المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الحكمة في مشروعية الجهاد - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ١٤

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة النساء [74-83]

- ‌التحريض على أعمال البر

- ‌التحريض على الجهاد في سبيل الله

- ‌التحذير من فتنة الحياة الدنيا والركون إليها

- ‌بيان ضعف كيد الشيطان على أهل الإيمان

- ‌مراحل تشريع الجهاد في صدر الإسلام

- ‌الدعاء لله والعمل بالأسباب في دفع الاستضعاف

- ‌من فضائل المجاهد في سبيل الله

- ‌الحكمة في مشروعية الجهاد

- ‌من صفات المجاهدين في سبيل الله

- ‌الخير والشر كله من عند الله

- ‌الجمع بين قوله تعالى: (وما أصابك من مصيبة فمن نفسك) وقوله: (قل كل من عند الله)

- ‌طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من طاعة الله

- ‌التوكل على الله والأخذ بالأسباب في مدافعة مكر الأعداء

- ‌الحث على تدبر القرآن

- ‌الحث على أخذ الأخبار من مصادرها

- ‌الأسئلة

- ‌كفت السراويل في الصلاة

- ‌حكم زكاة السيارة المملوكة

- ‌كفارة النذر

- ‌نصيحة لإمام يطيل الصلاة

- ‌حال حديث: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان)

- ‌نصيحة لرجل قتل خطأ وأهل المقتول يريدونه إلى المحكمة

- ‌حكم قضاء صلاة الضحى بعد الظهر

الفصل: ‌الحكمة في مشروعية الجهاد

‌الحكمة في مشروعية الجهاد

قال الله: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء:75] ، وهذا يقصد به التأنيب، أي: لماذا هذا التخلف عن القتال في سبيل الله؟ {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء:75] أي: لإنقاذ المستضعفين من الرجال والنساء والولدان، فكان بمكة قومٌ مستضعفون من المؤمنين لا يستطيعون الهجرة، ومنهم: عبد الله بن عباس وأمه، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: كنت أنا وأمي من المستضعفين بمكة.

على هذا فالأحاديث المرفوعة التي يرويها عبد الله بن عباس عن النبي عليه الصلاة والسلام حكمها أنها من مراسيل الصحابة، والصحابة كلهم عدول فمراسيلهم مقبولة.

قال الله: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} [النساء:75] ، فقد يكون هناك رجلٌ مستضعف، وقد يكون الرجل قوياً وثرياً، ولكنه مستضعف، قال تعالى لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:{وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال:26] ، فقد يكون الرجل قوياً ثرياً ومع ذلك هو في حالة الاستضعاف، قال تعالى:{وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} [النساء:75] أي: لماذا تتركون هؤلاء على هذه الحال من الاستضعاف تحت سيطرة الكفرة: ينكلون بهم، ويشردونهم، ويستحيون النساء، ويسبون الأولاد، ويقتلون الرجال، ما لكم تتركونهم على هذه الحال؟! سئل علي: يا علي! هل اختصكم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء؟ قال: ما اختصنا النبي صلى الله عليه وسلم بشيء إلا هذه الصحيفة، قالوا: وما في هذه الصحيفة؟ فذكر أن الصحيفة في بيان الديات، والعقل.

إذاً: السعي في فكاك الأسير وإنقاذ أهل الاستضعاف من دول الكفر مطلبٌ شرعي.

ص: 9