المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كلام أهل البيت في أبي بكر وعمر - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - جـ ٧

[اللالكائي]

فهرس الكتاب

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِي فِي كَيْفَ السِّحْرُ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَنَّ إِبْلِيسَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَرَوْنَ مَنْ يُرِيهِمُ اللَّهُ لَا كَمَا زَعَمَتِ الْمُبْتَدِعَةُ أَنَّ الْجِنَّ لَا حَقِيقَةَ لَهُمْ، وَأَنَّ إِبْلِيسَ كُلُّ رَجُلِ سُوءٍ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وَالْإِيمَانِ بِهِ خِلَافَ مَا قَالَتِ الْمُبْتَدِعَةُ: إِنَّ الدَّجَّالَ كُلُّ رَجُلٍ خَبِيثٍ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ وَالْأُمَرَاءِ وَمَنْعِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَوَارِجِ

- ‌بَابُ جِمَاعِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ مَعْرِفَةَ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ مِنَ السُّنَّةِ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَثِّ عَلَى حُبِّ الصَّحَابَةِ وَذِكْرِ مَحَاسِنِهِمْ، وَالتَّرَحُّمِ عَلَيْهِمْ، وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَالْكَفِّ عَنْ مَسَاوِئِهِمْ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَعِيدِ عَلَى مَنْ لَعَنَ الصَّحَابَةَ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ، أَوْ نَالَ مِنْهُمْ، وَتَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ دُعَاءِ السَّلَفِ الصَّالِحِ عَلَى اللَّعَّانِينَ، وَمَا أَظْهَرَ اللَّهُ مِنْ تَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ وَالنَّكَالِ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ السَّلَفِ فِي أَجْنَاسِ الْعُقُوبَاتِ وَالْحُدُودِ الَّتِي أَوْجَبُوهَا وَأَقَامُوهَا عَلَى مَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ جَلَدَ ثَلَاثِينَ سَوْطًا مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَنَّ ابْنَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ شَتَمَ الْمِقْدَادَ، فَهَمَّ عُمَرُ بِقَطْعِ لِسَانِهِ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: ذَرُونِي أَقْطَعْ لِسَانَ ابْنِي حَتَّى لَا يَجْتَرِئَ أَحَدٌ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ وَتَرْتِيبِ الْخِلَافَةِ وَكَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ

- ‌كَلَامُ أَهْلِ الْبَيْتِ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

- ‌قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

- ‌قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

- ‌قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

- ‌قَوْلُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

- ‌قَوْلُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي أَبِي بَكْرٍ

- ‌قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ

- ‌سِيَاقِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عِنْدَمَا اسْتَخْلَفَهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنهم

- ‌فَضَائِلُ ابْنِ عُمَرَ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

الفصل: ‌كلام أهل البيت في أبي بكر وعمر

‌كَلَامُ أَهْلِ الْبَيْتِ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

ص: 1372

2453 -

أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ ثَوَّابٍ، قَالَ: نا أَزْهَرُ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ شَدَّادٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَفْضَلُنَا أَبُو بَكْرٍ

ص: 1372

2454 -

أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْرٍ، قَالَ: نا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ فِي نَاسٍ نَتَرَحَّمُ عَلَى عُمَرَ حِينَ وُضِعَ عَلَى سَرِيرِهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِي، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَنْكِبِي، فَتَرَحَّمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: مَا مِنْ أَحَدٍ أُحِبُّ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِ عَمَلِهِ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْهُ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَظُنُّ لَيَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَ صَاحِبَيْكَ؛ فَإِنِّي كُنْتُ كَثِيرًا أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«كُنْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، وَفَعَلْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ» ، فَظَنَنْتُ أَنْ يَجْعَلَكَ اللَّهُ مَعَهُمَا. فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ " أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ

ص: 1372

2455 -

أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ، قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، قَالَ: نا أَبُو عُمَرَ هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ بْنِ هِلَالٍ، نا أَبُو الْعَلَاءِ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الْأَزْرَقِ، قَالَ: نا أَبُو سِنَانٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: وَافَقْنَا مِنْ عَلِيٍّ ذَاتَ يَوْمٍ طِيبَ نَفْسٍ وَمِزَاجٍ، فَقُلْنَا لَهُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، حَدِّثْنَا عَنْ أَصْحَابِكَ خَاصَّةً. قَالَ: كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 1373⦘

