الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الرابع: معوقات الدعوة
المطلب الأول: معوقات نفسية
الفهم الخاطئ لقوة الشخصية:
حين يفهم المعلم قوة الشخصية فهما خاطئا فيسيطر عليه هذا الهاجس؛ فسيؤثر هذا الفهم على أدائه الدور المنتظر منه.
ويبدأ هذا المعلم بتطبيق النظريات التي أخذها ممن سبقه في هذا المجال، فالابتسامة ممنوعة والكلام حرام والضرب بالعصا حتم واجب.
وكل هذا يبعد بين الطالب والمعلم.
الحواجز المصطنعة:
يضع المعلم حاجزا نفسيا بينه وبين الطلاب فهو لا يتحدث ولا يدعو إلا الطلاب المتدينين فقط، وقد يزيد الأمر سوء إن كان لا يحدث ولا يدعو إلا فئة معينة من المتدينين، وأما باقي الطلاب أي المئات الآخرين فهو صاد عنهم وعابس في وجوههم.
النظرة المتشائمة أو هلك الطلاب:
قال الشيخ محمد الدويش: لا جدل أن واقع الشباب اليوم لا يسر مسلما وأن شقة الانحراف قد اتسعت لتشمل رقعة واسعة من خارطة حياة الشباب المعاصرة، ولا جدال أن المسافة بين واقع الشباب اليوم وبين ما يجب أن يكون عليه ليست قريبة بحال.
ولكن أيعني ذلك أن الخير قد أفل نجمه؟ وأن الشر قد استبد بالناس أليست هناك صفحات أخرى من حياة أولئك المعرضين غير هذه الصفحات الكالحات؟ .
ألم يقرأ هذا وأمثاله ما أخرجه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا قَالَ الرَّجُلُ هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ» ؟ .
قال النووي رحمه الله: اتفق العلماء على أن هذا الذم إنما هو فيمن قاله على سبيل الإزراء على الناس، واحتقارهم، وتفضيل نفسه عليهم، وتقبيح أحوالهم، لأنه لا يعلم سر الله في خلقه. قالوا: فأما من قال ذلك تحزنا لما يرى في نفسه وفي الناس من النقص في أمر الدين فلا بأس عليه.
وقال الخطابي رحمه الله: معناه لا يزال الرجل يعيب الناس، ويذكر مساويهم، ويقول: فسد الناس، وهلكوا، ونحو ذلك فإذا فعل ذلك فهو أهلكهم أي أسوأ حالا منهم بما يلحقه من الإثم في عيبهم، والوقيعة فيهم، وربما أداه ذلك إلى العجب بنفسه، ورؤيته أنه خير منهم.
قال سيد قطب رحمه الله: حين نعتزل الناس لأننا نحس أننا أطهر منهم روحا، أو أطيب منهم قلبا، أو أرحب منهم نفسا أو أذكى منهم عقلا لا نكون قد صنعنا شيئا كبيرا
…
لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبيل وأقلها مؤونة!
إن العظمة الحقيقية: أن نخالط هؤلاء الناس مشبعين بروح السماحة والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم، وروح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع!
إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ومثلنا السامية، أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقا.. إن التوفيق بين هذه المتناقضات وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد: هو العظمة الحقيقية!