المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ضرر التعمق والبحث في القدر بأكثر مما ورد في النصوص - شرح العقيدة الطحاوية - ناصر العقل - جـ ٥٤

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العقيدة الطحاوية [54]

- ‌ضرر التعمق والبحث في القدر بأكثر مما ورد في النصوص

- ‌وجوب الحذر من الوساوس والخواطر المتعلقة بأمور الغيب

- ‌نشأة الوساوس في القدر ونحوه من أمور الغيب

- ‌نصوص في ذم الخوض في القدر والبحث فيه

- ‌مشابهة هذه الأمة لأهل الكتاب في الافتراق وبيان نصيب القدر من ذلك

- ‌دلالات في أحاديث الافتراق

- ‌الجزم بحصول الافتراق في الأمة

- ‌بقاء الافتراق والاختلاف إلى قيام الساعة

- ‌الفرق المخالفة المتوعدة غير خارجة من الملة

- ‌قيام مبنى العبودية والإيمان على التسليم وعدم الخوض في تفاصيل الحكمة في الأمر والنهي والشرع

- ‌أنواع العلم المفقود الذي لا يسع المكلف طلبه

- ‌الأسئلة

- ‌ثمرة الخلاف في كيفية حصول الميثاق

- ‌صور الميثاق عند الشيخ حافظ الحكمي

- ‌معنى الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌معنى الاستحسان في الأحكام الفرعية وحكمه

- ‌توجيه احتجاج علي وفاطمة بكون أنفسهما بيد الله في نومهما عن الصلاة

- ‌الموقف من اجتهادات المعتزلة ونحوهم في المسائل الفرعية

- ‌ذكر بعض ما يطيب به خاطر المصاب من القول

الفصل: ‌ضرر التعمق والبحث في القدر بأكثر مما ورد في النصوص

‌ضرر التعمق والبحث في القدر بأكثر مما ورد في النصوص

قال رحمه الله تعالى: [وقوله: (والتعمق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان) إلى آخره، التعمق: هو المبالغة في طلب الشيء.

والمعنى: أن المبالغة في طلب القدر والغوص في الكلام فيه ذريعة الخذلان، والذريعة: الوسيلة، والذريعة والدرجة والسلم متقاربة المعنى.

وكذلك الخذلان والحرمان والطغيان متقارب المعنى أيضاً، لكن الخذلان في مقابلة النصر، والحرمان في مقابلة الظفر، والطغيان في مقابلة الاستقامة].

يقصد بذلك أن الكلام في القدر بأكثر مما ورد في النص والتمادي في إثارة الشكوك وإثارة الأسئلة والإشكالات في القدر لا يزيد الإنسان علماً ولا يقيناً ولا إيماناً، فالقدر سر الله في خلقه، ولابد من الوقوف على ما جاء فيه من النصوص في الكتاب والسنة، ثم إن القدر لا يمكن لأحد من الخلق أن يأتي فيه بجواب بأكثر مما ورد عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم.

فتطاول العقول وتعمق الأفكار والوساوس في القدر لا يزيد الإنسان إلا خذلاناً، ولا يزيده إلا غواية وضلالة وبدعة وشكوكاً، وربما يصاب بشيء من الوساوس التي تبقى في نفسه فلا تمحى إلا بصعوبة، وربما تهلكه، فعلى أي حال: يجب على المسلم أن يحذر كل الحذر من إثارة الأسئلة والإشكالات في القدر، وإذا ثارت الأسئلة في أمر عارض فإن على الإنسان أولاً أن يعود إلى مبدأ التسليم، ويحاول أن يصرف ذهنه عما يرد إليه من شكوك وإشكالات، فإن استطاع وإلا فليحاول تلاوة آيات القدر وأحاديث القدر لعله بذلك يشفى قلبه، فإن لم يستطع فليسأل أهل العلم، فإن لم يصل إلى نتيجة فليضرع إلى الله عز وجل بأن يشفيه ويعافيه.

ص: 2