المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحث على أخذ الأخبار من مصادرها - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ١٤

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة النساء [74-83]

- ‌التحريض على أعمال البر

- ‌التحريض على الجهاد في سبيل الله

- ‌التحذير من فتنة الحياة الدنيا والركون إليها

- ‌بيان ضعف كيد الشيطان على أهل الإيمان

- ‌مراحل تشريع الجهاد في صدر الإسلام

- ‌الدعاء لله والعمل بالأسباب في دفع الاستضعاف

- ‌من فضائل المجاهد في سبيل الله

- ‌الحكمة في مشروعية الجهاد

- ‌من صفات المجاهدين في سبيل الله

- ‌الخير والشر كله من عند الله

- ‌الجمع بين قوله تعالى: (وما أصابك من مصيبة فمن نفسك) وقوله: (قل كل من عند الله)

- ‌طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله

- ‌التوكل على الله والأخذ بالأسباب في مدافعة مكر الأعداء

- ‌الحث على تدبر القرآن

- ‌الحث على أخذ الأخبار من مصادرها

- ‌الأسئلة

- ‌كفت السراويل في الصلاة

- ‌حكم زكاة السيارة المملوكة

- ‌كفارة النذر

- ‌نصيحة لإمام يطيل الصلاة

- ‌حال حديث: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان)

- ‌نصيحة لرجل قتل خطأ وأهل المقتول يريدونه إلى المحكمة

- ‌حكم قضاء صلاة الضحى بعد الظهر

الفصل: ‌الحث على أخذ الأخبار من مصادرها

‌الحث على أخذ الأخبار من مصادرها

{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} [النساء:83] ، هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فقد سمع أن النبي صلى الله عليه وسلم طلق أزواجه، فحزن وانطلق إلى المسجد فوجد الناس يبكون، فسألهم: أطلق النبي صلى الله عليه وسلم أزواجه؟ قالوا: لا ندري هو معتزل في مشربة له، فذهب عمر إليه، وأرسل غلاماً أسود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذن له فلم يؤذن له، ثم أرسل يستأذن فلم يؤذن له، ثم في الثالثة أُذن له، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! هل طلقت نساءك؟ قال: لا.

فكبر عمر.

{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ} [النساء:83] كان عمر من أولي الأمر، أي: من أهل العلم، {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء:83] .

فالآية أصلٌ في أخذ الأخبار من مصادرها الأصلية؛ فإن الخبر إذا انتقل من شخص إلى شخص يكاد يتغير وقد يدخل فيه ما ليس منه، أما إذا أخذت الخبر من مصدره الأصلي الحقيقي، قلَّت الأخطاء، وحظيت بالنقل الصحيح، وأكثر من كانوا يغيرون الأحاديث أهل العراق كما يقول القائل: يخرج الحديث من عندنا من المدينة شبراً فيصل إلى العراق ويرجع إلينا ذراعاً، فقد كانوا يبدلون في أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام.

إذاً: هذه الآية أصل في أخذ الأخبار من مصادرها الأصلية، يقول الله:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ} [النساء:83] ، إذا جاءك أمر مفرح أو أمر مخيف مزعج فاحرص على أن تأخذه من أصله الصحيح، {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} [النساء:83] ، وهذه الآية أصلٌ في استنباط الأحكام.

{وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء:83] ، فالله هو الحفيظ وهو الحافظ لكم، ولولا فضل الله عليكم لاتبعتم الشيطان.

ص: 16