الى صلاته رغبة فيما عندى وإشفاقا مما عندى ورجل غزا فى سبيل الله فانهزم مع أصحابه فعلم ما عليه من الانهزام وماله فى الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقو الله لملائكته انظروا الى عبدى رجع رغبة فيما عندى وإشفاقا مما عندى حتى أهريق دمه) وفى الحديث (ان فى الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن ألان الكلام واطعم الطعام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام) قال ابن رواحة رضى الله عنه يمدح النبي عليه السلام
وفينا رسول الله يتلو كتابه
…
إذا انشق معروف من الفجر ساطع
أرنا الهدى بعد العمى فقلوبنا
…
به موقنات ان ما قال واقع
يبيت يجافى جنبه عن فراشه
…
إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
وفى الحديث (إذا جمع الله الأولين والآخرين جاء مناد بصوت يسمع الخلائق كلهم سيعلم اهل الجمع اليوم من اولى بالكرم ثم يرجع فينادى ليقم الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع فيقومون وهم قليل ثم يرجع فيقول ليقم الذين يحمدون الله فى السراء والضراء فيقومون وهم قليل فيسرّحون جميعا الى الجنة ثم يحاسب سائر الناس) واعلم ان قيام الليل من علو الهمة وهو وهب من الله تعالى فمن وهب له هذا فيلقم ولا يترك ورد الليل بوجه من الوجوه قال ابو سليمان الداراني قدس سره نمت عن وردى فاذا انا بحوراء تقول يا أبا سليمان تنام وانا اربى لك فى الخيام منذ خمسمائة عام وعن الشيخ ابى بكر الضرير رضى الله عنه قال كان فى جوارى شاب حسن الوجه يصوم النهار ولا يفطر ويقوم الليل ولا ينام فجاءنى يوما وقال لى يا أستاذ انى نمت عن وردى الليلة فرأيت كأن محرابى قد انشق وكأنى بجوار قد خرجن من المحراب لم ار احسن وجها منهن وإذا فيهن واحدة شوهاء لم ار أقبح منها منظرا فقلت لمن أنتن ولمن هذه فقلن نحن لياليك التي مضين وهذه ليلة نومك فلومت فى ليلتك هذه لكانت هذه حظك ثم انشأت الشوهاء تقول
اسأل لمولاك وارددني الى حالى
…
فانت قبحتنى من بين اشكالى
لا ترقدّن الليالى ما حييت فان
…
نمت الليالى فهنّ الدهر أمثالي
فاجابتها جارية من الحسان تقول
ابشر بخير فقد نلت الغنى ابدا
…
فى جنة الخلد فى روضات جنات
نحن الليالى اللواتى كنت تسهرها
…
تتلو القرآن بترجيع ورنات
ابشر وقد نلت ما ترجوه من ملك
…
بر يجود بإفضال وفرحات
غدا تراه تجلى غير محتجب
…
تدنى اليه وتحظى بالتحيات
قال ثم شهق شهقة خرميتا رحمه الله تعالى وفى آكام المرجان ظهر إبليس ليحيى عليه السلام فقال له يحيى هل قدرت منى على شىء قال لا إلا مرة واحدة فانك قدّمت طعاما لتأكله فلم ازل اشهيه إليك حتى أكلت منه اكثر مما تريد فنمت تلك الليلة فلم تقم الى الصلاة كما كنت تقوم إليها فقال له يحيى لا جرم لا شبعت من طعام ابدا قال له الخبيث لا جرم لا نصحت آدميا بعدك
باندازه خور زاد اگر مردمى
…
چنين پر شكم آدمي يا خمى
ندارند تن پروران آگهى
…
كه پر معده باشد ز حكمت تهى
وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ أعطيناهم من المال يُنْفِقُونَ فى وجوه الخير والحسنات قال بعضهم هذا عام من الواجب والتطوع وذلك على ثلاثة اضرب زكاة من نصاب ومواساة من فضل وإيثار من قوت
بد ونيك را بذل كن سيم وزر
…
كه آن كسب خير است وآن دفع شر
از آن كس كه خيرى بماند روان
…
دمادم رسد رحمتش بر روان
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ من النفوس لا ملك مقرب ولا نبى مرسل فضلا عمن عداهم ما أُخْفِيَ لَهُمْ اى لاولئك الذين عددت نعوتهم الجليلة من التجافي والدعاء والانفاق ومحل الجملة نصب بلا تعلم سدت مسد المفعولين مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ مما تقربه أعينهم إذا رأوه وتسكن به أنفسهم وقال الكاشفى [از روشنىء چشمها يعنى چيزى كه بدان چشمها روشن كردد] وفى الحديث (يقول الله تعالى اعددت لعبادى الصالحين ما لاعين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بل ما اطلعتم عليه اقرأوا ان شئتم فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ اى جزوا جزاء بسبب ما كانوا يعملون فى الدنيا من اخلاص النية وصدق الطوية فى الأعمال الصالحة [بزركى فرموده كه چون عمل پنهان ميكردند جزا نيز پنهانست تا چنانچهـ كس را بر طاعت ايشان اطلاع نبود كسى را نيز بمكافات ايشان اطلاع نباشد]