أَصْحَابِي. فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ. قَالَ: ذَاكَ امْرُؤٌ أَسْمَاهُ اللَّهُ صِدِّيقًا عَلَى لِسَانِ جِبْرِيلَ وَلِسَانِ مُحَمَّدٍ، كَانَ خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ عَلَى الصَّلَاةِ، رَضِيَهُ لِدِينِنَا، وَرَضِينَاهُ لِدُنْيَانَا

ص: 1372

2456 -

أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ الرِّيَاحِيُّ، قَالَ: أنا أَبِي قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ، قَالَ: مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنَ الشِّيعَةِ يَتَنَاوَلُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَيَنْتَقِصَونَهُمَا، فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَرَرْتُ بِنَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِكَ يَذْكُرُونَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بِغَيْرِ الَّذِي هُمَا لَهُ أَهْلٌ، وَلَوْلَا أَنَّهُمْ يَرَوْنَ أَنَّكَ تُضْمِرُ لَهُمَا عَلَى مِثْلِ مَا أَعْلَنُوا مَا اجْتَرَءُوا عَلَى ذَلِكَ. قَالَ عَلِيٌّ: أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُضْمِرَ لَهُمَا إِلَّا الَّذِي نَخْتَارُ عَلَيْهِ الْمُضِيَّ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَضْمَرَ لَهُمَا إِلَّا الْحَسَنَ الْجَمِيلَ، أَخَوَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبَاهُ وَوَزِيرَاهُ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا. ثُمَّ نَهَضَ دَامِعَ الْعَيْنَيْنِ يَبْكِي قَابِضًا عَلَى يَدِي حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، وَجَلَسَ عَلَيْهِ مُتَمَكِّنًا قَابِضًا عَلَى لِحْيَتِهِ، وَهُوَ يَنْظُرُ فِيهَا، وَهِيَ بَيْضَاءُ حَتَّى اجْتَمَعَ لَهُ النَّاسُ، ثُمَّ قَامَ فَتَشَهَّدَ بِخُطْبَةٍ مُوجَزَةٍ بَلِيغَةٍ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَذْكُرُونَ سَيِّدَيْ قُرَيْشٍ وَأَبَوَيِ الْمُسْلِمِينَ مَا أَنَا عَنْهُ مُتَنَزِّهٌ، وَمِمَّا قَالُوهُ بَرِيءٌ، وَعَلَى مَا قَالُوا مُعَاقِبٌ ، أَمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَا يُحِبُّهُمَا إِلَّا مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَلَا يُبْغِضُهُمَا إِلَّا فَاجِرٌ رَدِيءٌ، صَحِبَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الصِّدْقِ وَالْوَفَاءِ، يَأْمُرَانِ وَيَنْهَيَانِ، وَيُعْفِيَانِ وَيُعَاقِبَانِ، فَمَا يُجَاوِزَانِ فِيمَا يَصْنَعَانِ رَأْيَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَرَى كَرَأْيِهِمَا رَأْيًا، وَلَا يُحِبُّ كَحُبِّهِمَا أَحَدًا ، مَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ رَاضٍ عَنْهُمَا، وَمَضَيَا وَالْمُؤْمِنُونَ عَنْهُمَا رَاضُونَ ، أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَلَاةِ الْمُؤْمِنِينَ، فَصَلَّى بِهِمْ تِسْعَةَ أَيَّامٍ

