المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (الذين يظاهرون منكم من نسائهم - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٥٤

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة المجادلة [1]

- ‌تفسير قوله تعالى: (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها

- ‌ثبوت صفة السمع والبصر لله، وتعزيز مبدأ المراقبة له سبحانه

- ‌سبب نزول الآيات الأولى من سورة المجادلة وفيمن نزلت

- ‌تفسير قوله تعالى: (الذين يظاهرون منكم من نسائهم

- ‌دعوة أصحاب الكبائر إلى التوبة وعدم اليأس من رحمة الله

- ‌تفسير قوله تعالى: (فمن لم يجد فصيام شهرين

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من قتل جرادة أثناء العمرة ولم يذكر التحريم

- ‌معنى العج والثج

- ‌رجل سافر مع إحدى زوجتيه هل يقضي للأخرى أيامها

- ‌حكم من تلفظ بالطلاق وهو في حالة تفكير عميق

- ‌حكم أخذ المرتب أثناء العطلة الصيفية

- ‌حكم الاستمناء وكيفية الابتعاد منه

- ‌حكم تعاطي ما يمنع الحمل لإتمام الرضاع

- ‌حكم حلق الشارب

- ‌حكم من سرق شيئاً قبل البلوغ وأراد التوبة

- ‌حكم الجمع بين تحية المسجد وسنة الوضوء

- ‌حكم الصفرة والكدرة بعد الطهر وقبله

- ‌حكم زيارة المقابر في يومي الخميس والجمعة

- ‌عدم لزوم صلاة الظهر لمن طهرت بعد المغرب بقليل

- ‌حكم إزالة المرأة الشعر من الرجل واليد وما بين الحاجبين

- ‌عدم ثبوت ذكر معين عند إقامة الصلاة

- ‌حكم من رضع مرتين مع امرأة وأراد التزوج بابنتها

- ‌حكم صوم يوم السبت تطوعاً

- ‌حقيقة النهي في حديث: لا تصوموا السبت

- ‌عدم صحة حديث: إخفاء الخطبة وإعلان النكاح

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (الذين يظاهرون منكم من نسائهم

‌تفسير قوله تعالى: (الذين يظاهرون منكم من نسائهم

.)

قال تعالى: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} [المجادلة:2] أي: الذي يقول لزوجته ما كان أهل الجاهلية يقولونه: أنت عليّ كظهر أمي، أي: أنت محرمة عليّ كما أنه يحرم عليّ أن آتي أمي وأجامعها، فأنت كذلك، وعبر بالظهر؛ لكونه المركوب، وإلا الذي يركب هو البطن في الغالب.

{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} [المجادلة:2]، في قوله:(من نسائهم) إبطال لكل ظهار على غير الزوجة، فإذا قال رجل من الناس: فلانة عليّ كظهر أمي إن تزوجتها، فلا اعتبار لهذا الكلام؛ لأنها ليست من نسائه، وربنا يقول:{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} [المجادلة:2] ، ثم إنه قبل أن يتزوجها هي محرمة عليه، إن لم يكن التحريم كتحريم الأم، فاستفيد من الآية: أن المظاهر من غير امرأته لا اعتبار لظهاره، وكذلك مطلق غير امرأته، كمن يقول: فلانة طالق إن تزوجتها، كذلك يأخذ نفس الحكم.

{الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} [المجادلة:2] أي: الذي يقول لزوجته: أنت عليّ كظهر أمي، كذاب، فزوجته ليست هي أمه.

{إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُم} [المجادلة:2] يعني: أمك هي التي ولدتك، ولا يعكر على هذا قوله تعالى:{وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب:6] فأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهاتنا في المحرمية، ولسن أمهاتنا من النسب، ولكنهن محرمات علينا تحريماً أبدياً كتحريم الأمهات، كما قال تعالى:{وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب:53]، لكن ليس مقتضى هذه المحرمية أننا نراهن؛ فتحريم رؤيتهن استنبط من دليل آخر ألا وهو:{َإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنّ} [الأحزاب:53] .

قال تعالى: {إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُم} [المجادلة:2] ، ويستنبط من هذه الآية منع التبني بالنسبة للنساء، فكون امرأة تأتي وتلتقط طفلاً وتنسبه إليها على أنه لها ولد فهذا باطل، فكما أن الله حرم التبني بالنسبة للرجال بقوله:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ} [الأحزاب:5] ، كذلك الأمر بالنسبة للنساء.

{إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ} [المجادلة:2] أي: المظاهرون الجهلة، {لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة:2] أي: يقولون قولاً كذباً ومنكراً ومزوراً.

{وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} [المجادلة:2] ، فالظهار فضلاً عن الأحكام الفقهية المترتبة عليه هو في نفسه إثم، لكونه قولاً منكراً وقولاً وزوراً.

ص: 5