المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤٠٥

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[405]

- ‌ما جاء في طلب القضاء

- ‌شرح حديث (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين)

- ‌شرح حديث (من جُعل قاضياً بين الناس فقد ذبح بغير سكين) وتراجم رجال إسناده

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الالتحاق بالمعاهد الشرعية للقضاء ووجه اعتبار ذلك طلباً للقضاء

- ‌وجه اتهام كل من طلب ولاية

- ‌ما جاء في خطأ القاضي

- ‌شرح حديث (القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار)

- ‌شرح حديث (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران)

- ‌شرح حديث (من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من طلب قضاء المسلمين حتى يناله ثم غلب عدله جوره فله الجنة)

- ‌شرح حديث (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) إلى قوله (الفاسقون) هؤلاء الآيات الثلاث نزلت في اليهود

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) إلى قوله (الفاسقون) هؤلاء الآيات الثلاث نزلت في اليهود

- ‌الأسئلة

- ‌وجه التعبير في الحديث بالحاكم دون التعبير بالقاضي

- ‌فضل من أصاب الحق على من لم يصبه

- ‌حكم من يحكم بين الناس بدون علم مع عدم وجود من يقضي بينهم

- ‌ضابط تكفير من يحكم بغير ما أنزل الله

- ‌ما جاء في طلب القضاء والتسرع إليه

- ‌شرح حديث أبي مسعود (إنه كان يكره التسرع إلى الحكم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أبي مسعود (إنه كان يكره التسرع إلى الحكم)

- ‌الترجيح بين حديث أبي مسعود وحديث أبي برزة رضي الله عنهما

- ‌شرح حديث (من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه)

- ‌ذكر طرق أخرى لحديث (من طلب القضاء واستعان عليه وكل إليه) وتراجم رجال الإسناد

- ‌شرح حديث (لن نستعمل على عملنا من أراده)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لن نستعمل على عملنا من أراده)

- ‌ما جاء في كراهية الرشوة

- ‌شرح حديث (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي)

- ‌ما جاء في هدايا العمال

- ‌شرح حديث (يا أيها الناس من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطاًَ فما فوقه فهو غل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (يا أيها الناس من عمل منكم لنا على عمل فكتمنا منه مخيطاً فما فوقه فهو غل)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الشهادات التقديرية

- ‌حكم الإهداء للعامل على وجه المحبة

الفصل: ‌شرح حديث (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين)

‌شرح حديث (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [أول كتاب الأقضية.

باب في طلب القضاء.

حدثنا نصر بن علي أخبرنا فضيل بن سليمان حدثنا عمرو بن أبي عمرو عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين)].

قوله: [أول كتاب الأقضية] والأقضية جمع قضاء، والمراد به الإخبار بالحق على وجه الإلزام به.

أي: أن فيه إخباراً وإلزاماً، وذكر الإلزام فيه تمييز بينه وبين الفتوى؛ لأن الفتوى إخبار بالحق من غير إلزام به، والقضاء إخبار بالحق مع الإلزام به.

إذاً: كل من الفتوى والقضاء فيه بيان للحق وإخبار بالحق، ثم يتميز القضاء عن الفتوى بأن مع بيان الحق إلزاماً به، والفتوى ليس مع بيان الحق إلزام به.

قوله: [باب في طلب القضاء] يعني: كون الإنسان يسعى ليحصل القضاء ويطلب القضاء فهذا غير محمود؛ لأن الإنسان قد لا يعان عليه إذا حرص عليه ورغب فيه، ولكن إذا كلف به وطلب منه فهو مظنة لأن يعان عليه وأن يوفق ويسدد، وهذا مثل الولايات كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، في الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم ثلاثة من الأشعريين وبينهم أبو موسى الأشعري، وكان لا يعرف مهمة هؤلاء وما أرادوه من الكلام عند النبي صلى الله عليه وسلم، ثم إنهم طلبوا أن يولوا العمالة على الصدقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:(إنا لا نولي هذا الأمر أحداً طلبه).

أورد أبو داود حديث أبي هريرة أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين) وهذا فيه بيان خطورة القضاء وشدته، وأنه ليس بالأمر الهين، وأن الإنسان قد يفتتن فيه، وقد يحصل له فيه ما لا تحمد عاقبته، لاسيما إذا كان برغبة منه وبطلب منه، ففي ذلك تحذير من ولاية القضاء، ومعلوم أن هذا حيث لا يتعين على الإنسان، وأما إذا تعين عليه فإنه لابد للناس من قضاة يقضون بينهم ويحكمون بينهم، ولو تركوا بدون قضاة لحصل من الشر ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، أما من يكلف بالقضاء فإن ذلك حَري أن يعان، ولكن إذا وجد غيره ممن يقوم مقامه وحصل على السلامة منه فلا شك أن ذلك خير كثير؛ لأنه جاء فيه هذا الذي يدل على شدته وعلى خطورته، حيث قال عليه الصلاة والسلام:(من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين) والمقصود منه: أن فيه خطراً على دين الإنسان، والذبح المقصود به الهلاك، فهو ليس كالذبح بالسكين الذي به تلف الجسم وذهابه، ولكن فيه خطورة على دين الإنسان؛ لأنه قد يحصل منه الجور ويحصل منه الحيف ويحصل منه الميل عن الحق، ويترتب على ذلك ضرر كبير للإنسان، وهذا هو المقصود من قوله:(قد ذبح بغير سكين).

ص: 3