المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٦٦

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة الطلاق

- ‌معنى الطلاق ومشروعيته

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ

- ‌الحكمة من إبقاء الزوجة المطلقة في بيت زوجها

- ‌حقيقة الفاحشة المبينة وأحكامها

- ‌معنى إحصاء العدة في الطلاق وما يتعلق بها من أحكام

- ‌عدم جواز خروج المطلقة من بيت زوجها حال العدة

- ‌حكم الطلاق المعلق وأقسامه

- ‌حكم الطلاق ثلاثاً في مجلس واحد

- ‌ذكر الطلاق السني وتفسير القرء بالطهر

- ‌بيان مسألة اعتبار الطلاق البدعي وحكمه

- ‌لا تجب مراجعة المطلقة في حيض

- ‌تفسير قوله تعالى: (فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ

- ‌حكم الإشهاد في الطلاق والرجعة وصفة الشهود

- ‌حقيقة الإمساك بمعروف والمفارقة بمعروف

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ

- ‌حكم طلاق الغضبان وأقسامه

- ‌تفسير قوله تعالى: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ

- ‌نفقات المطلقات من الحوامل وسكناهن

- ‌حكم إرضاع الطفل من أمه المطلقة

- ‌تفسير قوله تعالى: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ

- ‌تفسير قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا

- ‌الأسئلة

- ‌حكم بقاء المطلقة ثلاثاً مع مطلقها في بيت واحد وخدمتها له

- ‌حكم من عُقد بها ثم طلقت قبل دخول زوجها عليها

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها

‌تفسير قوله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا

.)

ثم قال الله سبحانه وتعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} [الطلاق:8] .

من العلماء من يقول: إن سور الكتاب العزيز تتعدد فيها أصول الدين، فالسورة الواحدة تأتي الأحكام فيها، ثم تتبع بالتحذير من المعاصي والتحذير من ارتكاب الكبائر وانتهاك حرمات الله، ثم تتبع بتبشير أهل الإيمان بالجنات، وهذا في سورة الطلاق واضح.

ذكر الله سبحانه وتعالى قرى عتت عن أمر ربها، أي: بالغت في الطغيان فقال: {وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ} [الطلاق:8] و (كأين) هنا للتكثير كما في قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ} [آل عمران:146] .

{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا} [الطلاق:8] ، وقد يكون العتو عن أمر الله وعن أمر رسله في مسائل الطلاق كذلك، قد ترفض أمم شرعة الطلاق التي شرعها الله سبحانه وتعالى، وسنة الطلاق التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلتؤذن حينئذٍ بهذه الآيات:{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} [الطلاق:8-10] يا أصحاب العقول! {الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا} [الطلاق:10-11] ، وكلها آيات تقدم معناها.

{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} [الطلاق:12] أي: من الأرض سبع أرضين كما في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: (من ظلم شبراً من الأرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين) .

{يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} [الطلاق:12] .

وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى.

ص: 23