الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
7 -
حديث شداد بن أوس
يرويه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن الضحاك الزبيدي:
حدثنا عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سلام الأشعري عن محمد بن الوليد بن عامر الزبيدي: حدثنا الوليد بن عبد الرحمن بن جبير بن نفير: حدثنا شداد بن أوس قال:
قلنا: يا رسول الله كيف أسري بك؟ قال:
"صليت لأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل عليه السلام بدابة أبيض - أو قال: بيضاء - فوق الحمار ودون البغل فقال: اركب فاستصعب علي فرازها1 بأذنها ثم حملني عليها فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث انتهى طرفها.
حتى بلغنا أرضا ذات نخل فأنزلني فقال: صل. فصليت ثم ركبت فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بـ "يثرب" صليت بـ "طيبة".
1 الأصل فرأزها وكذا في "الخصائص "وعلى هامشه: "قال في "النهاية ": اختبرها ". ولم أرها في مادة: رأز.
ثم وجدته في مادة: روز فالصواب: رازها
فانطلقت تهوي بنا يقع حافرها عند منتهى طرفها.
ثم بلغنا أرضا قال: انزل. ثم قال: صل. فصليت ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بـ "مدين" عند شجرة موسى.
ثم انطلقت تهوي بنا يقع حافرها حيث أدرك طرفها.
ثم بلغنا أرضا بدت لنا قصور فقال: انزل. فنزلت فقال: صل. فصليت.
ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم. قال: صليت بـ "بيت لحم" حيث ولد عيسى المسيح بن مريم.
ثم انطلق بنا حتى دخلنا المدينة من بابها اليماني1 فأتى قبلة المسجد فربط فيه دابته.
ودخلنا المسجد من باب تميل فيه2 الشمس والقمر.
1 كذا الأصل وكذا في "الدر".
وفي "مجمع الزوائد ": الثامن.
وفي "الخصائص ": الثاني.
2 وكذا في "الدر".
وفي "المجمع ": "باب فيه مثل الشمس".
وفي "الخصائص ": "باب فيه تميل الشمس".
فصليت من المسجد حيث شاء الله.
وأخذني من العطش ما أخذني فأتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما ثم هداني الله عز وجل فأخذت اللبن فشربت حتى عرقت به جبيني1 وبين يدي شيخ متكئ على مثواة2 له فقال: أخذ صاحبك الفطرة إنه ليهدى.
ثم انطلق بي حتى أتينا الوادي الذي في المدينة فإذا جهنم تتكشف عن مثل الزرابي3 قلت: يا رسول الله! كيف وجدتها؟ قال: وجدتها مثل الحمة السخنة.
ثم انصرف بي فمررنا بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد.
1 في "المجمع": "فرغت به جبي".
وفي "الدر": "فرغت منه جنبي".
وفي "الخصائص": "قرعت به جبيني" ولعل الصواب ما في الأصل.
2 كذا الأصل ولعله بمعنى المنزل. وفي الخصائص والدر: منبر. وسقط من المجمع.
3 الأصل: الروابي والتصحيح من "المجمع"وغيره.
ولعل وجه التشبيه بها إنما هو من حيث تلهبها.
أضلوا بعيرا لهم قد جمعه فلان فسلمت عليهم. فقال بعضهم: هذا صوت محمد.
ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال: يا رسول الله! أين كنت الليلة؟ فقد التمستك في مظانك؟! فقال: علمت أني أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال: يا رسول الله! إنه مسيرة شهر فصفه لي.
قال: ففتح لي صراط كأني أنظر إليه لا يسألني عن شيء إلا أنبأته به. فقال أبو بكر: أشهد أنك لرسول الله. فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة!.
قال: فقال: إن من آية ما أقول لكم: أني مررت بعير لكم في مكان كذا وكذا وقد أضلوا بعيرا لهم فجمعه لهم فلان وأن مسيرهم ينزلون بكذا ثم كذا ويأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل آدم عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان".
فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حين كان من قريبا من نصف النهار حتى أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكره الحافظ ابن كثير من رواية ابن أبي حاتم في "تفسيره" والبيهقي وقال: "هذا إسناد صحيح وروي ذلك مفرقا من أحاديث غيره ونحن نذكر من ذلك إن شاء الله ما حضرنا".
قال ابن كثير: "ثم ساق أحاديث كثيرة في الإسراء كالشاهد لهذا الحديث. .. ولا شك أن هذا الحديث مشتمل على أشياء منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس وغير ذلك. والله أعلم".
قلت: وفي تصحيح البيهقي لإسناده نظر عندي - مع ما في متنه من النكارة - وذلك لأن مداره على إسحاق الزبيدي وهو مختلف فيه وبه أعله الهيثمي فقال 1/74:
"رواه البزار والطبراني في "الكبير" وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي".
وقال الحافظ في "التقريب": "صدوق يهم كثيرا وأطلق محمد بن عوف أنه يكذب".