المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفرق بين من طلب رزقه من الله وبين من طلبه من مخلوق في باب العبودية - شرح رسالة العبودية لابن تيمية - عبد الرحيم السلمي - جـ ٥

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌رسالة العبودية [5]

- ‌قوادح في العبودية

- ‌قوادح في العبودية لا تصل إلى الشرك الأكبر

- ‌تفاضل الناس في باب العبودية لله تعالى

- ‌عبد الدينار والدرهم والدنيا ليس عبداً لله

- ‌الفرق بين من طلب رزقه من الله وبين من طلبه من مخلوق في باب العبودية

- ‌الترفع عن سؤال الناس من كمال العبودية لله

- ‌الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر الذي هو من تمام العبودية لله

- ‌الأمور التي تخفف وقع المصائب على أصحابها

- ‌من دعاء موسى عليه السلام الذي يشتكي فيه إلى الله

- ‌دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد رجوعه من الطائف وإظهاره الشكوى والافتقار إلى الله

- ‌طمع العبد في فضل الله ورحمته ورجاؤه له من كمال عبوديته له

- ‌العبودية الحقة هي عبودية القلب لا البدن

- ‌الأسئلة

- ‌كلمة حول استقبال شهر رمضان

- ‌لا أحد معصوم من الخطأ حتى الذين يدخلون الجنة بغير حساب

- ‌موقع (طريق التوبة) على الإنترنت وبيان أهمية التوبة ووجوبها

- ‌قبول توبة العبد ما لم يغرغر أو تطلع الشمس من مغربها

- ‌خروج الريح من نواقض الوضوء

- ‌سبب تخصيص ابن تيمية للصوفية بالذكر في رسالة العبودية دون سائر الفرق الضالة

الفصل: ‌الفرق بين من طلب رزقه من الله وبين من طلبه من مخلوق في باب العبودية

‌الفرق بين من طلب رزقه من الله وبين من طلبه من مخلوق في باب العبودية

قال: [فالعبد لا بد له من رزق وهو محتاج إلى ذلك، فإذا طلب رزقه من الله، صار عبداً لله فقيراً إليه، وإذا طلبه من مخلوق، صار عبداً لذلك المخلوق فقيراً إليه.

ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل، وإنما أبيحت للضرورة، وفي النهي عنها أحاديث كثيرة في الصحاح، وفي السنن، والمسانيد كقوله صلى الله عليه وسلم:(لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة من لحم)].

قال: [وقوله: (من سأل الناس وله ما يغنيه، جاءت مسألته يوم القيامة خدوشاً -أو خموشاً أو كدوشاً- في وجهه)، وقوله: (لا تحل المسألة إلا لذي غرم مفظع أو دم موجع، أو فقر مدقع)، وهذا المعنى في الصحيح].

هذا الحديث ورد في قصة الأنصاري الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله قال: (ما عندك في بيتك؟ قال: حلس)، وذكر شيئاً آخر، قال:(ائت به)، فجاء به فباعه النبي صلى الله عليه وسلم بدرهمين ثم أخذ الدرهمين وقال:(اشتر بواحد طعاماً، واشتر بالثاني فأساً، وائتني به فجاءه، فقال: اذهب واحتطب وبع، فإن هذا خير لك)، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تحل المسألة إلا لذي غرم مفظع، أو دم موجع، أو فقر مدقع).

وجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا صدقة لغني ولا لذي مرة سوي)، وذي المرة يعني: القوة، فإذا كان الإنسان قوياً، فعليه أن يشتغل وأن يبذل وأن يعمل، والفقر في حد ذاته ليس عيباً، كما أن الغنى في حد ذاته ليس مدحاً، المدح والذم إنما يكون على الصفات الاختيارية التي يفعلها الإنسان باختياره، لكن الفقر والغنى هذه بأقدار الله عز وجل.

فينبغي على الإنسان أن يبذل، وأن يسعى؛ لكي يرفع عن نفسه الحاجة إلى الخلق، لكن إذا صار مفتقراً فعليه بالعفة، فإن العفة نوعان: عفة الفرج عن ما حرم الله، وعفة النفس عن سؤال الخلق.

وعليه أن يجتهد في هذا الأمر فإن هذا من أعظم مقامات العبودية.

ص: 6