المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أقوال العلماء في أول الآيات نزولا - سلسلة التفسير لمصطفى العدوي - جـ ٧٨

[مصطفى العدوي]

فهرس الكتاب

- ‌تفسير سورة المزمل [2] وسورة المدثر [1]

- ‌تفسير قوله تعالى: (فكيف تتقون إن كفرتم

- ‌تفسير قوله تعالى: (السماء منفطر به

- ‌تفسير قوله تعالى: (إن ربك يعلم أنك

- ‌تفسير القرض الحسن

- ‌معنى الضرب في الأرض

- ‌حكم قراءة الفاتحة في الصلاة

- ‌معنى قوله تعالى: (علم أن لن تحصوه)

- ‌تفسير قوله تعالى: (ياأيها المدثر)

- ‌أقوال العلماء في أول الآيات نزولاً

- ‌سبب الاقتصار على الإنذار في قوله تعالى: (قم فأنذر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وثيابك فطهر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (والرجز فاهجر)

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإذا نقر في الناقور

- ‌تفسير قوله تعالى: (ذرني ومن خلقت وحيداً)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم إزالة الشعر أثناء الدورة الشهرية

- ‌حكم إلقاء الشعر المزال في دورة المياه أو سلة المهملات

- ‌حكم مصافحة أم الزوجة وخالتها

- ‌حديث: الشريد الثقفي: (استنشدني النبي عليه الصلاة والسلام شعر أمية بن أبي الصلت

- ‌هل عدم محبة الأنصار ينفي الإيمان

- ‌حكم الصلاة في الثوب الواحد

- ‌حكم مصافحة النساء من غير المحارم

- ‌حكم زواج الرجل من ابنة امرأة زنى بأمها

- ‌حكم قراءة القرآن بدون مراعاة أحكام التجويد

- ‌حكم قراءة القرآن بدون وضوء

- ‌حكم الاجتماع للتعزية في بيت الميت

- ‌حكم المظاهرات

الفصل: ‌أقوال العلماء في أول الآيات نزولا

‌أقوال العلماء في أول الآيات نزولاً

قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: إن هذه هي أول سورة نزلت من كتاب الله، وخالفه الجمهور في ذلك فقالوا: إن أول سورة نزلت هي سورة العلق، وذلك عندما جاء الملك إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ! فكرر عليه: اقرأ، فرد عليه: ما أنا بقارئ! حتى قال له: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ} [العلق:1-2] .

فالجمهور على أن أول سورة نزلت من كتاب الله هي العلق، ومن العلماء من قال: إن أول سورة نزلت من كتاب الله هي: سورة المدثر، ومنهم جابر بن عبد الله الصحابي، وجمع فريق من العلماء بين القولين بأن قال: إن أول ما نزل على رسول الله هي سورة العلق، ثم فتر الوحي، فبعد مدة نزل على رسول الله سورة المدثر، فالصحابي الذي قال: إن أول ما نزل على الرسول عليه الصلاة والسلام هي سورة المدثر، قال ذلك باعتبار النزول الثاني، أي: أول ما نزل على رسول الله بعد الانقطاع سورة المدثر، أو قال ذلك بحسب علمه، والله أعلم.

الخلاصة: إما أن يقال: إن الصحابي أراد بقوله: إن أول ما نزل على الرسول عليه الصلاة والسلام سورة المدثر: أي بعد انقطاع وفتور الوحي مدة، أو يقال: إن الصحابي قال هذا بحسب علمه رضي الله تعالى عنه.

أما المدثر فمعناها أيضاً: المزمل، فالمدثر: هو الذي تدثر بثيابه، أي: التف في ثيابه، وكما أسلفنا أن العرب كانوا إذا أرادوا أن يتلطفوا مع شخص في الخطاب ينادونه بصفة هي ملابسة له، كأن يقولون:(قم يا نومان!) ، أو (قم يا أبا التراب) ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم هذا، أما الأول فقاله لـ حذيفة بن اليمان يوم الخندق:(قم يا نومان!) ، والثاني قاله لـ علي لما كان مغاضباً لـ فاطمة رضي الله عنهما.

قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} [المدثر:1] أي: يا أيها الذي تدثر بثيابه وتلفف فيها وتغطى، قم من نومك واترك غطاءك وفراشك، (قُمْ فَأَنذِرْ) .

ص: 10