الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني: الهمزة
تمهيد:
يجدر بنا أولا أن ننبه على أن هناك فرقًا بين الهمزة والألف اللينة، فالهمزة حرف يقبل جميع الحركات، مثل الهمزة المفتوحة في: أَجاب، والمكسورة في: إِجابة، والمضمومة في: أُجيب.
والهمزة تقع في أول الكلمة مثل: أخذ، إكرام، أسرة، وفي وسط الكلمة مثل: سأل، سئم، ضَؤل، وفي آخر الكلمة، مثل: بدأ، شاطئ، تكافؤ.
وأما الألف اللينة فهي امتداد صوتي ينشأ عن إشباع الفتحة فوق الحرف الذي قبلها، وهي تقع في وسط الكلمة، مثل: قال، ساعة، باب، وفي آخرها، مثل: دعا، رمى، مصطفى، مستشفى.
وهذه الألف لا تقبل الحركات؛ ولهذا تُقدَّر عليها حركات الإعراب، إذا كانت في آخر الكلمة المعربة.
الهمزة في أول الكلمة
الهمزة في أول الكلمة إما همزة وصل وإما همزة قطع:
فهمزة الوصل همزة يتوصل بها إلى النطق بالحرف الساكن وهي تظهر
في النطق حين نبدأ بنطق الكلمة التي وقعت هذه الهمزة في أولها، وتختفي من النطق حين تقع هذه الكلمة في وسط الكلام مثل الهمزة في: اجتهد، فتظهر في النطق حين نقول: اجتهد محمد، ولا تظهر حين نقول: محمد اجتهد، بوصل الكلمتين في النطق.
أما همزة القطع فتظهر في النطق حين نبدأ بنطق الكلمة التي وقعت هذه الهمزة
في أولها، وتظهر أيضا في النطق حين تأتي هذه الكلمة في وسط الكلام المتصل، مثل
همزة: أَقْبَل، فهي تظهر في النطق حين نقول: أقبل الناجح مسرورا، وكذلك حين نقول: الناجح أقبل مسرورا.
ولكل من همزة الوصل، وهمزة القطع، مواضع نوضحها فيما يلي:
مواضع همزة الوصل
أ- في الأسماء:
1-
الأسماء الستة الآتية: اسم، ابن، ابنة، ابنم، امرؤ، امرأة. وكذلك مثنى هذه الأسماء: اسمان، ابنان، ابنتان
…
والمنسوب إلى كلمة اسم: الموصول الاسمي والجملة الاسمية.
2-
الأسماء الثلاثة الآتية: اثنان، اثنتان، ايمن الله، ومختصرها: ايم الله.
3-
مصدر الفعل الخماسي، مثل: اجتماع، اتحاد، اشتراك، ابتداء، الامتحان، اتفاق، اختلاف، ادخار، ائتلاف، ابتسام، الانتظار، انتهاء.
4-
مصدر الفعل السداسي، مثل: استخراج، استقلال، استقبال، الاستقرار، اعشيشاب، الاستدلال، استيعاب، استحسان، الاستعداد، الاستشارة.
ب- في الأفعال:
1-
ماضي الخماسي، مثل: اجتمع، اتحد، اشترك، ابتدأ، امتحن، اتفق، اختلف، ادخر، ائتلف، ابتسم، انتظر، انتهى.
2-
ماضي السداسي، مثل: استخرج، استقل، استقبل، استقر، اعشوشب استدل، استوعب، استحسن، استعد، استشار.
3-
أمر الخماسي، مثل: اجْتهِد، اجتمِع، اتحِد، اشترِك، ابتدِئ، اتفِق، ادخِر، ابتسِم، انتظِر، انتهِ.
4-
أمر السداسي، مثل: استخرِج، استقِل، استقبِل، استقِر، استدِل، استوعِب.
5-
أمر الثلاثي، مثل: اكتبْ، اجلسْ، افتحْ، اذكرْ، ادعُ، انْهِ، اجْرِ.
جـ- في الحروف:
همزة: أل، مثل: التلميذ، الراعي، السابق، المشترك، الذي، التي، اللذان، اللتان، اللاتي، اللائي، الله.
ملاحظة:
ذكرنا سابقا أن همزة الوصل لا يُنطق بها إذا وقعت وسط كلام متصل
في النطق، وإذن فكل كلمة مبدوءة بأل التعريفية، وواقعة وسط كلام متصل لايصح أن ننطق بهمزة: أل، فيها.
