المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إثبات الرؤية والنزول والميزان والحوض - شرح القصيدة اللامية لابن تيمية - عبد الرحيم السلمي - جـ ٤

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌[4]

- ‌إثبات الرؤية والنزول والميزان والحوض

- ‌إثبات رؤية الله تعالى يوم القيامة بالأدلة

- ‌إنكار المعتزلة للرؤية وأدلتهم

- ‌إنكار الأشاعرة للرؤية حقيقة وإثباتها اسماً

- ‌إثبات صفة النزول لله تعالى

- ‌إثبات الميزان

- ‌إثبات الحوض

- ‌إعراب الأبيات

- ‌الأسئلة

- ‌العمل بالحديث الحسن في العقائد

- ‌العمل بأحاديث الآحاد في العقائد

- ‌موضوع العمل بالعقل في العقيدة

- ‌حكم قول: لفظي بالقرآن مخلوق

- ‌الفرق بين متأخري الأشاعرة ومتقدميهم في الصفات

- ‌معنى: مستقر رحمة الله

- ‌الموقف ممن يقول بخلق القرآن

- ‌دلالة النصوص بين القطع والظن

- ‌شرط الندم على الذنب في التوبة

- ‌أجر المستمع للقرآن

- ‌حكم اتخاذ مصحف واحد للقراءة

- ‌حكم القراءة من المصحف في قيام الليل

- ‌وقت صلاة العشاء

- ‌رؤية الله متحققة لكل من دخل الجنة

- ‌حكم تصوير النساء في الأعراس والحفلات

- ‌حكم كثرة سماع الأناشيد

- ‌حكم الجلوس في مجالس الغيبة

- ‌أثر الرياء والوسواس في العبادة

- ‌من أسباب ظهور الفرق الضالة

- ‌حكم إنكار رؤية الله تعالى

- ‌الجمع بين المرور على الصراط والمنع من الحوض لمن منع منه

الفصل: ‌إثبات الرؤية والنزول والميزان والحوض

‌إثبات الرؤية والنزول والميزان والحوض

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: [والمؤمنون يرون حقاً ربهم وإلى السماء بغير كيف ينزل وأقر بالميزان والحوض الذي أرجو بأني منه رياً أنهل].

هذان البيتان مشتملان على أربع مسائل: المسألة الأولى: رؤية الله تعالى يوم القيامة.

المسألة الثانية: نزوله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا.

المسألة الثالثة: إثبات الميزان.

المسألة الرابعة: إثبات الحوض.

يقول: (والمؤمنون يرون حقاً ربهم) وذلك يوم القيامة، أما في الدنيا فإنهم لا يرونه سبحانه وتعالى، ولذلك عندما طلب موسى عليه السلام الرؤية في الدنيا قال الله سبحانه وتعالى له:((لَنْ تَرَانِي)) {قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف:143].

وقوله: (حقاً) هذا توكيد للرؤية يوم القيامة، وأن هذه الرؤية رؤية حقيقية، فالله سبحانه وتعالى نراه بأعيننا رؤية حقيقة، لكن هذه الرؤية ليست رؤية تامة بحيث أن الرائي يحيط بالمرئي، وإنما هي رؤية ليس فيها إدراك ولا إحاطة؛ ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى:{لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} [الأنعام:103]، فهو سبحانه وتعالى كبير عظيم لا يمكن للأبصار أن تدركه سبحانه وتعالى، ولكن المؤمنين يرونه يوم القيامة وفي ذلك سعادة عظيمة لهم.

قال: (وإلى السماء بغير كيف ينزل)، هذه من صفات الله عز وجل: أنه ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، وهذه الصفة لها كيفية لكننا لا نعلم هذه الكيفية ولا نعرفها، وإنما نعرف ونعلم المعنى المراد من النزول.

قوله: (وأقر بالميزان) وهذا سيأتي بيانه، وهو ميزان حقيقي توزن فيه أعمال العباد.

(والحوض) وهو حوض خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فيه ماء عظيم، من شرب منه شربة فإنه لا يظمأ بعدها أبداً.

يقول: (الذي أرجو بأني منه رياً أنهل) ويصح أن يقال: رِياً، يعني: يصح أن يكون بالفتح، ويصح أن يكون بالكسر، والاسم هو الرَي أو الرِي، وهو من الارتواء، وهو ضد الظمأ.

وقوله: (أنهل)، النهل هو الشرب الأول عند العرب.

هذا ما يتعلق بهذه الأبيات بشكل عام، أما من الناحية التفصيلية فنبدأ أولاً بمسألة الرؤية.

ص: 2