المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شرح حديث الربيع بنت معوذ (جاء رسول الله فدخل علي صبيحة بني بي) - شرح سنن أبي داود للعباد - جـ ٥٦٠

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌[560]

- ‌النهي عن الغناء

- ‌شرح حديث الربيع بنت معوذ (جاء رسول الله فدخل علي صبيحة بُني بي)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث الربيع بنت معوذ (جاء رسول الله فدخل علي صبيحة بُني بي)

- ‌حكم ضرب الرجال للدف وسماعه

- ‌حكم ضرب المرأة الدف لزوجها

- ‌حكم ضرب النساء للدف عند الرجال

- ‌حكم القول بأن الرسول يعلم الغيب

- ‌دخول الرسول صلى الله عليه وسلم على غير محارمه

- ‌حكم تلحين ما يسمى بالأناشيد الإسلامية

- ‌شرح حديث (لما قدم رسول الله المدينة لعبت الحبشة لقدومه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (لما قدم رسول الله المدينة لعبت الحبشة لقدومه)

- ‌كراهية الغناء والزمر

- ‌شرح حديث (سمع ابن عمر مزماراً فوضع أصبعيه في أذنيه)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (سمع ابن عمر مزماراً فوضع أصبعيه في أذنيه)

- ‌الإنكار على أصحاب المزامير والملاهي الماجنة

- ‌شرح حديث (سمع ابن عمر مزماراً فوضع أصبعيه في أذنيه) من طريق أخرى وتراجم رجال الإسناد

- ‌شرح حديث (سمع ابن عمر مزماراً فوضع أصبعيه في أذنيه) من طريق ثالثة وتراجم رجال الإسناد

- ‌شرح حديث (إن الغناء ينبت النفاق في القلب)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (إن الغناء ينبت النفاق في القلب)

- ‌الحكم في المخنثين

- ‌شرح حديث (أن النبي أتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أن النبي أتي بمخنث قد خضب يديه ورجليه بالحناء)

- ‌تعريف المخنث

- ‌حكم اختضاب الرجل بالحناء

- ‌شرح حديث أم سلمة (أن النبي دخل عليها وعندها مخنث)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث أم سلمة (أن النبي دخل عليها وعندها مخنث)

- ‌شرح حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المخنثين من الرجال)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث (أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المخنثين من الرجال)

- ‌حكم النظر إلى النساء والمردان

- ‌ما جاء في اللعب بالبنات

- ‌شرح حديث عائشة (كنت ألعب بالبنات)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة (كنت ألعب بالبنات)

- ‌شرح حديث عائشة (قدم رسول الله من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر)

- ‌تراجم رجال إسناد حديث عائشة (قدم رسول الله من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر)

- ‌الأسئلة

- ‌معنى العكن

- ‌حكم منع الدف في الأعراس

- ‌حكم الإتيان بمطربات في الأعراس

- ‌حكم تصفيق النساء في الأعراس وسماع الرجال لهن

- ‌حكم استعمال الموسيقى في الجوال

- ‌حكم سماع أصوات الجواري والمغنيات

- ‌حكم غناء الأطفال المسجل على الأشرطة

- ‌حكم تحسين الصوت بالشعر

- ‌حكم وضع الحلق في الدف

- ‌حكم سماع المديح الديني المصاحب للدف

- ‌حكم ضرب الدف في غير الأعراس

- ‌كيفية العمل مع من يؤذي جاره برفع صوت الغناء

- ‌الفرق بين الحداء والغناء

- ‌حكم تلحين القصائد والمنظومات العلمية

- ‌حكم المساهمة في شركة الاتصالات

الفصل: ‌شرح حديث الربيع بنت معوذ (جاء رسول الله فدخل علي صبيحة بني بي)

‌شرح حديث الربيع بنت معوذ (جاء رسول الله فدخل علي صبيحة بُني بي)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب في النهي عن الغناء.

حدثنا مسدد حدثنا بشر عن خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء رضي الله عنها قالت: (جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل علي صبيحة بُني بي، فجلس على فراشي كمجلسك مني، فجعلت جويريات يضربن بدف لهن، ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر، إلى أن قالت إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في الغد، فقال: دعي هذه وقولي الذي كنت تقولين)].

أورد الإمام أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى هذه الترجمة بعنوان: باب في النهي عن الغناء، والأحاديث التي أوردها ليس فيها نهي، وإنما فيها ذكر الغناء فقط، وليس فيها ذكر تحريمه أو النهي عنه، وسيأتي في الباب الذي بعده ما يدل على كراهية الغناء كما تدل عليه هذه الترجمة، وعلى هذا فإن ذكر النهي هنا غير مستقيم، ولعل الترجمة ليس فيها ذكر النهي؛ لأن الحديثين اللذين أوردهما لا نهي فيهما، وإنما فيهما إخبار فقط عن حصول الغناء.

وقد أورد أبو داود حديث الربيع بنت معوذ رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها صبيحة بُني بها وعندها جوارٍ يضربن بالدف ويغنين ويندبن ما حصل لآبائها يوم بدر، وفيه قولهن: وفينا نبي يعلم ما في غد، فالرسول صلى الله عليه وسلم أنكر عليهن هذه الكلمة، وأقرهن على ما حصل منهن، وهذا يدل على أن الضرب بالدف في الأعراس من النساء سائغ ومشروع، وقد جاء ذلك في أحاديث عديدة ومنها هذا الحديث.

وفي هذا الحديث أنه إذا حصل غناء فيه مثل هذا الكلام الذي ليس فيه محذور وهو خاص بالنساء ولا يتعداهن إلى الرجال؛ فإنه لا بأس به، لكن لا يكون على طريقة الإطراب، وإنما على طريقة ذكر شيء من النشيد الذي فيه معانٍ جميلة، ولكن يكون خاصاً بالنساء، والنبي صلى الله عليه وسلم أنكر المنكر وأقر ما سوى ذلك، والمنكر هو قولهن أو قول إحداهن: وفينا نبي يعلم ما في غد؛ لأن هذا مما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، كما قال الله عز وجل:{إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان:34].

وهذا يدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب على الإطلاق؛ لأن الغيب على الإطلاق لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى:{قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65]، وكذلك الرسول صلى الله عليه وسلم أمره الله عز وجل أن يقول:{قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [الأنعام:50]، وقال:{قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} [الأعراف:188]، فهذا يبين أن علم الغيب على الإطلاق من خصائص الله، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه، وقد أطلعه على كثير من الغيوب، ولكنه لم يطلعه على كل غيب.

ص: 3