المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين نافقوا - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٥٨

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة الحشر [2]

- ‌تفسير قوله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ

- ‌مدح الله للأنصار بالإيثار

- ‌ذم الشح والبخل

- ‌حق السلف على الخلف

- ‌القلوب أوعية يصرفها الله عز وجل

- ‌تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا

- ‌الغفلة عن الله تعالى تورث جبناً وحرصاً على الحياة

- ‌الأسئلة

- ‌الرخص والتوسع في الأخذ بها

- ‌أخذ الأم من مال بنتها خفية

- ‌المشي مع المرأة لأجل خطبتها

- ‌حديث قدسي، ومدى صحته

- ‌البيع والشراء في المسجد

- ‌النوم عن صلاة الفجر مع أخذ الاحتياط لها

- ‌الفرق بين الآفاق والأفَّاك

- ‌أحاديث وزيادات، ومدى صحتها

- ‌الوضوء عند قراءة القرآن

- ‌المدن الجامعية وسكن الطالبات فيها

- ‌تشبيك الأصابع في المسجد والصلاة، والوارد في ذلك

- ‌تفسير الألوسي تحت الضوء

- ‌حكم الطلاق بعد العقد خشية الظلم والضرر

- ‌ما للمرأة إذا طلقت قبل الدخول عليها

- ‌تجهيز البنت للزواج ومعارضته لأداء فريضة الحج

- ‌الوارد في جبن المؤمن

- ‌نفاق الأعمال ونفاق الاعتقاد

- ‌حمل العصا وأصله في نظر الشرع

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين نافقوا

‌تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا

.)

قال تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الحشر:11] .

قوله تعالى: (أَلَمْ تَر) هذه الجملة تأتي أحياناً بمعنى: (ألم تعلم) ، وأحياناً يراد بها الرؤية بالبصر، فمن الأول قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ} [البقرة:246] ، والرسول صلى الله عليه وسلم ما رآهم، وكذلك قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} [البقرة:243]، ومن الثاني قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ} [الفيل:1] ، فقد ذكر بعض العلماء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مميزاً أثناء هذه الحادثة.

قوله تعالى: (أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ) أي: إن طُردتم من بلادكم (لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ) أي: من يطلب منا شيئاً في شأنكم فلن نطيعه أبداً، بل سنؤازركم، وسنواليكم، وسنناصركم، قال تعالى:{وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الحشر:11] .

ثم قال تعالى: {لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} [الحشر:12] هذا عام في عموم أهل الكفر، فأهل الكفر هذا شأنهم، بعضهم يبغض بعضاً ولا يحبه وإن أظهر ذلك، كما قال الله سبحانه وتعالى:{تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} [الحشر:14]، أي: تحسبهم مجتمعين في الظاهر لكن قلوبهم متفرقة، وكما قال سبحانه:{فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة:14]، يقول العلماء في تفسير قوله تعالى:(فَأَغْرَيْنَا) : كأن العداوة والبغضاء بينهم أُلصِقت بالغراء، فكأن القلوب أُثبِتت بها العداوة والبغضاء كما أن الخشب يضم إلى بعضه ويلصق بالغراء، فهي ثابتة في قلوبهم تجاه بعضهم.

وكذلك عموم أهل الظلم، يجلسون جميعاً، ثم بعد التفرق كلٌ يلعن الآخر ويسب الآخر، وكل يخون صاحبه في الغالب، ومنهم الذين يضحكون ويسخرون من أهل الإيمان.

ص: 8