المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٥٧

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[557]

- ‌النهي عن التجسس

- ‌شرح حديث (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم)

- ‌شرح حديث (إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم)

- ‌شرح حديث (إنا قد نهينا عن التجسس)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إنا قد نهينا عن التجسس)

- ‌الستر على المسلم

- ‌شرح حديث (من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة)

- ‌طريق أخرى لحديث (من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة) وتراجم رجال إسنادها

- ‌حكم ستر أهل المعاصي

- ‌المؤاخاة

- ‌شرح حديث (المسلم أخو المسلم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (المسلم أخو المسلم)

- ‌ما جاء في المتسابين

- ‌شرح حديث (المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم)

- ‌التواضع

- ‌شرح حديث (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا)

- ‌الأسئلة

- ‌حكم استعمال الفوائد الربوية في شراء كتب لطلبة العلم

- ‌رد المظالم أو استحلالها شرط من شروط التوبة

- ‌حم غيبة أهل البدع والاستهزاء بهم

- ‌حكم الكلام في أهل بلد معين

- ‌حكم من نصح أخاه ونقل ذلك إلى غيره

- ‌حكم الكلام عن الغير إذا كان لا يكره ذلك

- ‌حكم استئجار النساء في الأعراس لضرب الدف

- ‌حكم بذل الإنسان عرضه للناس

- ‌جواز تنازل الإنسان عن حقه

الفصل: ‌شرح حديث (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا)

‌شرح حديث (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في التواضع.

حدثنا أحمد بن حفص قال: حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن الحجاج عن قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد)].

أورد أبو داود رحمه الله هذه الترجمة بعنوان: باب في التواضع، والتواضع: هو ضد التكبر، ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث:(إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد)، وذلك أن التواضع فيه سلامة من البغي، والتعدي على الغير، وكذلك التفاخر، وبعكس ذلك التكبر، فإنه يؤدي إلى البغي، ويؤدي إلى الفخر، والتواضع يحصل منه السلامة من ذلك، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام:(إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي -أي: بسبب التواضع - أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد)، وبعكس ذلك يحصل البغي، ويحصل التكبر، ويحصل الفخر.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوحى إلي)، هذا يدلنا على أن السنة وحي من الله، وأن ما يأتي به الرسول صلى الله عليه وسلم من السنة هو وحي من الله، كما أن ما في الكتاب وحي من الله، فالكتاب وحي والسنة وحي، إلا أن الكتاب متعبد بتلاوته والعمل به، وأما السنة فإنه يتعبد بالعمل بها كما يتعبد بالكتاب، ولهذا أطلق عليها أنها وحي، والله عز وجل يقول:{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3 - 4]، وجاء في عدة أحاديث ما يدل على ذلك، ومنها الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(الشهيد يغفر له كل شيء) ثم قال: (إلا الدين، سارني به جبريل آنفاً)، أي: أن هذا العموم حصل فيه استثناء بالوحي من جبريل، ولذا قال:(سارني به) أي: بهذا الاستثناء الذي هو الدين، فهذا يدل على أن السنة وحي، وأنها من الله عز وجل، فالقرآن وحي والسنة وحي، والكل يجب العمل به، والعمل بالسنة كما هو معلوم عمل بالقرآن؛ لأن الله يقول:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر:7].

وبعض العوام يقولون: (الكبر على المتكبر صدقة)، وهذا غير صحيح، فالإنسان لا يتكبر لا على المتكبر ولا على غيره، والإنسان لا يعود نفسه التكبر؛ لأن الإنسان إذا عود نفسه التكبر ألف التكبر، ولذا لا يتكبر على المتكبر ولا على غيره.

ص: 21