المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[شرح ألفاظ التشهد]: - شرح رسالة محمد بن عبد الوهاب في شروط الصلاة وأركانها وواجباتها

[ابن باز]

الفصل: ‌[شرح ألفاظ التشهد]:

[شرح ألفاظ التشهد]:

ومعنى «التحيات» (1): جميع التعظيمات لله ملكاً واستحقاقاً، مثل: الانحناء والركوع، والسجود، والبقاء والدوام، وجميع ما يعظم به رب العالمين فهو لله، فمن صرف منه شيئاً لغير الله فهو مشرك كافر، و «الصلوات» (2) معناها: جميع الدعوات، وقيل: الصلوات الخمس، و «الطيبات لله» (3): الله طيب، ولا يقبل من الأقوال والأعمال إلا طيبها، «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» (4): تدعو للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة والرحمة والبركة، والذي يدعى له ما يدعى مع الله، «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» (5)، تسلم على نفسك، وعلى كل عبد صالح في السماء والأرض، والسلام دعاء، والصالحون يدعى لهم ولا يدعون مع الله، «أشهد أن لا إله إلا الله» (6) وحده لا شريك له، تشهد شهادة اليقين أن لا يعبد في الأرض ولا في السماء بحق إلا الله، وشهادة «أن محمداً رسول الله» (7): بأنه عبد لا يعبد، ورسول لا يكذب، بل يطاع ويتبع، شرفه الله بالعبودية، والدليل قوله تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1].

(1) ومعنى «التحيات» : يعني: التعظيمات لله ملكاً واستحقاقاً، مثل: الانحناء راكعاً، والبقاء والدوام، والركوع والسجود، كل هذه عبادة، فمن يركع لغير الله أو يسجد لغير الله تعبداً هذا الشرك الأكبر نسأل الله العافية، أو يعتقد أن غير الله يدوم، وهناك خلق يدومون، يعني: ليس لهم أول ولا آخر، فالدوام لله سبحانه وتعالى، هو الأول والآخر جل وعلا وله صفة البقاء، وأما أهل الجنة فقد خلقوا، ثم يكون لهم الدوام بعد ذلك، وهكذا أهل النار بعد ما خلقوا، كانوا عدماً، ثم أدخلوا النار بأعمالهم، وأدخلوا الجنة بأعمالهم، فداموا دواماً جديداً دواماً بإذن الله سبحانه وتعالى، من فضله على أهل الجنة، ومن عدله بأهل النار، نسأل الله العافية.

(2)

ومعنى «الصلوات» : جميع الصلوات الخمس، والدعوات، كلها داخلة نفلها وفرضها، كلها لله.

(3)

و «الطيبات» لله، من قول وعمل، كلها لله وحده.

(4)

و «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» يعني: الدعاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالسلامة والرحمة والبركة، قال الشيخ:(والذي يدعى له ما يدعى مع الله)، هذا استنباط عظيم، فالذي يدعى له محتاج، فكيف يدعى مع الله؟!.

(5)

و «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» ، يدل كذلك على أن الصالحين لا يدعون مع الله، هم محتاجون للدعاء لهم، بأن الله يغفر لهم، ويسلمهم، ويرحمهم، فكيف يدعون مع الله؟!.

(6)

«أشهد أن لا إله إلا الله» : تشهد شهادة حق، أنه لا معبود بحق في الأرض ولا في السماء إلا الله وحده، وهذا هو الحق، كما قال تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج:62].

(7)

«وأشهد أن محمداً رسول الله» تشهد شهادة حق، أن محمداً رسول الله، وخاتم الأنبياء، وأنه رسول من عند الله صلى الله عليه وسلم، فمن أنكر رسالته، أو أنه خاتم النبيين فقد كفر.

ص: 26

«اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد» (1): الصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، كما حكى البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال:(صلاة الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى)، وقيل: الرحمة، والصواب الأول. ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدعاء، «وبارك» وما بعدها: سنن أقوال وأفعال.

(1) ثم تصلي عليه صلى الله عليه وسلم، والصلاة من الله ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى، وقيل: الرحمة، والصواب الأول، فعند الإطلاق هي الثناء على الله، ويدخل فيها الرحمة، وعند الاقتران الصلاة الثناء، والرحمة الإحسان إلى العباد، كما في قوله سبحانه:{أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ} [البقرة: 157]، يعني: ثناء من الله عليهم ورحمة منه لهم، وقال تعالى:{هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ} [الأحزاب:43]، يعني: يثني عليكم ويرحمكم سبحانه، فعند الإطلاق يدخل فيها الرحمة، وعند القرن تكون الثناء من الله كما قال أبو العالية:(ثناؤه على عبده في الملأ الأعلى)، ومن الملائكة الاستغفار، تصلي عليهم الملائكة، تستغفر لهم تقول:(اللهم اغفر لهم، اللهم ارحمهم)، ومن الآدميين الدعاء، صلى فلان على فلان، يعني: دعا له، مثل صلاة الجنازة دعاء للميت، وترحم عليه.

والآل هم: أهل بيته، وأتباعه على دينه، أهل بيته المؤمنون كعلي والعباس رضي الله عنهما وغيرهم ممن آمن به، وهكذا غيرهم من أتباعه من المؤمنين، كل داخل في آله، وعطف الأصحاب على الآل من عطف الخاص على العام إذا فسر الآل بالأتباع، وإذا فسر الآل بأهل البيت فهو من عطف العام على الخاص؛ لأن أهل البيت أخص من الأصحاب، وأما إذا فسر الآل بالأتباع فالأصحاب أخص من الأتباع، ويكون من عطف الخاص على العام.

- مسألة: ما رأيكم بمن فسر الآل بما جاء في الصحيحين من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه فقط، ونص الحديث: أنهم قالوا: (يا رسول الله كيف نصلي عليك؟)، فقال:«قولوا اللهم صل على محمد، وعلى أزواجه، وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى أزواجه، وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد» ؟.

الجواب: جاء هذا وهذا، جاء أزواجه من آل البيت، وجاء مطلقاً آل محمد، قال الله جلَّ وعلا:{أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: 46]، يعني: أتباعه.

ص: 28