المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (أعد الله لهم عذابا شديدا - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٥٦

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة المجادلة [3]

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول

- ‌بعض المسائل المعاصرة تحتاج إلى اجتهاد لتنظيمها

- ‌تفسير قوله تعالى: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات

- ‌تفسير قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم

- ‌المقصود من قوله: (ما هم منكم ولا منهم

- ‌تفسير قوله تعالى: (أعد الله لهم عذاباً شديداً

- ‌تفسير قوله تعالى: (اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله

- ‌صور الصد عن سبيل الله

- ‌تفسير قوله تعالى: (لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم

- ‌تفسير قوله تعالى: (يوم يبعثهم الله جميعاً

- ‌تفسير قوله تعالى: (استحوذ عليهم الشيطان

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن الذين يحادون الله ورسوله

- ‌تفسير قوله تعالى: (لا تجد قوماً يؤمنون بالله

- ‌ذكر بعض أسباب نزول الآية وبيان ضعفها

- ‌الأسئلة

- ‌التوفيق بين حديث ابن عباس وأحاديث وجوب صلاة الجماعة

- ‌حكم بناء القبر بالطوب الأحمر

- ‌حكم الجمعيات التعاونية والمسابقات

- ‌حكم حديث: (لا عزاء فوق ثلاث)

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (أعد الله لهم عذابا شديدا

‌تفسير قوله تعالى: (أعد الله لهم عذاباً شديداً

.)

قال الله تعالى: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [المجادلة:15]، أي: ساء هذا الفعل وساء هذا الصنيع.

فالآية إذاً ذمت كل من يتولى اليهود، ويلحق بهم كل من يتولى الكفار أو النصارى ويناصرهم، ويؤازرهم، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على ذلك، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة:51] أي: يا من آمنتم بي وصدقتم رسلي، وأقررتم بكتبي.

{لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة:51-52]، وقال الله سبحانه وتعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء:144]، أي: أتريدون أن تجعلوا لله سبباً يسلط عليكم بسببه العذاب؟ وقال الله سبحانه: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة:4] الآيات، وقال سبحانه:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29]، وقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا} [آل عمران:118]، أي: لا يقصرون في إغوائكم وإضلالكم: {وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ} [آل عمران: 118]، أي: رغبوا في نزول العنت والمشقة بكم، {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ * هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران:118-119] ، وقال سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة:54-55] ، هؤلاء هم أولياؤكم، {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة:56] ، والآيات في هذا الباب لا تكاد تحصر، فالله سبحانه وتعالى يقول في شأن المنافقين الذين اتخذوا الكافرين أو اليهود أولياء:{أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [المجادلة:15]، أي: ساء صنيعهم من اتخاذهم اليهود أولياء من دون المؤمنين، ساء صنيعهم من موالاتهم اليهود والنصارى.

ص: 7