المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الموقف من اجتهادات المعتزلة ونحوهم في المسائل الفرعية - شرح العقيدة الطحاوية - ناصر العقل - جـ ٥٤

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌شرح العقيدة الطحاوية [54]

- ‌ضرر التعمق والبحث في القدر بأكثر مما ورد في النصوص

- ‌وجوب الحذر من الوساوس والخواطر المتعلقة بأمور الغيب

- ‌نشأة الوساوس في القدر ونحوه من أمور الغيب

- ‌نصوص في ذم الخوض في القدر والبحث فيه

- ‌مشابهة هذه الأمة لأهل الكتاب في الافتراق وبيان نصيب القدر من ذلك

- ‌دلالات في أحاديث الافتراق

- ‌الجزم بحصول الافتراق في الأمة

- ‌بقاء الافتراق والاختلاف إلى قيام الساعة

- ‌الفرق المخالفة المتوعدة غير خارجة من الملة

- ‌قيام مبنى العبودية والإيمان على التسليم وعدم الخوض في تفاصيل الحكمة في الأمر والنهي والشرع

- ‌أنواع العلم المفقود الذي لا يسع المكلف طلبه

- ‌الأسئلة

- ‌ثمرة الخلاف في كيفية حصول الميثاق

- ‌صور الميثاق عند الشيخ حافظ الحكمي

- ‌معنى الإيمان بالقدر خيره وشره

- ‌معنى الاستحسان في الأحكام الفرعية وحكمه

- ‌توجيه احتجاج علي وفاطمة بكون أنفسهما بيد الله في نومهما عن الصلاة

- ‌الموقف من اجتهادات المعتزلة ونحوهم في المسائل الفرعية

- ‌ذكر بعض ما يطيب به خاطر المصاب من القول

الفصل: ‌الموقف من اجتهادات المعتزلة ونحوهم في المسائل الفرعية

‌الموقف من اجتهادات المعتزلة ونحوهم في المسائل الفرعية

‌السؤال

بعض الطلاب في بعض الكليات ينقلون عن بعض الأساتذة أنه يقول: نحن نأخذ بآراء المعتزلة في الفقه ونوافقهم على ذلك إذا كان ذلك صحيحاً، ولكن لا نوافقهم في العقائد؟

‌الجواب

هناك قاعدة عامة عند السلف، وهي أن الحق يؤخذ من مصادره من الكتاب والسنة ومن آثار السلف الصالح، وأن هذا الحق قد يوافقه أهل الباطل فيأخذون به، فيؤخذ الحق لا لأنه منهم، لكن لأنه جاء من مصدره الصحيح وهو الكتاب والسنة، فعلى هذا قد يوافق قول أهل السنة قول المعتزلة أو بعض المعتزلة في الأحكام الاجتهادية، ولا يضر ذلك بقول أهل السنة والجماعة، ولا ينبغي أن يؤدي بهم إلى أن يعدلوا عن القول الحق بمجرد أن قاله المعتزلي، هذا أمر.

الأمر الآخر: أنه قد يكون اجتهاد كثير من المعتزلة في الأحكام موافقاً لاجتهاد السلف في مسائل الأحكام في الفقه وأصول الفقه واللغة وغيرها، وموافقتهم لهم لأنهم أخذوا بمصدر صحيح، وهو التلقي عن الكتاب والسنة، وقد يوافقون الحق قدراً، ومع ذلك لا يرد الحق لكونه جاء عن المعتزلة.

إذاً: الصحيح من هذا أنا قد نأخذ بالآراء الصائبة التي جاءت بأدلة صحيحة وإن قال بها المعتزلة، لكن لا نأخذها على أنها عنهم، بل نأخذها على أنها جاءت في الكتاب والسنة.

ثم إن هناك أمراً آخر يجب التنبه له، وهو أنه ما من حق قال به أهل الأهواء إلا وقد سبقهم إليه أهل السنة، وهذه قاعدة، فلا يمكن أن ينفردوا بقول حق، فأهل الأهواء قد يقولون الحق في كثير من الأمور الاجتهادية ويوافقون الحق، فإذا قالوا بالحق ووافقوه فلا يعني أنهم انفردوا به، بل لابد أن يكون موجوداً عند أهل السنة مثله وزيادة.

وهذه قاعدة من تصورها يسلم من مثل هذه الإشكالات، فعلى هذا أظن أن قول هذا الأستاذ صحيح إذا أحسنَّا الظن وأخذنا بالسلامة الأصلية في مشايخنا ومعلمينا، فصحيح أنا قد نوافق القول الحق عند المعتزلة إذا كان قولهم مبنياً على دليل صحيح يوافق ما كان عليه السلف في أمور الأحكام، أما في أمور العقائد فالمعتزلة الأصل فيهم الانحراف والابتداع، ولا تصح موافقة ما هم فيه؛ لأنه مخالفة للحق، إلا في بعض الجزئيات، فإنهم قد يوافقون الحق، وهذا لا يعد اكتشافاً منهم وانفراداً منهم بالحق، إنما هو اتباع اتبعوا به الحق عن قصد أو غير قصد.

ص: 19