المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌قصة موت أبي طالب

- ‌أبو طالب وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة

- ‌شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة بعمه أبي طالب

- ‌عبر وعظات من موت أبي طالب

- ‌أحكام من مات على الكفر

- ‌عدم جواز الاستغفار للكافر

- ‌الحرص على هداية الأقارب خاصة

- ‌نصرة الكافر لدين الله

- ‌هداية التوفيق والإلهام بيد الله

- ‌استغلال أوقات الشدة في الدعوة

- ‌قبول التوبة ما لم يغرغر صاحبها

- ‌أثر قرناء السوء حتى عند الموت

- ‌سنة التدافع بين الحق والباطل

- ‌اقتداء النبي عليه الصلاة والسلام بإبراهيم في استغفاره لأبيه وأمه

- ‌معنى لا إله إلا الله

- ‌الأعمال بالخواتيم

- ‌الأسئلة

- ‌تطيب النساء عند الخروج

- ‌حكم الجماعة الثانية للعشاء مع وجود جماعة التراويح

- ‌الصدقة دون علم المتصدق عنه

- ‌إقناع النفس بأنها أفضل من غيرها

- ‌السبب الحقيقي لغزوة بني النضير

- ‌إعطاء الزكاة لمن لا يكفيه راتبه

- ‌أخذ النقود من الوالد دون علمه

- ‌قراءة المأموم بالفاتحة خلف الإمام

- ‌فائدة شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لعمه

- ‌وجه اتخاذ النبي أبا طالب ناصراً له ومعيناً

- ‌كتاب نهج البلاغة

- ‌رد المرأة على الهاتف

- ‌زيارة العديل لمنزل عديله

- ‌البسملة في أوائل السور

- ‌استقبال القبلة عند قراءة القرآن

الفصل: ‌معنى لا إله إلا الله

‌معنى لا إله إلا الله

نأتي إلى فائدة عظيمة وهي: معنى لا إله إلا الله، لو قال شخص: حسناً! وماذا كان يُقدم أو يُؤخر لو أن أبا طالب قال: لا إله إلا الله وتنتهي المشكلة؟ لماذا أصرَّ أبو جهل وصاحبه على منع أبي طالب من أن يقول الكلمة؟ مع أنه سيقول فقط كلمة ويموت، أو عبارة ويموت؟! الإجابة: لأن أبا جهل وصاحبه يعلمان معنى (لا إله إلا الله) أكثر مما يعلمها اليوم كثيرٌ من المسلمين.

لماذا أبو جهل لم يترك أبا طالب يقول: لا إله إلا الله! وهي كلمة ثم يموت ويذهب؟ لأن أبا جهل يعلم أن هذه الكلمة معناها: الانخلاع من الطواغيت، الكفر بهبل واللات والعزى ومناة، الكفر بالآلهة كلها هذه التي عند الكعبة، والاعتقاد فقط بأن الله وحده هو المستحقٌ للعبادة، وأن لا إله إلا الله هي متضمنة للكفر بما يعبد من دون الله، وأن لا إله إلا الله ليست مجرد كلمة باللسان بل كان معناها عند الكفار واضح جداً وهي الانتقال من دين إلى دين، والدخول في هذا الدين الجديد، ولا معبود بحق إلا الله.

أي: عندما يشهد الإنسان أنه لا إله إلا الله، وأنه لا معبود بحق إلا الله، معناها: أنه يَكْفُر بجميع ما عُبد من دون الله.

معناها أنه يُعلن البراءة من أديان الكُفر وملله، ومن الأصنام والطواغيت والأنداد التي تعبد من دون الله، وأن هذه الكلمة تتضمن وتقتضي توحيد الله بالعبادة، وصرف العبادة لله فقط، إنهم كانوا يفقهون معناها فقهاً كبيراً، وكانوا يعرفون ماذا تعني شهادة أن لا إله إلا الله، ولذلك كانوا يصرون على منع أبي طالب من قولها.

وفي الحديث بيان أن لا إله إلا الله ليست مجرد كلمة، وإنما اعتقادٌ بمعناها أيضاً، وأن المطلوب من أبي طالب لم يكن مطلوباً منه فقط أن يقولها بلسانه، وإنما أن يعتقد معناها أيضاً، ولذلك أصرّ أبو جهل وصاحبه، وبالتالي لم يتكلم أبو طالب بها؛ لأنها كانت تعني كما يقول: لو قلتها، سيترتب عليها أشياء، والأشياء التي ستترتب عليها سأعاب بها ويذمني قومي ويلومونني ويسبونني، ويقولون: قالها خوف الموت ترك ملة أبيه، فهذا كله من عظمة كلمة:(لا إله إلا الله) وأن معناها بخلاف ما يظنه كثيرٌ من الناس أنها مجرد كلمة، ليست القضية قضية تلفظ فقط، وإنما اعتقاد لمعنى لا إله إلا الله، وأن بعض الكفار أعرف بتفسيرها من بعض المسلمين.

ص: 15