روزى كه روم همره جانان بچمن
…
نه لاله وگل بينم ونه سرو وسمن
زيرا كه ميان من واو كفته شود
…
من دانم واو داند واو داند ومن
وفى التأويلات النجمية (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) عن مضاجع الدارين وتتباعد قلوبهم عن مضاجعات الأحوال فلا يساكنون أعمالهم ولا يلاحظون أحوالهم ويفارقون مآلفهم ويهجرون فى الله معارفهم يدعون ربهم بربهم لربهم خوفا من القطيعة والابعاد (وَطَمَعاً) فى القربات والمواصلات (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ) من نعمة الوجود (يُنْفِقُونَ) ببذل المجهود فى طلب المفقود وليردّ إليهم بالجود ما أخفى لهم من النقود كما قال تعالى (فَلا تَعْلَمُ) إلخ. وفى الحقيقة ان ما أخفى لهم انما هو جمالهم فقد أخفى عنهم لعينهم فان العين حق فاعلم انه مادام ان تكون عينكم الفانية باقية يكون جمالكم الباقي مخفيا عنكم لئلا تصيبه عينكم فلو طلع صبح سعادة التلاقي وذهب بظلمة البين من البين وتبدلت العين بالعين فذهب الجفاء وظهر الخفاء ودام اللقاء
كما أقول
مذ جاء هواكم ذاهبا بالبين
…
لم يبق سوى وصالكم فى البين
ما جاء بغير عينكم فى عينى
…
والآن محت عينكمولى عينى
وبقوله (جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) يشير الى ان عدم علم كل نفس بما أخفى لهم وحصول جهلهم به انما كان جزاء بما كانوا يعملون بالاعراض عن الحق لاقبالهم على طلب غير الله وعبادة ما سواه انتهى أَفَمَنْ [آيا آنكس كه] كانَ فى الدنيا مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً خارجا عن الايمان لانه قابل به المؤمن وايضا اخبر انه يخلد فى النار ولا يستحق التخليد فيها الا الكافر لا يَسْتَوُونَ فى الشرف والجزاء فى الآخرة والتصريح به مع إفادة الإنكار نفى المشابهة للتأكيد وبناء التفصيل الآتي عليه والجمع للحمل على معنى من قال الكاشفى [آورده اند كه وليد بن عقبه با شير بيشه مردى در مقام مفاخرت آمده كفت اى على سنان من از سنان تو سخترست وزبان من از زبان تو تيزتر على كفت خاموش باش اى فاسق ترا با من چهـ زهره مساوات و چهـ ياراى مجادلاتست حق سبحانه وتعالى براى تصديق على رضى الله عنه آيت فرستاد] فالمؤمن هو علىّ رضى الله عنه ودخل فيه من مثل حاله والكافر هو الوليد ودخل فيه من هو على صفته ولذلك أورد الجمع فى لا يستوون قال ابن عطاء من كان فى أنوار الطاعة والايمان لا يستوى مع من هو فى ظلمات الفسق والطغيان وفى كشف الاسرار أفمن كان فى حلة الوصال يجرّ أذياله كمن هو فى مذلة الفراق يقاسى وباله أفمن كان فى روح القربة ونسيم الزلفة كمن هو فى هول العقوبة يعانى مشقة الكلفة أفمن أيد بنور البرهان وطلعت عليه شموس العرفان كمن ربط بالخذلان ووسم بالحرمان لا يستويان ولا يلتقيان
ايها المنكح الثريا سهيلا
…
عمرك الله كيف يلتقيان
هى شامية إذا ما استقلت
…
وسهيل إذا استقل يمانى
أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ استحقاقا جَنَّاتُ الْمَأْوى قال الراغب المأوى مصدر أوى الى كذا انضم اليه وجنة المأوى كقوله دار الخلود فى كون الدار مضافا الى المصدر وفى الإرشاد أضيفت الجنة الى المأوى لانها المأوى الحقيقي وانما الدنيا منزل مرتحل عنه لا محالة ولذلك سميت قنطرة لانها معبر للآخرة لا مقر: وبالفارسية [ايشانراست بوستانها وبهشتها كه مأواى حقيقى است] وعن ابن عباس رضى الله عنهما جنة المأوى كلها من الذهب وهى احدى الجنان الثمان التي هى دار الجلال ودار القرار ودار السلام وجنة عدن وجنة المأوى وجنة الخلد وجنة الفردوس وجنة النعيم نُزُلًا اى حال كون تلك الجنات ثوابا واجرا: وبالفارسية [در حالتى كه پيشكش باشد يعنى ماحضرى كه براى مهمانان آرند] وهو فى الأصل ما يعد للنازل والضيف من طعام وشراب وصلة ثم صار عاما فى العطاء بِما كانُوا يَعْمَلُونَ بسبب أعمالهم الحسنة التي عملوها فى الدنيا وفى التأويلات النجمية (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً) بطلب الحق تعالى (كَمَنْ كانَ فاسِقاً) بطلب ما سوى
