المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج - شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة - جـ ٧

[اللالكائي]

فهرس الكتاب

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِي فِي كَيْفَ السِّحْرُ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي أَنَّ إِبْلِيسَ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يَرَوْنَ مَنْ يُرِيهِمُ اللَّهُ لَا كَمَا زَعَمَتِ الْمُبْتَدِعَةُ أَنَّ الْجِنَّ لَا حَقِيقَةَ لَهُمْ، وَأَنَّ إِبْلِيسَ كُلُّ رَجُلِ سُوءٍ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خُرُوجِ الدَّجَّالِ وَالْإِيمَانِ بِهِ خِلَافَ مَا قَالَتِ الْمُبْتَدِعَةُ: إِنَّ الدَّجَّالَ كُلُّ رَجُلٍ خَبِيثٍ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ وَالْأُمَرَاءِ وَمَنْعِ الْخُرُوجِ عَلَيْهِمْ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَوَارِجِ

- ‌بَابُ جِمَاعِ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي أَنَّ مَعْرِفَةَ فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ مِنَ السُّنَّةِ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْحَثِّ عَلَى حُبِّ الصَّحَابَةِ وَذِكْرِ مَحَاسِنِهِمْ، وَالتَّرَحُّمِ عَلَيْهِمْ، وَالِاسْتِغْفَارِ لَهُمْ، وَالْكَفِّ عَنْ مَسَاوِئِهِمْ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْوَعِيدِ عَلَى مَنْ لَعَنَ الصَّحَابَةَ أَوْ تَنَقَّصَهُمْ، أَوْ نَالَ مِنْهُمْ، وَتَتَبَّعَ عَوْرَاتِهِمْ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ مِنْ دُعَاءِ السَّلَفِ الصَّالِحِ عَلَى اللَّعَّانِينَ، وَمَا أَظْهَرَ اللَّهُ مِنْ تَعْجِيلِ الْعُقُوبَةِ وَالنَّكَالِ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ أَكْثَرُ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ السَّلَفِ فِي أَجْنَاسِ الْعُقُوبَاتِ وَالْحُدُودِ الَّتِي أَوْجَبُوهَا وَأَقَامُوهَا عَلَى مَنْ سَبَّ الصَّحَابَةَ رُوِيَ عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ جَلَدَ ثَلَاثِينَ سَوْطًا مَنْ خَرَجَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَنَّ ابْنَهُ عُبَيْدَ اللَّهِ شَتَمَ الْمِقْدَادَ، فَهَمَّ عُمَرُ بِقَطْعِ لِسَانِهِ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ: ذَرُونِي أَقْطَعْ لِسَانَ ابْنِي حَتَّى لَا يَجْتَرِئَ أَحَدٌ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رِضْوَانُ اللَّهُ عَلَيْهِ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ وَتَرْتِيبِ الْخِلَافَةِ وَكَيْفِيَّةِ الْبَيْعَةِ

- ‌كَلَامُ أَهْلِ الْبَيْتِ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ

- ‌قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ

- ‌قَوْلُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

- ‌قَوْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ

- ‌قَوْلُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ

- ‌قَوْلُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي أَبِي بَكْرٍ

- ‌قَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ

- ‌سِيَاقِ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضَائِلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عِنْدَمَا اسْتَخْلَفَهُ خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنهم

- ‌فَضَائِلُ ابْنِ عُمَرَ

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ فِي تَرْتِيبِ خِلَافَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي فَضَائِلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

الفصل: ‌سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج

‌سِيَاقُ مَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَوَارِجِ

ص: 1303

2309 -

أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: نا سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ، قَالَ: نا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ

⦗ص: 1304⦘

، قَالَ: نا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي» ، أَوْ «سَيَكُونُ مِنْ بَعْدِي، قَوْمًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ عَنْ حُلُوقِهِمْ، يَخْرُجُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يَعُودُونَ فِيهِ ، هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ» . قَالَ سُلَيْمَانُ: وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ قَالَ: «سِيمَاهُمُ التَّحَالُقُ» . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الصَّامِتِ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَافِعِ بْنِ عَمْرٍو أَخِي الْحَكَمِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: وَأَنَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ

ص: 1303

2310 -

أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ، قَالَ: قُرِئَ عَلَى يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى وَأَنَا حَاضِرٌ أَسْمَعُ، قَالَ: أنا ابْنُ وَهْبٍ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَعَمَلَكُمْ مَعَ عَمَلِهِمْ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا تَرَى شَيْئًا، ثُمَّ تَنْظُرُ فِي الْقَدَحِ فَلَا تَرَى شَيْئًا، ثُمَّ تَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا تَرَى شَيْئًا، وَتَتَمَارَى فِي الْفُوَقِ»

⦗ص: 1305⦘

أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ، وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى

ص: 1304

2311 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «الْخَوَارِجُ كِلَابُ النَّارِ»

ص: 1305

2312 -

أنا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: أنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ، قَالَ: نا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: نا عَفَّانُ، قَالَ: نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: كُنَّا نُقَاتِلُ الْخَوَارِجَ وَهُمْ مِنْ ذَلِكَ الشَّطِّ وَنَحْنُ مِنْ ذَا الشَّطِّ، قَالَ: فَنَادَيْنَاهُ: أَبَا فَيْرُوزَ، وَيْحَكَ هَذَا مَوْلَاكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى، فَقَالَ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ: مَا يَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ؟ فَقُلْنَا: يَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ لَوْ هَاجَرَ، فَقَالَ: هِجْرَتِي بَعْدَ هِجْرَتِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ»

