المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (والوتر ركعة من آخر الليل) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ١٧٢

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[172]

- ‌ما جاء في استحباب الوتر

- ‌شرح حديث: (يا أهل القرآن أوتروا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (يا أهل القرآن أوتروا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يا أهل القرآن أوتروا) من طريق أخرى

- ‌شرح حديث: (إن الله عز وجل أمدكم بصلاة وهي خير لكم من حمر النعم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إن الله عز وجل أمدكم بصلاة وهي خير لكم من حمر النعم)

- ‌وقت قضاء صلاة الوتر

- ‌ما جاء فيمن لم يوتر

- ‌شرح حديث (الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (الوتر حق فمن لم يوتر فليس منا)

- ‌شرح حديث (خمس صلوات كتبهن الله على العباد)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (خمس صلوات كتبهن الله على العباد)

- ‌ما جاء في عدد ركعات الوتر

- ‌شرح حديث: (والوتر ركعة من آخر الليل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (والوتر ركعة من آخر الليل)

- ‌شرح حديث: (الوتر حق على كل مسلم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (الوتر حق على كل مسلم)

- ‌ما جاء فيما يقرأ في الوتر

- ‌شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بسبح اسم ربك الأعلى)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يوتر بسبح اسم ربك الأعلى)

- ‌شرح حديث: (كان رسول الله يوتر بسبح اسم ربك الأعلى) من طريق أخرى

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (كان رسول الله يوتر بسبح اسم ربك الأعلى) من طريق أخرى

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من ينفصل عن الإمام في التراويح في صلاة الوتر

- ‌حكم أخذ السجاد أو الثوب إذا ترك في الحرم

- ‌حكم لبس البنطلونات الواسعة

- ‌المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أهل القرآن أوتروا)

- ‌حكم القراءة من المصحف في صلاة الليل

- ‌حكم من ترك الوتر

- ‌حكم من قام آخر الليل وقد أوتر أوله

- ‌حكم صلاة الليل

- ‌حكم من زاد وضوءه على ثلاث غسلات

- ‌حكم الصلاة في ساحة تحيط بها القبور وبينهما سور

الفصل: ‌شرح حديث: (والوتر ركعة من آخر الليل)

‌شرح حديث: (والوتر ركعة من آخر الليل)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب كم الوتر.

حدثنا محمد بن كثير أخبرنا همام عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن ابن عمر رضي الله عنهما (أن رجلاً من أهل البادية سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال بأصبعيه: هكذا مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل)].

أورد أبو داود رحمه الله تعالى هذه الترجمة: [كم الوتر؟] يعني: كم مقداره؟ ومعلوم أن مقداره أقله ركعة واحدة، لو أن إنساناً صلى العشاء وأتى بسنة العشاء ركعتين، ثم أتى بواحدة فهذا أقله، ولكن كونه يزيد ويأتي بأكثر فهذا هو الذي ينبغي، ولكن أقله ركعة، ويمكن أن يكون ثلاثاً، أو خمساً أو سبعاً أو تسعاً أو إحدى عشرة أو ثلاث عشرة أو أكثر من ذلك، والنبي صلى الله عليه وسلم ما كان ينقص عن سبع ولا يزيد عن ثلاث عشرة ركعة، وأكثر ما جاء عنه إحدى عشرة صلى الله عليه وسلم.

والوتر يطلق كما أسلفت على الركعة الواحدة إذا أتي بها وحدها أو أتي بها بعد ركعات قبلها، كما يطلق على الثلاث لخروجها مع بعض ولكن ليس كالمغرب، وإنما هي مسرودة سرداً دون تشهد أوسط، أو كذلك سبعاً أو تسعاً أو خمساً كل ذلك يقال له وتر.

أورد فيه أبو داود حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما: (أن رجلاً من أهل البادية سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال بأصبعيه هكذا مثنى مثنى، والوتر ركعة من آخر الليل)، يعني: كون الإنسان يصلي ما شاء من الليل ثنتين ثنتين، ثم بعد ذلك يأتي بركعة في آخر الليل، سواء كانت متصلة بهذه الركعات أو أنه أخرها، فهذا هو الوتر، ولهذا جاء في بعض الأحاديث:(ركعة توتر له ما مضى)؛ لأن ما مضى شفع، فإذا جاءت هذه الركعة جعلت ما تقدم من الركعات وتراً.

والحديث كما هو واضح يدل على أن الوتر هو في حق الجميع، أما قوله:(يا أهل القرآن) فهو يدل مع هذا الحديث على أن الكل يستحب له أن يوتر؛ لأن هذا أعرابي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل، (فقال بأصبعيه: هكذا ثنتين ثنتين، والوتر ركعة من آخر الليل).

قوله: (من آخر الليل) كما هو معلوم إذا كان الإنسان يثق من نفسه أنه يقوم آخر الليل فإنه يؤخر الوتر إلى آخر الليل، وأما إذا كان لا يثق من نفسه أنه يقوم آخر الليل فليوتر قبل أن ينام، كما جاءت بذلك الوصية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة المتفق عليه، وحديث أبي الدرداء الذي أخرجه مسلم:(وأن أوتر قبل أن أنام)، فإذا كان الإنسان يعرف من نفسه أنه سيقوم آخر الليل فليؤخر الوتر إلى آخر الليل، وإن كان لا يعلم فإنه يوتر في أول الليل، ولا يتركه بحيث يطل عليه الفجر وهو لم يوتر، لكنه إن أوتر في أول الليل وهو لم يثق من نفسه أن يقوم آخر الليل، ثم قام، فله أن يصلي ما شاء، لكن لا يوتر مرة ثانية؛ لأن الوتر لا يؤتى به مرتين؛ لقوله صلى الله عليه وسلم:(لا وتران في ليلة).

ص: 15