ومن الأخطاء الصارخة التي يقع فيها كثير من المذيعين في هذه الأيام أنهم ينطقون بهمزة: أل -وهي همزة وصل- حين وصل الكلام، ويكثر ذلك إذا كانت الكلمة المعرفة بأل مسبوقة بحرف جر أو مضاف وكلاهما لا يتم به المعنى، فلا يوقف عليه، بل يوصل في النطق بما بعده، وإذن يجب أن تسقط همزة أل من النطق في هذه الحالة.
ومن أمثلة الخطأ في نطق هؤلاء المذيعين أنهم ينطقون: في أَلْشرق الأوسط، وفي أَلْجبهة، ويمهدون لهذا النطق الفاسد بوقفة خفيفة على كلمة: في.
وهذا تقليد طارئ فاسد، ابتدعه بعض العاملين في الإذاعة والتليفزيون، وانتقل -مع الأسف- إلى تلاميذ المدارس، وهم في ذلك معذورون؛ لأنهم إنما ينقلون عن أجهزة حكومية لها قوة التأثير.
والأدهى من ذلك أنهم ينطقون هذا النطق الفاسد إذا كان قبل الكلمة المعرفة بأل لام الجر، أو باء الجر فيقفون على هذه اللام أو هذه الباء، وكلتاهما حرف ضعيف مسكين، لا يقوى على النهوض إلا مستندًا إلى غيره، متشبثا بصدر كلمة أخرى تليه، وهو لهذا لا يحتمل أن نقطع عنه هذه العلاقة التي تسنده وتقيمه؛
لنقف عليه -مع ما في هذا الوقوف من ضغط وإثقال- وتنطق: لـ أَلْعمال، أو بـ أَلطّائرات الأمريكية، بل أحيانا يتعمدون الوقوف على أية كلمة قبل الكلمة التي فيها أل؛ ليتاح لهم نطق بهمزة: أل، وكأنما يخشون إذا وصلوا الكلام ولم يقفوا أن تطغى الكلمة السابقة على التي فيها أل وتطمسها، فتضيع منهم تلك البهجة والمتعة التي يجدونها في النطق بهذه الهمزة،
مثل: ولكن أمم ألشرق الأوسط، وجبهة ألْقناة.
ونحن لا نملك في هذا المقام إلا أن ندعوا الله أن يصلح ألسنة هؤلاء الناس، وأن يعصمنا من هذا الوباء، الذي أخذ يستشري ولم يُهِبّ له من المسئولين غيور يكافحه، ويصيح في وجه دعاته: أن اتبعوا الجادة في النطق أيها الناس، فأنتم في موضع الأُسوة والاقتداء، وليس الأمر في اللغة الحرية والسعة كما في أنماط الأزياء، يستحدث فيها من يشاء ما يشاء.
مواضع همزة القطع
أ- في الأسماء:
جميع الأسماء إلا ما تقدم ذكره في همزة الوصل، وذلك مثل: أب، أبوان، أبناء، أسماء، أخ، أخوان، أخوات، أعمال، أحمد، إبراهيم، أفضل، أشرف، ومثلها في الضمائر: أنا، أنت، أنتم، إياي، إيانا، إياكم، وفي الأدوات: إذا الشرطية، أي، إذ الظرفية.
وفي مصدر الثلاثي، مثل: أَسَف، ألم، أرق، أمل، الأسى، الأخذ.
وفي مصدر الرباعي، مثل: إسراع، إنقاذ، إرادة، الإجابة، إهمال، الإهانة إضافة، إيواء، إيلام، الإعادة، الإشارة، الإثارة.
ب- في الأفعال:
1-
ماضي الثلاثي المهموز، مثل: أبى، أتى، أرق، أزِف، أسف، أكل، أمن، أوى.
2-
ماضي الرباعي، مثل أبدى، أجرى، أحسن، أخاف، أسرع، أطال، أعلن، أعدّ، أظلم، أفسد، أكمل، ألْهَب، أمعن، أنْجَد، أهدى، أوصى، ألَحَّ.
3-
أمر الرباعي، مثل: أَسرِع، أجِب، أوقِد، أقبِل، أكمِل، أنجِد، ألقِ، أبدِ.
4-
همزة المضارعة، سواء أكان الماضي ثلاثيا، كما في: أكتب، أم رباعيا كما في: أسافر، أم خماسيا كما في: أختار، أم سداسيا، كما في: أستحسن.