ص: 1305

2313 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغَوِيُّ، قَالَ: نا قَطَنُ بْنُ نُسَيْرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْوَارِثِ، قَالَ: نا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى: مَا فَعَلَ أَبُوكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ، فَقَالَ: عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ كِلَابُ النَّارِ، ثَلَاثًا، قَالَ: فَقُلْتُ: الْأَزَارِقَةُ خَاصَّةً، أَوِ الْخَوَارِجُ كُلُّهُمْ؟ قَالَ:«الْخَوَارِجُ كُلُّهُمْ كِلَابُ النَّارِ»

ص: 1306

2314 -

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ بِشْرٍ، قَالَ: نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ، قَالَ: نا أَبِي عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ قُرْطٍ اللَّيْثِيِّ، أَنَّهُ قَالَ لِلخَوَارِجِ حِينَ أَخَذُوهُ بِالْأَهْوَازِ: ارْضُوا مِنِّي بِمَا رَضِيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَسْلَمْتُ، قَالُوا: وَمَا رَضِيَ بِهِ مِنْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: أَتَيْتُهُ فَشَهِدْتُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنِّي، قَالَ: فَأَبَوْا، فَقَتَلُوهُ

ص: 1306

2315 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَا: أنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: نا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ، قَالَ: نا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْخَوَارِجُ، وَمَا يَلْقَوْنَ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: " لَيْسُوا بِأَشَدَّ اجْتِهَادًا مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، ثُمَّ هُمْ يَضِلُّونَ

ص: 1306

2316 -

أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ، قَالَ: أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: نا جَدِّي، يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ، قَالَ: نا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: نا الْأَصْمَعِيُّ، عَنِ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، قَالَ: قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ:

[البحر الوافر]

بَرِئْتُ مِنَ الْخَوَارِجِ لَسْتُ مِنْهُمْ

مِنَ الْغَزَّالِ مِنْهُمْ وَابْنِ بَابِ

وَمِنْ قَوْمٍ إِذَا ذَكَرُوا عَلِيًّا

يَرُدُّونَ السَّلَامَ عَلَى السَّحَابِ

وَلَكِنِّي أُحِبُّ بِكُلِّ قَلْبِي

وَأَعْلَمُ أَنَّ ذَاكَ مِنَ الصَّوَابِ

رَسُولَ اللَّهِ وَالصِّدِّيقَ حَقًّا

بِمَا أَرْجُو بِهِ حُسْنَ الثَّوَابِ

ص: 1307

2317 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْمُطَّوِّعِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ رحمه الله بِالرَّيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ الْأَصَمِّ يَقُولُ: طَافَ خَارِجِيَّانِ بِالْبَيْتِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ هَذَا الْخَلْقِ غَيْرِي وَغَيْرُكَ، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: " جَنَّةٌ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ بُنِيَتْ لِي وَلَكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَقَالَ: هِيَ لَكَ، وَتَرَكَ رَأْيَهُ

ص: 1307

سِيَاقُ مَا دَلَّ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَنَّ بَنِي آدَمَ خَيْرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ قَالَ اللَّهُ عز وجل: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34]، وَقَالَ تَعَالَى:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا} [غافر: 7]، وَقَالَ تَعَالَى:{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] ، وَرُوِيَ ذَلِكَ مِنَ التَّابِعِينَ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ

ص: 1308

2318 -

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ، قَالَ: نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُكْتِبُ، قَالَ: نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَيُّوبَ، قَالَ: نا صَالِحُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: نا أَبُو مَعْشَرٍ، قَالَ: نا مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ، قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رضي الله عنه بِخُنَاصِرَةَ، وَعِنْدَهُ

⦗ص: 1309⦘

أُمَيَّةُ، وَعَمْرُو بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، وَعِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ الْغِفَارِيُّ، فَتَمَارَوْا فَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَحَدٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنْ بَنِي آدَمَ، فَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: مَا أَحَدٌ أَكْرَمَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، قَالَ اللَّهُ عز وجل:{بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 27] ، وَمَا خَدَعَ إِبْلِيسُ آدَمَ عليه السلام إِلَّا بِالْمَلَائِكَةِ، فَقَالَ:{مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20] ، فَالْمَلَائِكَةُ أُمَنَاءُ اللَّهِ وَرُسُلُهُ وَخَزَنَةُ الدَّارِ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، قَالَ: فَقَالَ عُمَرُ رحمه الله: فَمَا تَقُولُ أَنْتَ يَا أَبَا حَمْزَةَ؟ فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ بِيَدِهِ، وَأَمَرَ مَلَائِكَتَهُ أَنْ يَسْجُدُوا لَهُ، وَجَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ أَنْبِيَاءَ وَرُسُلًا، وَجَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ مَنْ تَزُورُهُ الْمَلَائِكَةُ، قَالَ اللَّهُ عز وجل:{وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد: 23]، وَأَمَّا قَوْلُكُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] ، لَيْسَ هَذَا لِبَنِي آدَمَ خَاصَّةً، قَالَ اللَّهُ عز وجل:{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} [غافر: 7] ، وَالْمَلَائِكَةُ يُؤْمِنُونَ، وَقَالَ فِي سُورَةِ الْجِنِّ:{فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا} [الجن: 13]، ثُمَّ جَمَعَ الْخَلَائِقَ كُلَّهُمْ فَقَالَ عز وجل:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة: 7] ، فَهُمْ خَيْرُ الْمَلَإِ فِي الْجِنِّ وَالْإِنْسِ "

ص: 1308