الحق (لا يَسْتَوُونَ) اى الطالبون لله والطالبون لغير الله ف (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بطلب الحق (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) بالإقبال على الله والاعراض عما سواه (فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا) يعنى ان جنات مأوى الأبرار ومنزلهم يكون نزلا للمقربين السائرين الى الله واما مأواهم ومنزلهم ففى مقعد صدق عند مليك مقتدر وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا خرجوا عن الايمان والطاعة بايثار الكفر والمعصية عليهما فَمَأْواهُمُ اسم مكان اى ملجأهم ومنزلهم النَّارُ مكان جنات المأوى للمؤمنين كُلَّما [هركاه كه] أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها عبارة عن الخلود فيها فانه لا خروج ولا إعادة فى الحقيقة كقوله (كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) ونار جهنم لا تخبو يعنى كلما قال قائلهم قد خبت زيد فيها ويروى انه يضربهم لهيب النار فيرتفعون الى طبقاتها حتى إذا قربوا من بابها وأرادوا ان يخرجوا منها يضربهم لهيب النار او تتلقاهم الخزنة بمقامع: يعنى [بگرزهاى آتشين] فتضربهم فيهوون الى قعرها سبعين خريفا وهكذا يفعل بهم ابدا وكلمة فى للدلالة على انهم مستقرون فيها وانما الاعادة من بعض طبقاتها الى بعض وَقِيلَ لَهُمْ اهانة وتشديدا عليهم وزيادة فى غيظهم ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ اى بعذاب النار تُكَذِّبُونَ على الاستمرار فى الدنيا وتقولون لا جنة ولا نار قال فى برهان القرآن وفى سبأ (عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) لان النار فى هذه السورة وقعت موقع الكناية لتقدم ذكرها والكنايات لا توصف بوصف العذاب وفى سبأ لم يتقدم ذكر النار فحسن وصف النار وهذه لطيفة فاحفظها انتهى وفى التأويلات (وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا) خرجوا عن سبيل الرشاد ووقعوا فى بئر البعد والابعاد (فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها) لانهم فى هذه الصفة عاشوا وفيها ماتوا فعليها حشروا وذلك ان دعاة الحق لما كانوا فى الدنيا ينصحون لهم ان يخرجوا من أسفل الطبيعة بحبل الشريعة برعاية آداب الطريقة حملهم الشوق الروحاني على التوجه الى الوطن الأصلي العلوي فلما عزموا على الخروج من الدركات الشهوانية أدركتهم الطبيعة النفسانية الحيوانية السفلية واعادتهم الى أسفل الطبيعة (وَقِيلَ لَهُمْ) يوم القيامة (ذُوقُوا) إلخ لانكم وان كنتم معذبين فى الدنيا ولكن ما كان لكم شعور بالعذاب الذي يجلل حواسكم الاخروية ولو كنتم تجدون ذوق العذاب لانتهيتم عن الأعمال الموجبة لعذاب النار كما انكم لماذقتم ألم عذاب النار فى الدنيا احترزتم عنها غاية الاحتراز انتهى. فالاحتراق وصف الكافر والفاسق واما المؤمن والمطيع فقد قال عليه السلام فى حقه (تقول جهنم للمؤمن جزيا مؤمن فقد اطفأ نورك لهبى) كما قال فى المثنوى
كويدش بگذر سبك اى محتشم
…
ور نه ز آتشهاى تو مرد آتشم «1»
وذلك النور هو نور التوحيد وله تأثير جدا فى عدم الاحتراق- كما حكى- ان مجذوبا كان يصاحب الشيخ الحاجي بيرام قدس سره وكان يحبه فلما توفى الشيخ جاء المجذوب الى الشيخ الشهير بآق شمس الدين لكونه خليفة الشيخ الحاجي بيرام فقال له شمس الدين يوما يا أخي ما لبست كسوة الشيخ الحاجي بيرام فى حياته فكيف لو لبستها من يدنا فقبل ففرح شمس الدين مع مريديه فعملوا ضيافة وألبسوه كسوة فلما لبسها القى نفسه فى نار كانت فى ذلك المجلس فلبث
(1) در اواخر دفتر ششم در بيان حديث جزيا مؤمن فان نورك اطفأ نارى
فيها حتى احترقت الكسوة ولم يحترق المجذوب ثم خرج منها وقال يا ايها الشيخ لا خير فى كسوة تحرقها النار قال بعض العارفين لو كان المشتاقون دون جماله فى الجنة وا ويلاه ولو كانوا فى الجحيم معه ووا شوقاه فمن كان مع المحبوب فهو لا يحترق ألا ترى ان النبي عليه الصلاة والسلام نظر الى جهنم وما فيها ليلة المعراج ولم يحترق منه شعرة وكما ان النار تقول للمؤمن ذلك القول كذلك الجنة تقول له حين يذهب الى مقامه جز يا مومن الى مقامك فان نورك يذهب بزينتى ولطافتى كما قال فى المثنوى
كويدش جنت كذر كن همچوباد
…
ور نه كردد هر چهـ من دارم كساد «1»
