الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الباب الثاني: المسائل الثلاث التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمهن
المسألة الأولى: أن الله خلقنا
…
بسم الله الرحمن الرحيم
اعْلمْ ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ أَنَّه يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ تَعَلُّمُ هذه المسائل1 الثلاث والْعَمَلُ بهنُّ "الأُولَى ":أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقَنَا ولم يتركنا هملاً 2،. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
هذه المسائل الثلاث من أهم المسائل التي تتعلق بالتوحيد وحقوقه.
الله خلق الخلق ليعبدوه فلم يخلقهم هملاً، ولا سداً، ولا عبثاً.
لكنه خلقهم لأمر عظيم، ولحكمة عظيمة فيها سعادتهم، وفيها نجاتهم، وهي أن يعبدوا الله وحده لا شريك له كَمَا قَالَ تَعَالَى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} 1. وهذه العبادة أمرهم
الله بها في قوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} 2 وفي قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} 3. وفي قوله: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} 4. وفي قوله: {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ} 5. وفي قوله: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} 6. في آيات كثيرة أمرهم فيها بالعبادة، وهي توحيده جل وعلا،
1 سورة الذاريات، آية:56.
2 سورة البقرة،جزء من آية:21.
3 سورة الإسراء، جزء من آية:23.
4 سورة النساء، جزء من آية:36.
5 سورة الزمر،جزء من آية:2.
6 سورة البينة،جزء من آية:5.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
وتخصيصه بالعبادة من دعاء وخوف ورجاء وتوكل ورغبة ورهبة وصلاة وصوم وغير ذلك. فهو المستحق للعبادة جل وعلا، دون كل ما سواه. ويدخل في ذلك فعل الأوامر، وترك النواهي، فأداء الأوامر التي أمرك الله بها ورسوله، وترك النواهي التي نهاك الله عنها ورسوله، كل هذا داخل في العبادة. وهذا هو الإسلام. وهو الدين وهو الإيمان وهو الهدى. فلا تصل إلا لله، ولا تركع إلا له ولا تذبح إلا له، ولا تدع إلا إياه، ولا تتوكل إلا عليه، إلى غير هذا من العبادات. أما الاستعانة بحاضر قادر فيما يقدر عليه فهذا ليس بعبادة كما قال سبحانه في قصة موسى:{فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} 1 فإن موسى قادر على أن يغيثه. أما دعاء الميت، ودعاء الغائب الذي لا يسمع كلامك، أو دعاء الصنم أو الجن، أو الأشجار، ونحوها فهذا شرك المشركين، وهو الشرك الأكبر الذي قال الله فيه:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} 2. وقال تعالى: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} 3 وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} 4 وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ
1 سورة القصص ، جزء من آية:15.
2 سورة لقمان ، آية:13.
3 سورة الأنعام ، جزء من آية:88.
4 سورة النساء ، جزء من أية:116.
بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً1 ، فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ 2 الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً؛15 فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} .
ــ
مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} 1 فالله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا. بل أمرنا بتوحيده، وطاعته، وترك معصيته.
1.
وأرسل رسولاً هو محمد عليه الصلاة والسلام بكل ما تقدم، وأنزل عليه القرآن بذلك، لنستقيم على ما فيه من الهدى، ونعمل بما فيه من الأوامر، وننتهي عما فيه من النواهي، وعلى يد محمد رسول
الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين والمرسلين. جاء ليعلم الناس دينهم. فهو خاتم الأنبياء وإمامهم وأفضلهم.
2.
فمن أطاع هذا الرسول واستقام على دينه فله الجنة. ومن عصى هذا الرسول وحاد عن دينه فله النار، كما قال تَعَالَى:{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ} 2. يعني: بأعمالكم.. {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً} 3 فهو مرسل عليه الصلاة والسلام. {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً} 4 أي أخذنا فرعون أخذاً وبيلاً في الدنيا بالغرق وفي الآخرة بالنار.
1 سورة الزمر ، آية:65.
2 سورة المزمل ، آية:15.
3 سورة المزمل ، آية:15.
4 سورة المزمل ، آية:16.