⦗ص: 1374⦘

فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ، وَاخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، وَلَّاهُ الْمُؤْمِنُونَ ذَلِكَ، وَفَوَّضُوا إِلَيْهِ الزَّكَاةَ؛ لِأَنَّهُمَا مَقْرُونَتَانِ، ثُمَّ أَعْطَوْهُ الْبَيْعَةَ طَائِعِينَ غَيْرَ مُكْرَهِينَ، أَنَا أَوَّلُ مَنْ سَنَّ لَهُ ذَلِكَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ لِذَلِكَ كَارِهٌ يَوَدُّ أَنَّ أَحَدًا مِنَّا كَفَاهُ ذَلِكَ، وَكَانَ وَاللَّهِ خَيْرَ مَنْ بَقِيَ، أَرْحَمَهُ رَحْمَةً، وَأَرْأَفَهُ رَأْفَةً، وَأَكْيَسَهُ وَرَعًا، وَأَقْدَمَهُ سِنًّا وَإِسْلَامًا، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمِيكَائِيلَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً، وَبِإِبْرَاهِيمَ عَفْوًا وَوَقَارًا، فَسَارَ بِسِيرَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَضَى عَلَى ذَلِكَ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، ثُمَّ وَلِيَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ عُمَرُ، فَاسْتَأْمَرَ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ، فَمِنْهُمْ مَنْ رَضِيَ، وَمِنْهُمْ مِنْ كَرِهَ، وَكُنْتُ فِيمَنْ رَضِيَ، فَلَمْ يُفَارِقْ عُمَرُ الدُّنْيَا حَتَّى رَضِيَ بِهِ مَنْ كَانَ كَرِهَهُ، فَأَقَامَ الْأَمْرَ عَلَى مِنْهَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَاحِبِهِ ، يَتَّبِعُ آثَارَهُمَا كَمَا يَتَّبِّعُ الْفَصِيلُ أَثَرَ أُمِّهِ، فَكَانَ وَاللَّهِ رَقِيقًا رَحِيمًا بِالضُّعَفَاءِ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عَوْنًا، وَنَاصِرًا لِلْمَظْلُومِينَ عَلَى الظَّالِمِينَ، لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ، وَضَرَبَ اللَّهُ بِالْحَقِّ عَلَى لِسَانِهِ، وَجَعَلَ الصِّدْقَ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى إِنْ كُنَّا لَنَظُنُّ أَنَّ مَلَكًا يَنْطِقُ عَلَى لِسَانِهِ، أَعَزَّ اللَّهُ بِإِسْلَامِهِ الْإِسْلَامَ، وَجَعَلَ هِجْرَتَهُ لِلدِّينِ قِوَامًا، أَلْقَى لَهُ فِي قُلُوبِ الْمُنَافِقِينَ الرَّهْبَةَ، وَفِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ الْمَحَبَّةَ، شَبَّهَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجِبْرِيلَ فَظًّا غَلِيظًا عَلَى الْأَعْدَاءِ، وَبِنُوحٍ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَنِيفًا مُغْتَاظًا عَلَى الْكَافِرِينَ، الضَّرَاءُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ آثَرُ عِنْدَهُ مِنَ السَّرَّاءِ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَمَنْ لَكُمْ بِمِثْلِهِمَا رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَرَزَقَنَا الْمُضِيَّ عَلَى سَبِيلِهِمَا، فَإِنَّهُ لَا يُبْلَغُ مَبْلَغُهُمَا إِلَّا بِاتِّبَاعِ آثَارِهِمَا وَالْحُبِّ لَهُمَا، فَمَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّهُمَا، وَمَنْ لَمْ يُحِبَّهُمَا فَقَدْ أَبْغَضَنِي، وَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَلَوْ كُنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي أَمْرِهِمَا لَعَاقَبْتُ عَلَى هَذَا أَشَدَّ الْعُقُوبَةِ، وَلَكِنْ لَا يَنْبَغِي أَنْ أُعَاقِبَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ، أَلَا فَمَنْ أُتِيتُ بِهِ يَقُولُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ إِنَّ عَلَيْهِ مَا عَلَى الْمُفْتَرِي ، أَلَا وَخَيْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ، ثُمَّ

⦗ص: 1375⦘

اللَّهُ أَعْلَمُ بِالْخَيْرِ أَيْنَ هُوَ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَيَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ

ص: 1373

2457 -

أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ، قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا أَبُو الْعَوَّامِ، قَالَ: نا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ بِالْبُكَاءِ وَدُهِشَ الْقَوْمُ، كَيَوْمِ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بَاكِيًا مُسْتَرْجِعًا، وَهُوَ يَقُولُ: الْيَوْمَ انْقَطَعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ. حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْبَيْتِ الَّذِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا بَكْرٍ، كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلَامًا، وَأَخْلَصَهُمْ إِيمَانًا، وَأَشَدَّهُمْ نَفْسًا، وَأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ، وَأَعْظَمَهُمْ غِنًى، وَأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَحْدَبَهُمْ عَلَى الْإِسْلَامِ، وَآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِهِ، أَحْسَنَهُمْ صُحْبَةً، وَأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ، وَأَكْبَرَهُمْ سَوَابِقَ، وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً ، وَأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِهِ، وَأَشْبَهَهُمْ بِهِ هَدْيًا وَخُلُقًا وَسَمْتًا وَفِعْلًا، وأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَكْرَمَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَوْثَقَهُمْ عِنْدَهُ ، جَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَعَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ، صَدَّقْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ كَذَّبَهُ النَّاسُ، فَسَمَّاكَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ صِدِّيقًا {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} [الزمر: 33] : مُحَمَّدٌ، {وَصَدَّقَ بِهِ} [الزمر: 33] : أَبُو بَكْرٍ، آسَيْتَهُ حِينَ يَخْلُو، وَقُمْتَ مَعَهُ حِينَ عَنْهُ قَعَدُوا، صَحِبْتَهُ فِي الشِّدَّةِ أَكْرَمَ الصُّحْبَةِ ثَانِيَ اثْنَيْنِ، وَصَاحِبَهُ وَالْمُنَزَّلَ عَلَيْهِ السَّكِينَةُ، رَفِيقَهُ فِي الْهِجْرَةِ وَمَوَاطِنِ الْكُرْهِ، خَلَفْتَهُ فِي أُمَّتِهِ أَحْسَنَ الْخِلَافَةِ حِينَ ارْتَدَّ النَّاسُ، وَقُمْتَ بِدِينِ اللَّهِ قِيَامًا لَمْ يَقُمْهُ خَلِيفَةُ نَبِيٍّ قَطُّ، قَوِيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُكَ، وَبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا، وَنَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا، وَلَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِهِ إِذْ هَمَّ أَصْحَابُهُ ، كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقًّا تُنَازِعُ وَلَمْ تُصَدَّعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ، وَصِغَرِ الْفَاسِقِينَ، وَغَيْظِ الْمُنَافِقِينَ، وَكُرْهِ

⦗ص: 1376⦘

الْحَاسِدِينَ، قُمْتَ بِالْأُمَّةِ حِينَ فَشِلُوا، وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا، وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، اتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وَكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتًا، وَأَعْلَاهُمْ قُوَّةً، وَأَقَلَّهُمْ كَلَامًا، وَأَصْوَنَهُمْ مَنْطِقًا، أَطْوَلَهُمْ صَمْتًا، وَأَبْلَغَهُمْ قَوْلًا ، كُنْتَ أَكْبَرَهُمْ رَأْيَا، وَأَشْجَعَهُمْ قَلْبًا، وَأَشَدَّهُمْ يَقِينًا، وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلًا، وَأَعْرَفَهُمْ بِالْأُمُورِ، كُنْتَ وَاللَّهِ لِلدِّينِ يَعْسُوبًا أَوَّلًا حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، وَأَخِيرًا حِينَ أَقْبَلُوا ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَبًا رَحِيمًا إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالًا، فَحَمَلْتَ أَثْقَالًا عَنْهَا ضَعُفُوا، وَحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا، فَرَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا، وَشَمَّرْتَ إِذْ خَنَعُوا، وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا، وَصَبَرْتَ إِذْ جَزِعُوا أَدْرَكْتَ مَا طَلَبُوا، وَنَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَابًا صَبًّا وَلَهَبًا، وَلِلْمُسْلِمِينَ غَيْثًا وَخِصْبًا؛ فَطِرْتَ وَاللَّهِ بِغَنَائِهَا، وَفُزْتَ بِحِبَائِهَا، وَذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا، أَحْرَزْتَ سَوَابِقَهَا، لَمْ تَفْلِلْ حُجَّتُكَ، وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ، وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ، وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ وَلَمْ تَخُنْ، كُنْتَ كَالْجَبَلِ لَا تُحَرِّكُهُ الْعَوَّاصِفُ، وَلَا تُزِيلُهُ الْقَوَاصِفُ، كُنْتَ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْهِ فِي صُحْبَتِكَ وَذَاتِ يَدِكَ، وَكَمَا قَالَ ضَعِيفًا فِي بَدَنِكَ، قَوِيًّا فِي أَمْرِ اللَّهِ، مُتَوَاضِعًا فِي نَفْسِكَ، عَظِيمًا عِنْدَ اللَّهِ، جَلِيلًا فِي الْأَرْضِ، كَبِيرًا عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ، لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ، وَلَا لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ، وَلَا لِأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ، وَلَا عِنْدَكَ هَوَادَةٌ لِأَحَدٍ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ، وَالْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ ، بَيَانُكَ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَحَزْمٌ، وَرَأْيُكَ عِلْمٌ وَعَزْمٌ، فَأَقْلَعْتَ وَقَدْ نُهِجَ السَّبِيلُ، وَسَهُلَ الْعَسِيرُ، وَأُطْفِيَتِ النِّيرَانُ، فَاعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ، وَقَوِيَ الْإِيمَانُ، وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وَثَبَتَ الْإِسْلَامُ وَالْمُؤْمِنُونَ؛ فَسَبَقْتَ وَاللَّهِ سَبْقًا بَعِيدًا، وَأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَبًا شَدِيدًا، وَفُزْتَ بِالْخَيْرِ فَوْزًا مُبِينًا؛ فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ، وَعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي

