المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان ملة إبراهيم الحنيفية - شرح ثلاثة الأصول لخالد المصلح - جـ ١

[خالد المصلح]

فهرس الكتاب

- ‌ المقدمة

- ‌تعريف بكتاب الأصول الثلاثة ومؤلفه

- ‌الأربع المسائل التي يجب على الأمة تعلمها

- ‌رفق المؤلف بالمستمع وحرصه على تعليمه

- ‌المسألة الأولى: العلم

- ‌المسألة الثانية: العمل بالعلم

- ‌المسألة الثالثة: الدعوة إلى العلم والعمل

- ‌المسألة الرابعة: الصبر على الأذى

- ‌الدليل على المسائل الأربع الواجب تعلمها

- ‌دليل وجوب العمل بالعلم

- ‌دليل الدعوة إلى العلم والعمل

- ‌دليل الصبر على الأذى

- ‌تقديم الله للعلم قبل القول والعمل

- ‌المقدمة الثانية في باب ما يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمه من المسائل

- ‌الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقَنَا وَلَمْ يَتْرُكْنَا هملاً

- ‌الثَّانِيَةُ: أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ معه أحد في عبادته

- ‌الثالثة: حرمة موالاة من حاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

- ‌بيان ملة إبراهيم الحنيفية

- ‌أمرا لله جميع الناس باتباع ملة إبراهيم

- ‌معنى العبادة التي أمر الله بها

- ‌أعظم ما أمر الله به التوحيد

- ‌أعظم ما نهى عنه الشرك

الفصل: ‌بيان ملة إبراهيم الحنيفية

‌بيان ملة إبراهيم الحنيفية

قال رحمه الله: [اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ، وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ وَخَلَقَهُمْ لَهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَاّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وَمَعْنَى (يعبدونِ) : يوحدونِ، وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ، وَهُوَ إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ، وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْه الشِّركُ، وَهُوَ دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} [النساء:36]] .

هذا التمهيد أيضاً للأصول الثلاثة، وهو بيان لدين الإسلام في الجملة؛ فإن دين الإسلام هو ملة إبراهيم، فقال رحمه الله:[اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إبراهيم أن تعبد الله وحده] والحنيفية التي كلٌ يتمنى أن ينتسب إليها، وكلٌ يسعى إلى الاتصاف بها هي ملة إبراهيم، وهي التي من رغب عنها فقد سفه نفسه، كما قال الله جل وعلا:{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} [البقرة:130] أي: خسرها وأهملها.

والدليل على أن ملة إبراهيم هي الحنيفية قوله تعالى: {فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [آل عمران:95]، وقوله تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل:120] ، فملة إبراهيم هي الحنيفية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم مجدداً لها، وداعياً إليها.

والحنيفية في الأصل؛ مأخوذة من: (حنف)، وهو: الميل من الضلال إلى الاستقامة.

ويقابلها الجنف، وهو: الميل من الاستقامة إلى الضلال.

ص: 18