المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌محبته صلى الله عليه وسلم وطاعته - شرح العقيدة الطحاوية - ابن جبرين - جـ ١٤

[ابن جبرين]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العقيدة الطحاوية [14]

- ‌الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً

- ‌شرف وصف العبودية للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أقسام العبودية

- ‌طرق معرفة صدق النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌أحوال الأنبياء الدالة على صدقهم

- ‌المعجزات والخوارق

- ‌الشريعة المحكمة

- ‌وضوح كذب الكهان ونحوهم

- ‌القرائن الدالة على التمييز بين الصادق والكاذب

- ‌تفصيل الأحوال الدالة على صدق محمد صلى الله عليه وسلم

- ‌شهادة خديجة رضي الله تعالى عنها

- ‌شهادة ورقة بن نوفل

- ‌شهادة النجاشي رحمه الله تعالى

- ‌شهادة هرقل ملك الروم

- ‌الشهادة لمحمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة تمام للشهادة لله تعالى بالوحدانية

- ‌من لوازم الشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة

- ‌محبته صلى الله عليه وسلم وطاعته

- ‌الاقتداء والتأسي به صلى الله عليه وسلم

- ‌دلائل أخرى في إثبات نبوة الأنبياء

- ‌الأحوال والقرائن الدالة على صدقهم

- ‌بقاء الآيات الدالة على الأنبياء وأقوامهم

- ‌إخبارهم بما سيكون ووقوعه

الفصل: ‌محبته صلى الله عليه وسلم وطاعته

‌محبته صلى الله عليه وسلم وطاعته

وقد ذكر العلماء للنبي صلى الله عليه وسلم حقوقاً على أمته، فمن تلك الحقوق محبته التي أمر الله بها في قوله تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا} [التوبة:24] يعني: لا تقدموا محبة شيء على محبة الله ورسوله ومحبة الجهاد في سبيله.

وثبت في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من كن فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) إلى آخره، بدأ بمحبة الله ورسوله وقدمهما على غيرهما، وثبت أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم:(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ونفسه ووالده والناس أجمعين) .

ولاشك أن هذه المحبة لها علامات، ومن أظهر علاماتها الاتباع.

وقد أخبر الله تعالى أن اليهود ادعوا المحبة بقولهم: {نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة:18] فأنزل الله آية تسمى آية المحنة، هي قوله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31] ، امتحن الله من ادعى محبته بهذه الآية، فجعل لمحبة الله علامة ظاهرة، وهي اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وجعل لهذا الاتباع ثواباً، فقال:{يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران:31] أي: هذا ثوابكم، فإذا اتبعتم النبي صلى الله عليه وسلم أحبكم الله وغفر لكم ذنوبكم.

وقد ذكر الله عز وجل لاتباعه ثواباً آخر في قوله تعالى: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158] ، أمر بالإيمان به، ثم أمر باتباعه، ولذلك لا يكون صادقاً من لم يطعه، ولم يتبع سنته.

وقد ذكر شيخ الإسلام أن الله تعالى أمر بطاعته وطاعة رسوله في أكثر من أربعين موضعاً، إما أن يصرح بالفعل كقوله:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [المائدة:92]، وإما أن يعطف بالواو كقوله:{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ} [آل عمران:132] ، وإما أن يقتصر على طاعة الرسول؛ لأنه لا يأمر إلا بأمر الله، كقوله:{وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور:56] في عدة مواضع، ولاشك أن طاعته تستلزم اتباعه، فالأمر بالاتباع والأمر بالطاعة من متممات المحبة.

ص: 18