⦗ص: 1377⦘

السَّمَاءِ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الْأَنَامَ؛ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ، رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ، وَسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ، فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِثْلَكَ أَبَدًا، كُنْتَ لِلدِّيْنِ عِزًّا وَكَهْفًا، وَلِلْمُؤْمِنِينَ عِزًّا وَفَيْئَةً وَأُنْسًا، وَعَلَى الْمُنَافِقِينَ غِلْظَةً وَغَيْظًا؛ فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّكَ، وَلَا حَرَمَنَا أَجْرَكَ، وَلَا أَضَلَّنَا بَعْدَكَ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. وَسَكَتَ النَّاسُ حَتَّى انْقَضَى كَلَامُهُ، ثُمَّ بَكَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالُوا: صَدَقْتَ يَا خَتَنَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

ص: 1375

2458 -

سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَحْمَدَ الْفَرَائِضِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْأَبْهَرِيَّ الْفَقِيهَ يَقُولُ: دَخَلْتُ إِلَى أَبِي الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحِ بْنِ أُمِّ شَيْبَانَ الْقَاضِي لِتَهْنِئَتِهِ فِي بَعْضِ الْأَعْيَادِ، فَدَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ نَافِعٍ لِتَهْنِئَتِهِ، فَتَحَدَّثَ فَقَالَ: اجْتَمَعْتُ مَعَ أَبِي طَاهِرٍ الْعَلَوِيِّ، فَقَالَ: أُحِبُّ أَنْ تُخْرِجَ لِي حَدِيثَ أُسَيْدِ بْنِ صَفْوَانَ ، يَعْنِي قَوْلَ عَلِيٍّ فِي أَبِي بَكْرٍ حِينَ مَاتَ، قَالَ: فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَلَمَّا صِرْتُ إِلَى مَنْزِلِي، فَكَّرْتُ فِي نَفْسِي، وَقُلْتُ: رَجُلٌ عَلَوِيٌّ، وَفَضِيلَةٌ لِأَبِي بَكْرٍ لَا آمَنُهُ ، أَوْ مَعْنَى هَذَا، قَالَ: وَكُنْتُ صَحِبْتُ أَبَا الْفَضْلِ بْنَ عَبْدِ السَّمِيعِ الْهَاشِمِيَّ إِمَامَ سَامَرَّاءَ فِي كُتُبِ الْحَدِيثِ وَالْعِلْمِ، فَإِذَا أَنَا بِهِ يَدُقُّ عَلَيَّ الْبَابَ فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ فِي السَّحَرِ، فَفَتَحْتُ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ لِي: مَا الَّذِي أَحْدَثْتَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا أَحْدَثْتُ أَمْرًا وَلَا مَكْرُوهًا، قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ كَأَنِّي أَنَا وَأَنْتَ دَخَلْنَا مَسْجِدَ الْجَامِعِ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الرُّوَاقِ الَّذِي بَيْنَ الصَّحْنَيْنِ وَحَوْلَهُ أَصْحَابُهُ، فَسَلَّمْتُ أَنَا عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ، وَسَلَّمْتَ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْكَ. . .، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ مِمَّنْ لَا يُتَّهَمُ، قَالَ: فَقَالَ لِيَ: إِنَّهُ كَمَا قُلْتَ، وَلَكِنَّهُ قَدْ ضَجَعَ، قَالَ عَبْدُ الْبَاقِي: فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي كَانَ مِنِّي وَمِنِ ابْنِ طَاهِرٍ، فَقَالَ لِي: أَخْرِجْهُ وَاحْمِلْهُ إِلَيْهِ هَذَا لَفْظُهُ وَمَعْنَاهُ

ص: 1377