المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تفسير قوله تعالى: (وثيابك فطهر) - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٧٨

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة المزمل [2] وسورة المدثر [1]

- ‌تفسير قوله تعالى: (فكيف تتقون إن كفرتم

- ‌تفسير قوله تعالى: (السماء منفطر به

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك

- ‌تفسير القرض الحسن

- ‌معنى الضرب في الأرض

- ‌حكم قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌معنى قوله تعالى: (علم أن لن تحصوه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ياأيها المدثر)

- ‌أقوال العلماء في أول الآيات نزولاً

- ‌سبب الاقتصار على الإنذار في قوله تعالى: (قم فأنذر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وثيابك فطهر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والرجز فاهجر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإذا نقر في الناقور

- ‌تفسير قوله تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيداً)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم إزالة الشعر أثناء الدورة الشهرية

- ‌حكم إلقاء الشعر المزال في دورة المياه أو سلة المهملات

- ‌حكم مصافحة أم الزوجة وخالتها

- ‌حديث: الشريد الثقفي: (استنشدني النبي عليه الصلاة والسلام شعر أمية بن أبي الصلت

- ‌هل عدم محبة الأنصار ينفي الإيمان

- ‌حكم الصلاة في الثوب الواحد

- ‌حكم مصافحة النساء من غير المحارم

- ‌حكم زواج الرجل من ابنة امرأة زنى بأمها

- ‌حكم قراءة القرآن بدون مراعاة أحكام التجويد

- ‌حكم قراءة القرآن بدون وضوء

- ‌حكم الاجتماع للتعزية في بيت الميت

- ‌حكم المظاهرات

الفصل: ‌تفسير قوله تعالى: (وثيابك فطهر)

‌تفسير قوله تعالى: (وثيابك فطهر)

قال الله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر:4] ما المراد بتطهير الثياب هنا؟ من أهل العلم من حملها على ظاهرها وقال: هذا أمر بطهارة الثياب.

وقيل: المقام مقام حثٍ على الدعوة، فلابد في مستهلها من طهارة القلب من الشرك، وطهارة النفس من الخبث، وكانت العرب تقول على الرجل الوفي في تعاملاته: نظيف الثياب، كما قال الشاعر: فإني بحمد الله لا ثوب غازل لبست ولا من غبرة أتقنع فمراده بقوله: فإني بحمد الله لا ثوب غازل لبست؛ أي: لا ثوب فاجر لبست، ولا من غبرة أتقنع، أي: أنه نظيف لم يغدر بأحد ولم يفجر.

فطهارة الثياب فسرت هنا بمعنيين: بمعنى طهارة الثياب حقيقة، وبمعنى تزكية النفس وطهارتها والبعد عن الرذائل.

وهنا مسألة: هل يشترط لصحة الصلاة طهارة الثوب؟ طهارة الثوب على التحقيق واجب مستقل من الواجبات، فإذا صلى شخص بثوب عليه نجاسة، هل الصلاة صحيحة أم ليست بصحيحة؟ فالتحقيق في المسألة -والله أعلم-: أن الصلاة صحيحة ويأثم على عدم تطهير الثوب إن كان لم يطهره عمداً، وإن كان لم يطهره سهواً فلا شيء عليه، والصلاة أيضاً صحيحة، ومما يدل على ذلك:(أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه، فخلع نعليه في الصلاة، فخلع الصحابة نعالهم، فلما انقضت الصلاة، سألهم النبي: لم خلعتم نعالكم؟ قالوا: رأيناك خلعت فخلعنا، قال: إن جبريل أتاني فأخبرني أن فيهما أذىً) ، ولم يعد الرسول التكبيرة التي كبرها والركعات التي ركعها وهو مرتدياً لذلك النعل الذي فيه أذى، فدل ذلك على صحة التكبيرة، ولو كانت الصلاة باطلة لخرج النبي وكبر للصلاة من جديد، فلما لم يفعل ذلك دل على أن من دخل في الصلاة وعلى ثوبه نجاسة وهو لا يشعر، وصلى أن الصلاة صحيحة ولا تعاد، أما من دخل الصلاة وفي ثوبه نجاسة وهو يعلم، فهذا آثم بمخالفته لقول الله تعالى:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} [المدثر:4] ، لكن الصلاة صحيحة، وإثم المخالفة مستقل، والله سبحانه وتعالى أعلم، وهذه مسائل لا تخلو من نزاع، كمسائل الأرض المغصوبة وغيرها من المسائل ومسألة الأرض المغصوبة هي: مثلاً شخص اغتصب أرضاً، فجاء قوم وصلوا في هذه الأرض وهم يعلمون أنها مغصوبة، هل الصلاة باطلة أم صحيحة؟ فيها نزاع قائم بين العلماء، والذي يظهر -والله أعلم- أن الصلاة صحيحة، وإثم اغتصاب الأرض والمساعدة على الإثم والعدوان فيها إثم قائم مستقل، والله أعلم.

ص: 12