الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ب
…
بالسودائيه الْبَاب
الْبَاب الثَّانِي
: فِي وُجُوه التَّعْبِير وَذكر الْأَدَب فِيهِ للسَّائِل والمؤل وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم فَلَا تظلم نفس شيا وَقيل من رائ أَن الْقِيَامَة قد قَامَت فَإِنَّهُ ينجو من سوء أعداه وَمن لاي من أَشْرَاط السَّاعَة مثل النفخ فِي الصُّور:، أَو نشر أهل الْقُبُور، أَو طُلُوع الشَّمْس من الْمغرب. . أَو خُرُوج الدَّابَّة أَو نَحْو ذَلِك فَإِن تَأْوِيله كتأويل يَوْم الْقيام وَقيل خُرُوج الداب فتن تطهر فَيهْلك فِيهَا قوم وينجو آخَرُونَ. . وَخُرُوج الدَّجَّال رجل ذَوا بدع وضلالة تطهر فِي النَّاس والنفخ فِي الصُّور طاعون أَو إنذار السُّلْطَان فِي بعث أَو غَيره أَو قِيَامه قامة فِي الْبَلدة تكون أَو سفر عامٍ إِلَى الْحَج والحشر ويحي الله لفصل الْقَضَاء ولاجتماع الْخلق لِلْحسابِ عدلٍ
أَمن الله يكون النَّاس بإهمام عادلٍ يقدم عَلَيْهِم أَو يَوْم عَظِيم يرَاهُ النَّاس ويشهدونه فَمن رأى أَنه أَخذ كِتَابه بِيَمِينِهِ فَإِن بالصلاح أَو بالغنا والعزوان أَخذه بِشمَالِهِ هلك بِالْإِمَامِ أَو الْفقر والحاجه. . وَإِن مر عَليّ القيراط سليما نجا من شدَّة أَو فتْنَة أَو بِلَا، وَقد يكون الصِّرَاط قطعهَا وَمن رَأْي أَنه دخل الْجِنّ فَإِنَّهُ يعْمل عملا صَالحا يسْتَوْجب لَهُ الْجنَّة لقَوْله سبحانه وتعالى وَتلك الْجنَّة الَّتِي أورثتموها بِمَا كُنْتُم تعلمُونَ وَإِن كَانَ حَاجا ثمَّ حجَّة وَوصل الْكَعْبَة أَو دخل إِلَيْهَا وَطلب علم السّنة وَمن رَأْي أَنه تنَاول من ثمارها أَو أَعْطَاهَا لَهُ غَيره فَإِنَّهُ يعْمل أَعمال الْبر، وتبيع سَبِيل الْخَيْر وَإِن رَأْي أَنه أَعْطَاهَا غَيره ينْتَفع بِعَمَلِهِ غَيره وَمن رَأْي من حورها ولدانها فَإِنَّهُ إنتقال من الدُّنْيَا إِلَى الْجنَّة وَقد تبين
…
/ ب
…
فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ السَّائِل عَن رُؤْيا من الْأَدَب يَنْبَغِي للرأي أَن يعود نَفسه الصدْق ويجتنب الْكَذِب فقد قيل أصدقكم رُؤْيا أصدقكم حَدِيثا وَأَن لَا ينَام (إِلَّا طَهَارَة) وَيذكر الله تَعَالَى مَا أمكنه وَأَن يقل عِنْد النّوم اللَّهُمَّ أَرِنِي رُؤْيا صَادِقَة صَالِحَة غير كَاذِبَة، سارة، غير مَحْزَنَة نَافِع غير ضارة ثمَّ يضجع عَليّ يَمِينه مَا أمكنه، ذَلِك أَو على يسَاره أَو على ظَهره وَلَا ينَام منبطحاً على وَجه بِحَال من الْأَحْوَال، فَإِن ذَلِك لَا يسْتَحبّ فَإِذا اسْتَيْقَظَ من نَومه وَقد رَأْي رُؤْيا يكرهها تحول على يسَاره وتفل ثَلَاثًا، وَيَقُول سُبْحَانَ من وجلت مِنْهُ الْقُلُوب وارتعدت من هَيْبَة عَظمته وخشعت لَهُ الْأَصْوَات وعنت لَهُ الْوُجُوه، أعوذ بعزه الله وجلاله مِمَّا يُصِيبنِي من رُؤْيا شَيْء أكرهه من أَمر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك، من خير هَذِه الرُّؤْيَا وَأَعُوذ بك من شَرها فَإِنَّهَا لَا تضره إِن شَاءَ الله تَعَالَى، فصل فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ المعبرون من الْأَدَب وَألا لِأَن، أعلم أَنه يجب عَليّ من
/ ب يتعاطى صناعَة التَّعْبِير أَن يلبس لِبَاس التَّقْوَى، ويصن نَفسه عَن الشُّبُهَات ويهذب أخلاقه عَن الْمَحْظُورَات، ويحافظ على فَرَائض الله تَعَالَى، وَسنة نبيه مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم، ويواظب على النّظر فِي كتب المقدمين من أهل النّظر، بالعبارة مصفحاً عَن أصولهم حَافِظًا لَهَا لَيْلًا يشتبهه عَلَيْهِ شَيْء مِنْهَا وَقت الْحَاجة، إِلَيْهِ وَيَنْبَغِي لَهُ أَن يكون صَادِقا كريم الطَّبْع عفيفاً متواضعاً رفيعاً، كَاتِما للسّره حَلِيمًا عَاقِلا أديباً، فطناً لبيباً عَالما بِالْقُرْآنِ ومعانيه وأخبار الرَّسُول ومباينة، متثبتاً عِنْد المشكلات والمتشابهات وَلَا يخفي عَلَيْهِ لُغَات الْعَرَب وألفاظها وَأَشْعَارهَا وأمثالها، ونوادرها، والأقاويل الناقلين، وَمن سواهُم من الفائقين وَلَا اخْتِلَاف المعبرين من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ثمَّ يتَمَسَّك بهَا وَلَا يصرف عَنْهَا إِلَّا بِمَا (يفادها) فَإِنَّهُ إِذا سلك هَذِه السَّبِيل إجتمع لَهُ فِي صناعته كل آله، وهانت عَلَيْهِ الْعبارَة وذله المستضعف مِنْهَا وَحكم لَهُ بِالصَّوَابِ، فِيمَا يَقُوله، ويفعله إِن شَاءَ الله