وذلك لان نور المؤمن نور التجلي والتجلي انما يكون للمؤمن لا للجنة فيغلب نوره على الجنة التي ليس لها نور التجلي ألا ترى ان من جلس للوعظ وفى المجلس من هو أعلى حالا منه فى العلم يحصل له الانقباض والكساد فلا يطلب الا قيام ذلك من المجلس فاذا كان هذا حال العالم مع من هو اعلم منه فى الظاهر فقس عليه حال العالم مع من هو اعلم منه فى الباطن فمن عرف مراتب اهل الله تعالى يسكت عند حضورهم لان لهم الغلبة فى كل شان ولهم المعرفة بكل مقام قدس الله أسرارهم وَلَنُذِيقَنَّهُمْ اى اهل مكة. والاذاقة بالفارسية [چشانيدن] مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى اى الأقرب وهو عذاب الدنيا وهو ما محنوا به من القحط سبع سنين بدعاء النبي عليه السلام حين بالغوا فى الاذية حتى أكلوا الجيف والجلود والعظام المحترقة والعلهز وهو الوبر والدم بان يخلط الدم باوبار الإبل وشوى على النار وصار الواحد منهم يرى ما بينه وبين السماء كالدخان وكذا ابتلوا بمصائب الدنيا وبلاياها مما فيه تعذيبهم حتى آل أمرهم الى القتل والاسر يوم بدر دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ اى قبل العذاب الأكبر الذي هو عذاب الآخرة فدون هنا بمعنى قبل وفى كشف الاسرار وتبعه الكاشفى فى تفسيره [فروتر از عذاب بزركتر كه خلودست در آتش] وذلك لانه فى الأصل ادنى مكان من الشيء فيقال هذا دون ذلك إذا كان أحط منه قليلا ثم استعير منه للتفاوت فى الأموال [والرتب در لباب از تفسير نقاش نقل كرده كه ادنى غلاى اسعارست واكبر خروج مهدى بشمشير آبدار وكفته اند خوارىء دنيا ونكو نسارىء عقبا يا افتادن در كناه ودور افتادن از دركاه قرب الله]
دور ماندن از وصال او عذاب اكبر است
…
آتش سوز فراق از هر عذابى بدترست
وفى حقائق البقلى العذاب الأدنى حرمان المعرفة والعذاب الأكبر الاحتجاب عن مشاهدة المعروف وقال ابو الحسن الوراق الأدنى الحرص على الدنيا والأكبر العذاب عليه لَعَلَّهُمْ اى لعل من بقي منهم وشاهده ولعل فى مثله بمعنى كى يَرْجِعُونَ يتوبون عن الكفر والمعاصي وفى التأويلات النجمية يشير الى ارباب الطلب واصحاب السلوك إذا وقعت لاحدهم فى أثناء السلوك وقفة لعجب تداخله او لملالة وسآمة نفس او لحسبان وغرور قبول او وقعت له فترة بالتفاته الى شىء من الدنيا وزينتها وشهواتها فابتلاه الله اما ببلاء فى نفسه او ماله او بيته من أهاليه وأقربائه وأحبائه لعلهم بإذاقة عذاب البلاء والمحن انتبهوا من نوم الغفلة وتداركوا ايام العطلة قبل ان يذيقهم العذاب الأكبر بالخذلان والهجران وقسوة القلب كما قال تعالى (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ)
(1) در اواخر دفتر ششم در بيان حديث جزيا مؤمن فان نورك اطفأ نارى
الآية لعلهم يرجعون الى صدق طلبهم وعلو محبتهم وَمَنْ أَظْلَمُ [وكيست ستمكارتر] مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ اى وعظ بالقرآن ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها فلم يتفكر فيها ولم يقبلها ولم يعمل بموجبها وثم لاستبعاد الاعراض عنها مع غاية وضوحها وإرشادها الى سعادة الدارين كقولك لصاحبك دخلت المسجد ثم لم تصل فيه استبعادا لتركه الصلاة فيه. والمعنى هو اظلم من كل ظالم وان كان سبك التركيب على نفى الأعظم من غير تعرض لنفى المساوى إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ اى من كل من اتصف بأجرام وان هانت جريمته مُنْتَقِمُونَ فكيف من كان اظلم من كل ظالم وأشد جرما من كل مجرم: وبالفارسية [انتقام كشيدكانيم هلاك وعذاب] يقال نقمت من الشيء ونقمته إذا أنكرته اما باللسان واما بالعقوبة والنقمة العقوبة والانتقام [كينه كشيدن] فاذا نبه العبد بانواع الزجر وحرك فى تركه حدود الوفاق بصنوف من التأديب ثم لم يرتدع عن فعله واغتر بطول سلامته وأمن هواجم مكر الله وخفايا امره اخذه بغتة بحيث لا يجد فرجة من أخذته كما قال (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) اى المصرين على جرمهم (مُنْتَقِمُونَ) بخسارة الدارين: قال الحافظ
كمين كهست وتو خوش تيز ميروى هش دار
…
مكن كه كرد بر آيد ز شهره عدمت