جـ- في الحروف:
كل الحروف همزتها قطع ما عدا: أل (1) التعريفية، فهمزتها همزة وصل، وذلك مثل: همزة الاستفهام، همزة النداء، همزة التسوية، إذا التعليلية، أم، أو، أنْ، إنَّ، أنّ، ألا، إلى، أما، أيا، إلّا، إذما.
رسم الهمزة في أول الكلمة
1-
همزة الوصل ترسم ألفا فقط، أي: ليس فوقها ولا تحتها همزة، سواء أكانت في أول الكلام مثل: انقشع السحاب، أم في وسطه مثل: في اتحاد العرب قوة لهم، والاعتماد على النفس فضيلة.
ومن الخطأ ما نراه من وضع الهمزة فوق الألف أو تحتها في مثل: إجتمعت هيئة الإتحاد الإشتراكي، ومثل: الشئون الإجتماعية، ومثل: إشرح
(1) أل: في هذا المقام ومثله ليست للتعريف، ولكنها عَلَم على حرف معين فتكون اسما همزته همزة قطع وترسم على الألف.
كذا، أذكرْ سبب كذا، أكتبْ في واحد من الموضوعين، المدارس الإبتدائية.
2-
وهمزة القطع إذا وقعت في أول الكلام أو في وسطه تكتب ألفا فوقها همزة إذا كانت مفتوحة مثل: أراد أحمد أن أكون معه، أو كانت مضمومة، مثل: أُسرة، أُعلن، أُلبس الروض حُلّة من الزهر.
وتكتب ألفا تحتها همزة إذا كانت مكسورة مثل: إن إنصاف المظلومين واجب.
تعقيبات:
أ- قد تدخل بعض الحروف على الكلمة التي أولها همزة قطع، فتظل هذه الهمزة معتبرة كأنها في أول الكلمة، وتكتب فوق الألف أو تحتها حسب القاعدة السابقة، ومن هذه الحروف:
1-
أل، مثل: الأمن، الألفة، الإكرام.
2-
اللام الجارة إذا لم يَلِها: أنْ، المدغمة في: لا، مثل: لأصدقائه، لأمة العرب، لإنشاء مصنع، فإذا وليتها: أنْ، المدغمة في: لا، اعتبرت الهمزة متوسطة، وطبقت عليها قواعد رسم الهمزة المتوسطة كما سيأتي مثل: لئلا.
3-
لام التعليل ولام الجحود مثل: لأسمع، لأشارك، لأومن.
4-
لام الابتداء الداخلة على المبتدأ مثل: لأخوك أولى، لإشارةٌ منك تكفي، لألفةٌ تسود أسر العاملين خير من خلاف وشقاق.
أو الداخلة على الخبر، مثل: إن الحارس لأمين، إن الحراس لأمناء، إنها لإجابة مقنعة.
5-
لام القسم الداخلة على الفعل مثل: والله لأدعون إلى المشروع، ولأبينن فوائده.
6-
باء الجر مثل: ظفر المغني بإعجاب الحاضرين، وفاز بأحسن الجوائز، بأُسطوانة لأشهر المغنين.
7-
كاف الجر مثل: الأصدقاء المخلصون كإخوة، الطلبة في الفصل كأسرة، ربَّ معلم كأب.
8-
الفاء والواو مثل: أحمد وإبراهيم وأسامة مختلفون: فأحمد يقول ولا يفعل وإبراهيم يفعل ولا يقول، وأسامة يقول ويفعل.
9-
السين مثل: سأكون في وداع صديقي، وسأرسل إليه دائما.
10-
همزة الاستفهام المفتوح ما بعدها نحو: أأحضر غدا؟ أأصطحب أحدا؟
أما المكسور ما بعدها: فتعتبر همزة متوسطة، وتطبق عليها قواعد رسم الهمزة المتوسطة، أي أنها: ترسم على ياء في مثل: أئذا؟ أئفكا؟ أئله؟
والمضموم ما بعدها تعتبر همزة متوسطة، وتطبق عليها قواعد رسم الهمزة
المتوسطة، أي أنها: ترسم على واو في مثل: أؤلقى؟ أؤكرم الزائر؟ أؤجيب إلى طلبه؟
ب- إذا دخلت همزة الاستفهام على كلمة مبدوءة بهمزة وصل مكسورة حذفت همزة الوصل نطقا وكتابة مثل: أخترت كتابا؟ أي: هل اخترت كتابا؟ ومثل: أبْنك هذا؟ أي: هل ابنك هذا؟ أسمه علي؟ أي هل اسمه علي؟
وإذا كانت همزة الوصل مفتوحة بأن كانت همزة: أل، قلبت ألفا في