المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته - شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح - جـ ١

[خالد المصلح]

فهرس الكتاب

- ‌ المقدمة

- ‌تعريف بكتاب الأصول الثلاثة ومؤلفه

- ‌الأربع المسائل التي يجب على الأمة تعلمها

- ‌رفق المؤلف بالمستمع وحرصه على تعليمه

- ‌المسألة الأولى: العلم

- ‌المسألة الثانية: العمل بالعلم

- ‌المسألة الثالثة: الدعوة إلى العلم والعمل

- ‌المسألة الرابعة: الصبر على الأذى

- ‌الدليل على المسائل الأربع الواجب تعلمها

- ‌دليل وجوب العمل بالعلم

- ‌دليل الدعوة إلى العلم والعمل

- ‌دليل الصبر على الأذى

- ‌تقديم الله للعلم قبل القول والعمل

- ‌المقدمة الثانية في باب ما يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمه من المسائل

- ‌الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقَنَا وَلَمْ يَتْرُكْنَا هملاً

- ‌الثَّانِيَةُ: أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ معه أحد في عبادته

- ‌الثالثة: حرمة موالاة من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌بيان ملة إبراهيم الحنيفية

- ‌أمرا لله جميع الناس باتباع ملة إبراهيم

- ‌معنى العبادة التي أمر الله بها

- ‌أعظم ما أمر الله به التوحيد

- ‌أعظم ما نهى عنه الشرك

الفصل: ‌الثانية: أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته

‌الثَّانِيَةُ: أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ معه أحد في عبادته

قال رحمه الله تعالى: [الثانية -يعني: من المسائل التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها- أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ في عبادته أحد، لا ملك مقرب، ولا نبيّ مرسل، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً} [الجن:18]] .

وجه الدلالة على أن الله لا يرضى بالشرك كائناً من كان المشرك به أن الله جل وعلا قال: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} هذا من جهة، ومن جهة أخرى تأكيداً لهذا التوحيد قال:{فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً} فإثبات المساجد وهي محال العبادة لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له، وتعقيب ذلك بالنهي عن دعاء غيره دليل على أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى أن يشرك معه غيره.

ويدل لذلك أيضاً قوله: {وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} [الزمر:7] .

ودليل ذلك من السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه) .

وهذا دليل على أنه سبحانه وتعالى لا يرضى أن يشرك معه أحد، لا ملك مقرب، ولا نبيّ مرسل، فضلاً عن أن يشرك معه الأشجار والأحجار والأصنام، فإذا كان لا يرضى أن يشرك معه ملك وهو من أشرف الخلق ومن الخلق الغيبي الذي نعلمه، ولا نبيٌّ مرسل وهم أشرف جنساً من بني آدم فكيف بالإشراك معه غيره ممن هو دونهم؟! لا شك أن الله سبحانه وتعالى لا يرضاه بل يبغضه، وقد قال الله جل وعلا في بيان عقوبة من وقع منه الشرك:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة:72] ، وهذا فيه التهديد البليغ البين على هذا العمل، وفيه بيان عظم الشرك، وأنه أمر خطير كبير لا يرضاه الله، وإلا فلما توعد عليه بهذا الوعيد الشديد العظيم من تحريم الجنة والإخبار بدخول النار.

ص: 16