وفى الحديث (ثلاثة من فعلهن فقد أجرم من عقد لواء فى غير حق ومن عق لوالديه ومن نصر ظالما) واعلم ان الظلم أقبح الأمور ولذلك حرمه الله على نفسه فينبغى للعاقل ان يتعظ بمواعظ الله ويتخلق بأخلاقه ويجتنب عن اذية الروح بموافقة النفس والطبيعة واذية عباد الله وعن ابن عباس رضى الله عنهما انه استند الى جدار الكعبة وقال يا كعبة ما أعظم حرمتك على الله لكنى لوهدمتك سبع مرات كان أحب الى من أوذي مسلما مرة واحدة وعن وهب بن منبه انه قال جمع عالم من علماء بنى إسرائيل سبعين صندوقا من كتب العلم كل صندوق سبعون ذراعا فاوحى الله تعالى الى نبى ذلك الزمان ان قل لهذا العالم لا تنفعك هذه العلوم وان جمعت أضعافا مضاعفة مادام معك ثلاث خصال حب الدنيا ومرافقة الشيطان وأذى مسلم فهذه الأسباب توقع الإنسان فى ورطة الانتقام وانتقام الله لا يشبه انتقام غيره ألا ترى انه وصف العذاب بالأكبر وفى الحديث (ان فى أهون باب منها سبعين الف جبل من نار وفى كل جبل سبعون الف واد من نار وفى كل واد سبعون الف شعب من نار وفى كل شعب سبعون الف مدينة من نار وفى كل مدينة سبعون الف دار من نار وفى كل دار سبعون الف قصر من نار وفى كل قصر سبعون الف صندوق من نار وفى كل صندوق سبعون الف نوع من العذاب ليس فيها عذاب يشاكل عذابا) فسمع عمر رضى الله عنه فقال يا ليتنى كنت كبشا فذبحونى وأكلوني ولم اسمع ذكر جهنم. وقال ابو بكر رضى الله عنه يا ليتنى كنت طيرا فى المفازة ولم اسمع ذكر النار. وقال على رضى الله عنه يا ليت أمي لم تلدنى ولم اسمع ذكر جهنم نسأل الله تعالى ان يحفظنا من الوقوع فى اسباب العذاب والوقوف فى مواقف المناقشة وسوء الحساب وهو الذي خلق فهدى الى طريق رضاه ومنه الثبات على دينه الموصل الى جنته وقربته ووصلته ولقاه وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ اى التوراة فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ اى شك
وفى المفردات المرية التردد فى الأمر وهو أخص من الشك مِنْ لِقائِهِ اللقاء [ديدن] يقال لقيه كرضيه رآه قال الراغب يقال ذلك فى الإدراك بالحس بالبصر وبالبصيرة وهو مضاف الى مفعوله. والمعنى من لقاء موسى الكتاب فانا ألقينا عليه التوراة يقول الفقير هذا هو الذي يستدعيه ترتيب الفاء على ما قبلها فان قلت ما معنى النهى وليس له عليه السلام فى ذلك شك أصلا قلت فيه تعريض للكفار بانهم فى شك من لقائه إذ لو لم يكن لهم فيه شك لآمنوا بالقرآن إذ فى التوراة وسائر الكتب الإلهية ما يصدق القرآن من الشواهد والآيات فايتاء الكتاب ليس ببدع حتى يرتابوا فيه فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وفى التأويلات النجمية يشير الى ان موسى عليه السلام لما اوتى الكتاب وهو حظ سمعه فلا تشك يا محمد ان يحظى غدا حظ بصره بالرؤية ولكن بشفاعتك وبركة متابعتك واختصاصه فى دعائه بقوله اللهم اجعلنى من امة احمد فان الرؤية مخصوصة بك وبامتك بتبعيتك وَجَعَلْناهُ اى الكتاب الذي آتيناه موسى هُدىً من الضلالة: وبالفارسية [راه نماينده] لِبَنِي إِسْرائِيلَ لانه انزل إليهم وهم متعبدون به دون بنى إسماعيل وعليهم يحمل الناس فى قوله تعالى (قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ اى من بنى إسرائيل أَئِمَّةً جمع امام بمعنى المؤتم والمقتدى به قولا وفعلا: وبالفارسية [پيشوا] يَهْدُونَ يرشدون الخلق الى الحق بما فى التوراة من الشرائع والاحكام والحكم بِأَمْرِنا إياهم بذلك او بتوفيقنا لهم لَمَّا صَبَرُوا على الحق فى جميع الأمور والأحوال وهى شرط لما فيها من معنى الجزاء نحو أحسنت إليك لما جئتنى والتقدير لما صبر الائمة اى العلماء من بنى إسرائيل على المشاق وطريق الحق جعلناهم ائمة او هى ظرف بمعنى الحين اى جعلناهم ائمة حين صبروا وَكانُوا بِآياتِنا التي فى تضاعيف الكتاب يُوقِنُونَ لا معانهم فيها النظر والإيقان [بى گمان شدن] ولا تشك انها من عندنا كما يشك الكفار من قومك فى حق القرآن وفيه اشارة الى انه كما ان الله تعالى جعل التوراة هدى لبنى إسرائيل فاهتدوا بها الى مصالح الدين والدنيا كذلك جعل القرآن هدى لهذه الامة المرحومة يهتدون به الى الشرائع والحقائق وكما انه جعل من بنى إسرائيل قادة ادلاء كذلك جعل من هذه الامة سادة اجلاء بل رجحهم على الكل بكل كمال فان الأفضل اولى بإحراز الفضائل كلها قال الشيخ العارف ابو الحسن الشاذلى قدس سره رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فى النوم باهى موسى وعيسى عليهما السلام بالإمام الغزالي قدس سره وقال أفي امتكما حبر كذا قالا لا ورضى الله عن جميع الأولياء والعلماء ونفعنا بهم فانظر ما اشرف علم هذه الامة وما أعز معرفتهم ولذا يشرفون يوم القيامة بكل حلية- كما قال بعض الأخيار- رأيت الشيخ أبا اسحق ابراهيم ابن على بن يوسف الشيرازي رحمه الله فى النوم بعد وفاته وعليه ثياب بيض وعلى رأسه تاج فقلت له ما هذا البياض فقال شرف الطاعة قلت والتاج قال عز العلم قال بعض الكبار من عدم الانصاف عدم ايمان الناس بما جاء به الأنبياء المعصومون وعدم الايمان بما اتى به الأولياء المحفوظون فان البحر واحد فمن آمن بما جاء به الأصل من الوحى يجب ان يؤمن بما جاء به
