المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث: (تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤٣٥

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[435]

- ‌الرجل يتداوى

- ‌شرح حديث: (تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (تداووا، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء)

- ‌الحمية

- ‌شرح حديث أمر النبي علياً بالاحتماء من بعض المأكولات عند مرضه

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أمر النبي علياً بالاحتماء من بعض المأكولات عند مرضه

- ‌الحجامة

- ‌شرح حديث: (إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (إن كان في شيء مما تداويتم به خير فالحجامة)

- ‌شرح حديث: (ما كان أحد يشتكي وجعاً في رأسه إلا قال احتجم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (ما كان أحد يشتكي وجعاً في رأسه إلا قال احتجم)

- ‌موضع الحجامة

- ‌شرح حديث: (أن النبي كان يحتجم على الهامة وبين كتفيه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن النبي كان يحتجم على الهامة وبين كتفيه)

- ‌شرح حديث: (احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل)

- ‌أوقات استحباب الحجامة

- ‌شرح حديث: (من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (من احتجم لسبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء)

- ‌شرح حديث النهي عن الحجامة يوم الثلاثاء

- ‌تراجم رجال إسناد حديث النهي عن الحجامة يوم الثلاثاء

- ‌شرح حديث: (أن رسول الله احتجم على وركه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (أن رسول الله احتجم على وركه)

- ‌قطع العرق وموضع الحجم

- ‌شرح حديث: (بعث النبي إلى أُبي طبيباً فقطع منه عرقاً)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (بعث النبي إلى أُبي طبيباً فقطع منه عرقاً)

- ‌الأسئلة

- ‌معنى الاحتجام في سبع عشرة وتسع عشرة وإحدى وعشرين

- ‌حكم التداوي

- ‌جواز صعود المعتدة إلى سطح المنزل

- ‌حكم امرأة ترى طهرين من الحيض

- ‌جمع الأدعية الواردة بعد الفراغ من الطعام

- ‌حكم الأكل قائماً

- ‌حكم استخدام الحناء للرجال

- ‌حكم حلق بعض الرأس للحجامة

- ‌الفرق بين الحجامة والفصد

- ‌الكي

- ‌شرح حديث: (نهى النبي عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث: (نهى النبي عن الكي فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا)

- ‌شرح حديث كي سعد بن معاذ من رميته

- ‌تراجم رجال إسناد حديث كي سعد بن معاذ من رميته

- ‌الأسئلة

- ‌حكم الكي الكهربائي

- ‌الكي ينافي كمال التوكل

الفصل: ‌شرح حديث: (تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء)

‌شرح حديث: (تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [كتاب الطب.

باب في الرجل يتداوى.

حدثنا حفص بن عمر النمري حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة عن أسامة بن شريك رضي الله عنه أنه قال: (أتيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه كأنما على رءوسهم الطير، فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من هاهنا وهاهنا فقالوا: يا رسول الله! أنتداوى؟ فقال: تداووا؛ فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم)].

أورد أبو داود كتاب الطب، والمراد به طب الأبدان، والطب طبان: طب القلوب، وطب الأبدان، وطب القلوب هو بطاعة الله عز وجل، والاستقامة على شرعه، والتزام أمره ونهيه، وهذا هو الذي فيه حياة القلوب، وفيه سعادة الدنيا والآخرة، ولا علاج للقلوب ولا شفاء لها إلا بما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن حياتها وسلامتها إنما هي بذلك، ومرضها وشقاؤها إنما يكون بخلاف ذلك، وأما علاج الأبدان فيكون بالقرآن وغير القرآن، بالرقية وغير الرقية، وأما القلوب فلا شفاء لها إلا بالقرآن وبما جاء عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، لا شفاء لها من أمراضها -سواءً أمراض الشهوات أو أمراض الشبهات- إلا بالالتزام والاعتصام بما جاء عن الله وعن رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، والطب الذي يذكره المحدثون هو طب الأبدان، وهو العلم الذي يعرف به علاج الأبدان.

وقد أورد أبو داود هذه الترجمة: باب في الرجل يتداوى، وذكر الرجل هنا لأن الغالب أن الخطاب مع الرجال، وإلا فإن الحكم للرجال والنساء، فالرجل والمرأة كل واحد منهما له أن يتداوى، فذكر الرجل لا مفهوم له، وقد جاء في بعض الأحاديث ذكر الرجل وليس المقصود به الاقتصار عليه دون المرأة؛ لأن الأصل في الأحكام أنها عامة للرجال والنساء، ولا تنفرد النساء بحكم إلا بدليل، ولا ينفرد الرجال بحكم إلا بدليل، وحيث لا دليل يفرق بين الرجال والنساء فالأصل هو التساوي بين الرجال والنساء في الأحكام.

أورد أبو داود حديث أسامة بن شريك رضي الله عنه أنه قال: (جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أصحابه كأنما على رءوسهم الطير) وهذا إشارة إلى السكينة والهدوء، وأن كل واحد منهم متجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقبل عليه يسمع حديثه، فإن الطير لا تقع إلا على شيء ساكن لا يتحرك، وقوله:(كأن على رءوسهم الطير) يضرب مثلاً للسكينة والهدوء وعدم الاضطراب والحركة.

قوله: [(فسلمت ثم قعدت فجاء الأعراب من هاهنا وهاهنا فقالوا: يا رسول الله! أنتداوى؟ فقال: تداووا)].

يعني: جاء الأعراب من جهات مختلفة فقالوا: يا رسول الله! أنتداوى؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (تداووا، فإن الله ما وضع داءً إلا وضع له شفاء، إلا داء واحد هو الهرم)، فكل شيء له علاج، (علمه من علمه، وجهله من جهله) إلا الهرم، وهو الضعف بسبب الشيخوخة والتقدم في السن، فإن هذا لا علاج له، فعلاجه بمعنى إرجاع الشباب وذهاب الهرم لا يمكن، فليس للهرم علاج، وضعف صاحبه هو نتيجة الهرم والتقدم في السن، وليس من الأعراض التي تطرأ على الإنسان من حال إلى حال، فيكون صحيحاً ثم يكون مريضاً، والهرم يشارك المرض في الضعف، ولكن الأمراض لها علاج، وهذا لا علاج له.

وهذا الحديث يدل على أن التداوي مباح.

ص: 3