الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دليل هذه المسائل
…
الأدلة:
وَالدَّلِيلُ 1 قَوْلُهُ تَعَالَى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} .
ــ
وقال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} 1. وقال تعالى: {إ ِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} 2. وقال تعالى: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} 3. يعني اصبروا على طاعة الله وترك معصيته. واحذروا مخالفة أمره وارتكاب نهيه.
"1" وهذا هو الدليل على هذه المسائل الأربعة. ففي هذه السورة العظيمة الحجة لهذه الأمور وهذا هو الدين كله. فالدين كله إيمان وعمل ودعوة وصبر. إيمان بالحق وعمل به ودعوة إليه وصبر على الأذى فيه والناس كلهم في خسارة {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} 4 الآية. أي الذين استثناهم الله فجميع بني آدم في خسران وعلى طريق الهلاك إِلَاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ، وتواصوا بالصبر. فهؤلاء هم الرابحون، وهم السعداء. وقد أقسم الله على هذا بقوله:{وَالْعَصْرِ} 5 وهو
1 سورة النحل، جزء من الآية:127.
2 سورة الزمر، جزء من الآية:10.
3 سورة الأنفال، جزء من الآية:46.
4 سورة العصر، جزء من الآية:3.
5 سورة العصر، آية:1.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
الصادق سبحانه وتعالى وإن لم يقسم، ولكن أقسم لتأكيد المقام. والله سبحانه وتعالى يقسم بما شاء من خلقه. فلا أحد يتحجر عليه، فأقسم بالسماء ذات البروج وأقسم بالسماء والطارق وبالضحى وبالشمس وضحاها وبالليل إذا يغشى وبالنازعات. وغير ذلك. لأن المخلوقات تدل على عظمته، وعلى أنه سبحانه هو المستحق للعبادة ولبيان عظم شأن هذه المخلوقات التي تدل على وحدانيته وأنه المستحق للعبادة وحده. وأما المخلوق فليس له أن يقسم إلا بربه. فلا يقسم ولا يحلف إلا بالله ولا يجوز له أن يحلف بالأنبياء، ولا بالأصنام، ولا بالصالحين، ولا بالأمانة، ولا بالكعبة، ولا بغيرها. هذا هو الواجب على المسلم لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من حلف بشيء دون الله فقد أشرك " 1 أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح. وقال عليه الصلاة والسلام: "من كان حالفاً فليحف بالله أو ليصمت "2. فالواجب على كل مسلم ومسلمة
1 رواه أحمد 1/47 ، 2/34 من حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وعبد الرزاق 8/468 ، باب الأيمان ولا يحلف إلا بالله برقم 5926 ، واللفظ لهما.
وأبو داود 3/570 في كتاب الأيمان والنذور باب في كراهية الحلف بالآباء برقم 3251.
والترمذي 4/93 في كتاب النذور والأيمان باب ما جاء في كراهية الحلف بغير الله برقم 1535
والحاكم 4/297.
2 رواه البخاري 11/538 في كتاب الأيمان والنذور باب " لا تحلفوا بآبائكم " برقم 6646.
ومسلم 11/106 في كتاب الأيمان كلاهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
قَالَ الشَّافِعيُّ 1 ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلا هَذِهِ السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ 2.
وَقَالَ البُخَارِيُّ "3"ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: " باب "العلم قبل القول
ــ
الحذر من الحلف بغير الله، وأن تكون أيمانهم كلها لله وحده سبحانه وتعالى.
1.
الشافعي: هو الإمام المشهور، أحد العلماء الكبار، وأحد الأئمة الأربعة، وهو محمد بن إدريس الشافعي المطلبي، المولود سنة خمسين ومائة وتوفي سنة أربعة ومائتين.
2.
يقول رحمة الله: لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إلا هذه السورة لكفتهم وفي رواية " لو فكر الناس في هذه السورة لكفتهم ". أي لو نظروا فيها وتأملوا فيها لكانت كافية في إلزامهم بالحق، وقيامهم بما أوجب الله عليهم، وترك ما حرمه عليهم، لأن الله بيّن أن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بالصبر هم الرابحون، ومن سواهم خاسر، وهذه حجة قائمة على وجوب التواصي، والتناصح، والإيمان والصبر، والصدق، وأنه لا طريق للسعادة والربح إلا بهذه الصفات الأربع.. إيمان صادق بالله ورسوله. وعمل صالح. وتواصٍ بالحق. وتواصٍ بالصبر.
3.
البخاري هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري من بخارى في الشرق الأوسط. ولد سنة أربع وتسعين ومائة في
وَالدَّلِيلُ: قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ} .
فبدأ بالعلم قبل القول والعمل".
ــ
أخر القرن الثاني، ومات سنة ست وخمسين ومائتين في وسط القرن الثالث. كان عمره اثنتين وستين سنة. وهو صاحب الصحيح. وله مؤلفات عظيمة نافعة رحمه الله يقول: باب العلم قبل القول والعمل. لقول الله سبحانه: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} .
فبدأ بالعلم قبل القول والعمل. فالإنسان عليه أن يتعلم أولا، ثم يعمل. فيتعلم دينه، ويعمل على بصيرة. والله أعلم.