الفرع من الإلهام بجامع الموافقة وقد ثبت ان العلماء ورثة الأنبياء فعلومهم علومهم ففى الاتباع لهم فى أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم اجر كثير وثواب عظيم ونجاة من المهالك كما قال الحافظ
يار مردان خدا باش كه در كشتىء نوح
…
هست خاكى كه بآبى نخرد طوفانرا
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ يقضى بَيْنَهُمْ بين الأنبياء وأممهم المكذبين او بين المؤمنين والمشركين يَوْمَ الْقِيامَةِ فيميز بين المحق والمبطل [وهر يك را مناسب او جزا دهد] وكلمة هو للتخصيص والتأكيد وان ذلك الفصل يوم القيامة ليس الا اليه وحده لا يقدر عليه أحد سواه ولا يفوّض الى من عداه فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ من امور الدين هنا اى فى الدنيا قال بعض الكبار ان الله تبارك وتعالى يحكم بين عباده لوجوه. او لها لعزتهم لانهم عنده أعز من ان يجعل حكمهم الى أحد من المخلوقين بل هو بفضله وكرمه يكون حاكما عليهم.
وثانيها غيرة عليهم لئلا يطلع على أحوالهم أحد غيره. وثالثها رحمة وكرما فانه ستار لا يفشى عيوبهم ويستر عن الأغيار ذنوبهم. ورابعها لانه كريم ومن سنة الكرام انهم إذا مروا باللغو مروا كراما. وخامسها فضلا وعدلا لانه الخالق الحكيم الذي خلقهم وما يعملون على مقتضى حكمته ووفق مشيئته فان رأى منهم حسنا فذلك من نتائج إحسانه وفضله وان رأى منهم قبيحا فذلك من موجبات حكمته وعدله وانه (لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها) الآية. وسادسها عناية وشفقة فانه تعالى خلقهم ليربحوا عليه لا ليربح عليهم فلا يجوز من كرمه ان يخسروا عليه. وسابعها رحمة ومحبة فانه تعالى بالمحبة خلقهم لقوله (فاحببت ان اعرف فخلقت الخلق لاعرف) وللمحبة خلقهم لقوله (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) فينظر فى شأنهم بنظر المحبة والرضى وعين الرضى عن كل عيب كليلة. وثامنها لطفا وتكريما فانه نادى عليهم بقوله (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) فلا يهين من كرّمه.
وتاسعها عفوا وجودا فانه تعالى عفو يحب العفو فان رأى جريمة فى جريدة العبد يحب عفوها وانه جواد يحب ان يجود عليه بالمغفرة والرضوان. وعاشرها انه تعالى جعلهم خزائن أسراره فهو اعلم بحالهم واعرف بقدرهم فانه خمر طينتهم بيده أربعين صباحا وجعلهم مرآة يظهر بها جميع صفاته عليهم لا على غيرهم ولو كان الملائكة المقربين ألا ترى انه تعالى لما قال (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) فما عرفوهم حق معرفتهم حتى قال تعالى فيهم عزة وكرامة (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) اى من فضائلهم وشمائلهم فانهم خزائن أسراري ومرآة جمالى وجلالى فانتم تنظرون إليهم بنظر الغيرة وانا انظر إليهم بنظر المحبة والرحمة فلا ترون منهم الا كل قبيح ولا أرى منهم الا كل جميل فلا ارضى ان أجعلكم حاكما بينهم بل بفضلي وكرمى انا افصل بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فاحسن الى محسنهم وأتجاوز عن مسيئهم فلا يكبر علىّ اختلافهم لعلمى بحالهم انهم لا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم فعلى العاقل ان يرفع الاختلاف من البين ولا يقع
فى البين فان الله تعالى قد هدى بهداية القرآن الى طريق القربات ولكن ضل عن الاتفاق الأعضاء والقوى فى قطع العقبات اللهم ارحم انك أنت الجواد الأكرم أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ تخويف لكفار مكة اى اغفلوا ولم يبين لهم مآل أمرهم والفاعل ما دل عليه قوله كَمْ أَهْلَكْنا اى كثرة إهلاكنا لان كم لا يقع فاعلا فلا يقال جاءنى كم رجل مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ مثل عاد وثمود وقوم لوط. والقرن اسم لسكان الأرض عصرا والقرون سكانها على الأعاصير يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ الجملة حال من ضميرهم يعنى اهل مكة يمرون فى متاجرهم على ديار الهالكين وبلادهم ويشاهدون آثار هلاكهم وخراب منازلهم إِنَّ فِي ذلِكَ الإهلاك وما يتعلق به من الآثار لَآياتٍ حججا ومواعظ لكل مستبصر ومعتبر: وبالفارسية [عبرتهاست مر امم آتيه را] أَفَلا يَسْمَعُونَ آيات الله ومواعظه سماع تدبر واتعاظ فينتهوا عماهم عليه من الكفر والتكذيب
