المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الدليل على المسائل الأربع الواجب تعلمها - شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح - جـ ١

[خالد المصلح]

فهرس الكتاب

- ‌ المقدمة

- ‌تعريف بكتاب الأصول الثلاثة ومؤلفه

- ‌الأربع المسائل التي يجب على الأمة تعلمها

- ‌رفق المؤلف بالمستمع وحرصه على تعليمه

- ‌المسألة الأولى: العلم

- ‌المسألة الثانية: العمل بالعلم

- ‌المسألة الثالثة: الدعوة إلى العلم والعمل

- ‌المسألة الرابعة: الصبر على الأذى

- ‌الدليل على المسائل الأربع الواجب تعلمها

- ‌دليل وجوب العمل بالعلم

- ‌دليل الدعوة إلى العلم والعمل

- ‌دليل الصبر على الأذى

- ‌تقديم الله للعلم قبل القول والعمل

- ‌المقدمة الثانية في باب ما يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمه من المسائل

- ‌الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقَنَا وَلَمْ يَتْرُكْنَا هملاً

- ‌الثَّانِيَةُ: أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ معه أحد في عبادته

- ‌الثالثة: حرمة موالاة من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌بيان ملة إبراهيم الحنيفية

- ‌أمرا لله جميع الناس باتباع ملة إبراهيم

- ‌معنى العبادة التي أمر الله بها

- ‌أعظم ما أمر الله به التوحيد

- ‌أعظم ما نهى عنه الشرك

الفصل: ‌الدليل على المسائل الأربع الواجب تعلمها

‌الدليل على المسائل الأربع الواجب تعلمها

بعد أن فرغ المؤلف رحمه الله من ذكر هذه المسائل الأربع التي يجب تعلمها على كل أحدٍ قال: [وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر:1-3] .

وهذا هو الدليل على وجوب تعلّم هذه المسائل، وهذه السورة هي سورة العصر، افتتحها الله جل وعلا بالقسم بالزمان الذي هو محل الأعمال، فقوله:{وَالْعَصْرِ} الواو للقسم، والعصر هو المقسم به، والله جل وعلا يقسم بما شاء من مخلوقاته، فهو سبحانه وتعالى يقسم بنفسه وبصفاته وبأفعاله، ويقسم بما شاء من مخلوقاته، ومن ذلك القسم ما أقسم به هنا، حيث أقسم سبحانه وتعالى بالعصر وهو الزمان لبيان شرفه وعظم مكانته، ثم أتى بجواب القسم بقوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} ، والإنسان هنا المراد به جنس الإنسان، فيشمل كل من اتصف بهذا الوصف.

(لَفِي خُسْرٍ) الخسر: ضد الربح، أي: لفي خسارة كخسارة التجار في أرباحهم، وقال:(لَفِي خُسْرٍ) ولم يقل: (خاسر) ليبين إحاطة الخسر به من كل مكان، فإن (في) تفيد الظرفية، فالخسر محيط بالإنسان من كل جوانبه، وفي القسم على هذا الأمر، وفي تأكيده بـ (إنَّ) التي تفيد التوكيد في قوله:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} دلالة واضحة على عظم الأمر، وأن الله أراد من هذا القول: شحذ الهمم للانفكاك من أسباب الخسارة، والأخذ بأسباب النجاة؛ فإن الله سبحانه وتعالى بعد أن أقسم على هذا الأمر -وهو خسارة جنس الإنسان- بيَّن السبيل والطريق الذي يتخلص به الإنسان من هذه الخسارة.

والخسارة على درجات، فالخسارة المطلقة هي خسارة من خسر الدنيا والآخرة نعوذ بالله من ذلك، ودونها دركات كبيرة وكثيرة من الخسارة، لكن طريق النجاة موصوف وصفاً واضحاً بيناً في هذه السورة الكريمة في الاستثناء الذي ذكره الله عز وجل في قوله:(إلَّاْ الَّذِينَ آمَنُوا) ، ولم يبين في الآية ما الذي يُؤمن به ليعم جميع ما يجب الإيمان به، فيكون المعنى: إلا الذين آمنوا بكل ما يجب الإيمان به مما يتعلق بالله عز وجل، ومما يتعلق بملائكته، وما يتعلق بكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره وهل يمكن أن يتحقق الإيمان بلا علم؟ لا يمكن أن يكون إيمان بلا علم، فالإيمان فرع العلم وثمرته، ولذلك قال المؤلف رحمه الله في المسائل التي تجب: الأولى: العلم ودليل العلم قوله تعالى: (إِلَّاْ الَّذِينَ آمَنُوا) ، والدلالة على هذا باللازم، فاستثناء الذين آمنوا يدل لزامًا على وجوب العلم، فهذه دلالة باللازم؛ لأنه لا يمكن أن يحصل إيمانٌ إلا بعلم، فمن لوازم الإيمان أن يكون صاحبه عالماً.

ص: 9