المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٤٥٩

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[459]

- ‌تحريم الكبر

- ‌شرح حديث (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري)

- ‌تراجم إسناد حديث (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري)

- ‌حكم القول بأن لله إزاراً ورداء دون تفصيل

- ‌وجه إيراد النهي عن الكبر في كتاب اللباس

- ‌حكم لفظ (العظمة) من ناحية المتن

- ‌شرح حديث (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر)

- ‌الكبر والإيمان لا يجتمعان

- ‌شرح حديث (الكبر من بطر الحق وغمط الناس)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (الكبر من بطر الحق وغمط الناس)

- ‌الأسئلة

- ‌تفسير (ما أسفل من الكعبين في النار)

- ‌حكم التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم

- ‌ما جاء في قدر موضع الإزار

- ‌شرح حديث (إزرة المؤمن إلى نصف الساق)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إزرة المؤمن إلى نصف الساق)

- ‌شرح حديث (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة)

- ‌شرح قول ابن عمر (ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص)

- ‌تراجم رجال إسناد قول ابن عمر (ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإزار فهو في القميص)

- ‌شرح حديث ابن عباس أنه ائتزر فوضع حاشية إزاره على ظهر قدميه ورفعه من مؤخره

- ‌تراجم رجال إسناد حديث ابن عباس أنه ائتزر فوضع حاشية إزاره على ظهر قدميه ورفعه من مؤخره

- ‌الأسئلة

- ‌حكم من كان في ثوبه طول لكنه لا ينزل عن مستوى الكعبين

- ‌حكم رفع الإزار إلى عضلة الساق

الفصل: ‌حكم التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم

‌حكم التوسل بالمصطفى صلى الله عليه وسلم

‌السؤال

هل يجوز التوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم؟

‌الجواب

يجوز التوسل بمحبة الإنسان للرسول صلى الله عليه وسلم وباتباعه للرسول صلى الله عليه وسلم، أما التوسل بشخصه وبذاته فهذا لم يأت عنه صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، بل جاء عن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم ما يدل على خلافه، وهو أنهم كانوا في حياته صلى الله عليه وسلم يأتون إليه ويطلبون منه الدعاء ويتوسلون إليه بدعائه صلى الله عليه وسلم، ولما توفي عليه الصلاة والسلام ما كانوا يأتون إلى قبره أو يتوسلون به، ويقولون: نتوسل إليك بنبيك، وإنما يطلبون من الشخص الذي يكون معهم أن يدعو ويتوسلون بدعاء ذلك الداعي الذي اختاروه لأن يدعو، وقد جاء ذلك في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه أنه لما كان عام قحط وجدب وخرج يستسقي بالناس طلب من العباس أن يدعو، وقال رضي الله عنه:(اللهم! إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا إليك بنبينا وتسقينا)، يعني: في حياته كنا نتوسل إليك به فنطلب منه الدعاء وأنك تسقينا وأنك تجيب دعاءه.

(وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قم يا عباس! فادع الله).

فلو كان التوسل به صلى الله عليه وسلم وبشخصه مشروعاً ما كان عمر رضي الله عنه يعدل إلى التوسل بأحد غير النبي صلى الله عليه وسلم، فدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما كان حياً بين أظهرهم كانوا يأتون ويطلبون منه الدعاء ويتوسلون بدعائه، ولما مات صلى الله عليه وسلم ما كانوا يتوسلون به، وإنما طلبوا من عمه العباس في عهد عمر أن يدعو، واختار عمر رضي الله عنه العباس مع وجود من هو خير من العباس وأفضل من العباس، وعمر نفسه أفضل من العباس؛ ولكنه اختاره لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولهذا قال:(وإنا نتوسل إليك بعم نبينا)، ما قال: نتوسل إليك بـ العباس، لأن المقصود هو القرابة والصلة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكونه أقرب قريب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

علي رضي الله عنه أفضل من العباس، وكلهم من أهل البيت، وكان علي موجوداً في ذلك الوقت؛ لأن علياً رضي الله عنه بعد عمر وبعد عثمان وولي الخلافة، والعباس هو الذي طلب منه الدعاء لأنه أقرب أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه عمه، ولو كان صلى الله عليه وسلم يورث لورثه العباس ولم يرثه علي، ولو كان عليه الصلاة والسلام يورث عنه المال لكان لزوجاته من ميراثه الثمن

ص: 15