كسى را كه پندار در سر بود
…
مپندار هركز كه حق بشنود
ز علمش ملال آيد از وعظ ننك
…
شقايق بباران نرويد ز سنك
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ السوق [راندن] والمراد سوق السحاب الحامل للماء لانه هو الذي ينسب الى الله تعالى واما السقي بالأنهار فمنسوب الى العبد وان كان الإنبات من الله تعالى ولما كان هذا السوق وما بعده من الإخراج محسوسا حمل بعضهم الرؤية على البصرية ويدل عليه ايضا آخر الآية وهو أفلا يبصرون وقال فى بحر العلوم حملا على المقصود من النظر اى قد علموا انا نسوق الماء: وبالفارسية [آيا نمى بينند ونميدانند كه ما آب را در ابر ميرانيم] إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ اى التي حرز نباتها اى قطع وازيل بالكلية لعدم المطر او لغيره كالرعى لا التي لا تنبت لقوله فَنُخْرِجُ من تلك الأرض بِهِ اى بسبب ذلك الماء المسوق زَرْعاً [كشت زارها وغلات وأشجار] وهو فى الأصل مصدر عبر به عن المزروع تَأْكُلُ مِنْهُ اى من ذلك الزرع أَنْعامُهُمْ [چهارپايان ايشان] كالتبن والقصيل والورق وبعض الحبوب المخصوصة بها وَأَنْفُسُهُمْ كالحبوب التي يقتاتها الإنسان والثمار أَفَلا يُبْصِرُونَ اى ألا ينظرون فلا يبصرون ذلك فيستدلون به على وحدته وكمال قدرته وفضله تعالى وانه الحقيق بالعبادة وان لا يشرك به بعض خلقه من ملك وانسان فضلا عن جماد لا يضر ولا ينفع وايضا فيعلمون انا نقدر على اعادتهم واحيائهم قال ابن عطاء فى الآية نوصل بركات المواعظ الى القلوب القاسية المعرضة عن الحق فتتعظ بتلك المواعظ قال بعضهم يسوق مياه معرفته من بحار تجلى جلاله الى ارض القلوب الميتة فينبت نرجس الوصلة وياسمين المودة وريحان المؤانسة وبنفسج الحكمة وزهر الفطنة وورد المكاشفة وشقائق الحقيقة وقال بعضهم نسوق ماء الهداية الى القلوب الميتة فنسقى حدائق وصلهم بعد جفاف عودها وزوال المأنوس من معهودها فيعود عودها مورقا بعد ذبوله حاكيا لحالة حال حصوله فنخرج به زرعا من الواردات التي تصلح لزينة النفوس ومن المشاهدات التي تصلح لتغذية القلوب ولا يخفى ان الهداية على انواع فهداية الكافر
الى الايمان وهداية المؤمن الفاسق الى الطاعات وهداية المؤمن المطيع الى الزهد والورع وهداية الزاهد المتورع الى المعرفة وهداية العارف الى الوصول وهداية الواصل الى الحصول فعند الحصول تنبت حبة القلب بفيض الإلهام الصريح نباتا لا جفاف لها بعده فمن هاهنا يأخذ الإنسان الكامل فى الحياة الباقية وينبغى لطالب الحق ان يجتهد فى طريق العبودية فان الفيض والنماء انما يحصل من طريق العبادات ولذا جعل الله الطاعات رحمة على العباد ألا ترى ان الإنسان إذا صلى صلاة الفجر يقع فى بحر المناجاة مع الله ولكن تنقطع هذه الحالة الى صلاة الظهر بالنسبة الى الإنسان الناقص إذ ربما يشتغل فى البين بما ينقطع به المدد فصلاة الظهر إذا تجدد له حالته وهكذا فتكرر الصلوات فى الليل والنهار كتكرر سقى الأرض والزرع صباحا ومساء وكذا الصوم فان شهر رمضان يفتح فيه باب القلب ويغلق باب الطبيعة فيحصل للصائم صفة الصمدية فيكون كالملائكة فى المحل ففى تكرر رمضان عليه امداد له لتكميل تلك الصفة الالهية وانما لا يظهر اثر الطاعات فى حق العوام لانهم لا يؤدونها من طريقها وبشرائطها فالله تعالى قادر على ان ينقذهم من شهواتهم ويخرجهم من دائرة غفلاتهم ومن استعجز القدرة الالهية فقد كفر قال فى شرح الحكم وان أردت الاستعانة على تقوية رجائك فانظر لحال من كان مثلك ثم أنقذه الله وخصه بعنايته كابراهيم بن أدهم وفضيل بن عياض وابن المبارك وذى النون ومالك بن دينار وغيرهم من محرومى البداية ومرزوقى النهاية: وفى المثنوى
سايه حق بر سر بنده بود
…
عاقبت جوينده يابنده بود «1»
كفت پيغمبر كه چون كوبى درى
…
عاقبت زان در برون آيد سرى
چون نشينى بر سر كوى كسى
…
عاقبت بينى تو هم روى كسى
چون ز چاهى ميكنى هر روز خاك
…
عاقبت اندر رسى در آب پاك
جمله دانند اين اگر تو نكروى
…
هر چهـ ميكاريش روزى بد روى
وقال فى موضع آخر
