المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معنى قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السموات) الآية - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٧٧

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة المزمل [1]

- ‌تفسير قوله تعالى: (يا أيها المزمل

- ‌حكم تعلم علم التجويد

- ‌جواز الزيادة على إحدى عشرة ركعة في قيام الليل

- ‌فضل قيام الليل من الكتاب والسنة

- ‌تفسير قوله تعالى: (إنا سنلقي عليك قولاً

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن ناشئة الليل

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن لك في النهار سبحاً

- ‌تفسير قوله تعالى: (واذكر اسم ربك

- ‌تفسير قوله تعالى: (واصبر على ما يقولون

- ‌تفسير قوله تعالى: (وذرني والمكذبين

- ‌تفسير قوله تعالى: (يوم ترجف

- ‌الأسئلة

- ‌هل ورد في فضل صيام شهر رجب شيء

- ‌ما المحرم من الخنزير

- ‌ما حال حديث: (الجنة تحت أقدام الأمهات)

- ‌حكم تكرار السورة القصيرة في الركعة الواحدة

- ‌ما المراد باليوم في قوله: (اليوم أكملت لكم)

- ‌حديث: (يأتي امرؤ القيس يوم القيامة يحمل لواء الشعراء إلى النار)

- ‌حكم الغناء للأطفال بدون آلات موسيقية

- ‌الحور العين للرجال في الجنة، فما يكون للنساء

- ‌حديث: (شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس)

- ‌حكم التوفير البريدي

- ‌ما معنى قولهم: (ولو أذن له لاختصينا)

- ‌معنى قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السموات) الآية

- ‌حكم الجلالة

الفصل: ‌معنى قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السموات) الآية

‌معنى قوله تعالى: (خالدين فيها ما دامت السموات) الآية

‌السؤال

ما معنى قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود:107] ؟

‌الجواب

قد شاء الله أن يكونوا خالدين أبداً، هذه الآية كما أسلفنا من الآيات التي وقع بسببها بعض أهل العلم في بعض ما يخالف منهج أهل السنة والجماعة، فمنهج أهل السنة في الجنة والنار: أن الجنة تبقى دائماً أبداً، والنار كذلك، فمن العلماء من قال: إن النار ستفنى لهذه الآية: {خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود:107]، فقال: إن النار ستفنى، واستدل أيضاً بقوله تعالى:{لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [النبأ:23] ، وقد أجيب على مثل هذا التوهم بما فيه الكفاية، وحاصله أن قوله:{خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ} [هود:107] قد شاء الله ألا يخرجوا منها كما قال تعالى: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [الحجر:48] ، فالمشيئة هنا بينتها آيات أخرى تبين عدم خروجهم من النار، وأن الله شاء ألا يخرجوا، كقوله تعالى:{كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [النساء:56]، {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} [الزخرف:77] ، هذا قول، والقول الآخر: أنها في عصاة المؤمنين الذين كانوا من الأشقياء في الدنيا لكنهم أهل توحيد ولم يغفر لهم، فيبقون في النار إلى أن يشاء الله ثم يخرجوا منها.

أما قوله: {لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} [النبأ:23]، فلا دليل فيه على فناء النار؛ لأن الله قال:{لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا} [النبأ:23-24] أي: هم لا يأكلون في الأحقاب، فلا يذوقون البرد ولا الشراب {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ:25] ، وماذا بعد الأحقاب؟ بعدها:{فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} [النبأ:30] .

ص: 25