چون صلاى وصل بشنيدن كرفت
…
اندك اندك مرده جنبيدن كرفت «2»
نى كم از خاكست كز عشوه صبا
…
سبز پوشد سر برآرد از قنا
كم ز آب نطفه نبود كز خطاب
…
يوسفان زايند رخ چون آفتاب
كم ز بادى نيست شد از امركن
…
در رحم طاوس ومرغ خوش سخن
كم ز كوه وسنك نبود كز ولاد
…
ناقه كان ناقه ناقه زاد زاد
وَيَقُولُونَ وذلك ان المؤمنين كانوا يقولون لكفار مكة ان لنا يوما يفتح الله فيه بيننا اى يحكم ويقضى يريدون يوم القيامة او ان الله سيفتح لنا على المشركين ويفصل بيننا وبينهم وكان اهل مكة إذا سمعوه يقولون بطريق الاستعجال تكذيبا واستهزاء مَتى هذَا الْفَتْحُ اى فى أي وقت يكون الحكم والفصل او النصر والظفر إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فى انه كائن قُلْ تبكيتا لهم وتحقيقا للحق لا تستعجلوا ولا تستهزئوا فان يَوْمَ الْفَتْحِ يوم ازالة الشبهة باقامة القيامة فان أصله ازالة الاغلاق والاشكال او يوم الغلبة على الأعداء لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ
(1) در اواخر دفتر سوم در بيان يافتن عاشق معشوق را إلخ
(2)
در اواخر دفتر سوم در بيان نواختن معشوق عاشق بيهوش خود را إلخ
فاعل لا ينفع والموصول مفعوله وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ يمهلون ويؤخرون فان الانظار بالفارسية [زمان دادن] اما إذا كان المراد يوم القيامة فان الايمان يومئذ لا ينفع الكافر لفوات الوقت ولا يمهل ايضا فى ادراك العذاب ولا فى بيان العذر فانه لا عذر له واما إذا كان المراد يوم النصرة كيوم بدر فانه لا ينفع إيمانه حال القتل إذ هو ايمان يأس كايمان فرعون حين ألجمه الغرق ولا يتوقف فى قتله أصلا والعدول عن تطبيق الجواب على ظاهر سؤالهم للتنبيه على انه ليس مما ينبغى ان يسأل عنه لكونه امرا بينا غنيا عن الاخبار وكذا ايمانهم واستنظارهم يومئذ وانما المحتاج الى البيان عدم نفع ذلك الايمان وعدم الانظار فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ اى لا تبال بتكذيبهم: وبالفارسية [پس روى بگردان بطريق اهانت از ايشان تا مدت معلوم يعنى تا نزول آية السيف] وَانْتَظِرْ النصرة عليهم وهلاكهم لصدق وعدى إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ الغلبة عليك وحوادث الزمان من موت او قتل فيستريحوا منك او إهلاكهم كما فى قوله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ) الآية ويقرب منه ما قيل وانتظر عذابنا فانهم منتظرون فان استعجالهم المذكور وعكوفهم على ما هم عليه من الكفر والمعاصي فى حكم انتظارهم العذاب المترتب عليه لا محالة وقد أنجز الله وعده فنصر عبده وفتح للمؤمنين وحصل أمانيهم أجمعين
شكر خدا كه هر چهـ طلب كردم از خدا
…
بر منتهاى همت خود كامران شدم
قال بعضهم
هر كرا اقبال باشد رهنمون
…
دشمنش كردد بزودى سرنكون
وفى الآية حث على الانتظار والصبر
قد يدرك المتأنى بعض حاجته
…
وقد يكون مع المستعجل الزلل
واشارة الى ان اهل الأهواء ينكرون على الأولياء ويستدعون منهم اظهار الكرامات وعرض الفتوحات ولكن إذا فتح الله على قلوب أوليائه لا ينفع الايمان بفتوحهم زمرة أعدائه إذ لم يقتدوا بهم ولم يهتدوا بهدايتهم فما لهم الا الحسرات والزفرات فانتظار المقر المقبل لفتوحات الألطاف وانتظار المنكر المدبر لهواجم المقت وخفايا المكر والقهر نعوذ بالله تعالى. وفى الحديث (من قرأ الم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك اعطى من الاجر كأنما احيى ليلة القدر) وفى الحديث (من قرأ الم تنزيل فى بيته لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة ايام) كما فى الإرشاد وفى الحديث (تجيىء الم تنزيل السجدة يوم القيامة لها جناحان تطاير صاحبها وتقول لا سبيل عليك) كما فى بحر العلوم- وروى- عن جابر رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ الم السجدة وتبارك الذي بيده الملك ويقول (هما تفضلان كل سورة فى القرآن بسبعين حسنة فمن قرأهما كتب له سبعون حسنة ومحى عنه سبعون سيئة ورفع له سبعون درجة) وعن ابى هريرة رضى الله عنه كان النبي عليه السلام يقرأ فى الفجر يوم الجمعة الم تنزيل وهل اتى على الإنسان كما فى كشف الاسرار. ويسن عند الشافعي واحمد ان يقرأ فى فجر يوم الجمعة فى الركعة الاولى الم السجدة وفى الثانية هل اتى على الإنسان وكره احمد المداومة